لم يترك صلى الله عليه وسلم شىء مما فيه صلاح المسلم لدنياه وآخرته إلا دلنا عليه أفضل الخلق وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وكان أفضل مشرع أنجبته الدنيا حبيبى وحبيب كل مسلم .
روى فى صحيح البخارى أن النبى صلى الله عليه وسلم سحره رجل من بنى زريق يقال له : لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشىء وما فعله .
ومدة السحر الذى وقع على الرسول صلى الله عليه وسلم هى ستة أشهر وقد استمكن منه فى الأربعين يوما الأخيرة وليس معنى ذلك أن نشك فيما وصل إلينا من الرسول صلى الله عليه وسلم فى هذه الفترة لأن هناك ولاية إلاهية على حفظ القرآن وقد تعهد الله تعالى أن هناك عصمة للأنبياء والرسل فيما يبلغون عن الله تعالى والأهم من ذلك إنه لم يحدث تغيير ولا نسخ للآيات التى نزلت فى هذه الفترة.
وقد وقع السحر على الرسول صلى الله عليه وسلم ليكون ضرب من ضروب التعليم لأن هناك أشياء كثيرة فيها دلالات على بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم منها دخوله فى المعارك وإصابته وزواجه …………….الخ وليكون الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة لمن يصاب بذلك .
وقد اعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم إحساسه بهذا السحر فى بداية الأمر مرض فصبر عليه وعندما أشتد ذلك عليه دعا الله تعالى فآتاه الله بملكان هما جبريل وميكائيل يحاور كلا منهما الآخر ليخبرا الرسول صلى الله عليه وسلم بالفاعل وبالأشياء التى تزول السحر وبموطن دفن هذا السحر فقد أخذ لبيد بن الأعصم اليهودى بعض أسنان مشط الرسول صلى الله عليه وسلم ،وبعض الشعر منه ووضعه فى جف طلع نخل ؛لأن فيه ذكر وأنثى وبالتالى يكون فى تلقيحه تأثير ،ووضعوا فيه أيضا تمثال شمع على هيئة الرسول صلى الله عليه وسلم ،وغرسوا فيه إحدى عشرة إبرة ،ثم وضع هذا السحر تحت رعوفة ؛وهى حجر كبير يقفوا عليه حينما يراد نزح ماء البئر؛ ليكون مكان صعب المنال ، لأن البئر قلما يغيروا ماءه وهذا السحر قد غير ماء البئر كله وجعله مثل نقاعة الحناء والنخل الذى حول البئر رؤسه تعوجت بطريقة كأنها شياطين فما بالنا بشدة تأثيره على النبى صلى الله عليه وسلم أوشدة ما قاساه من هذا السحر .
واستخرج هذا السحر بعد توجيه النبى صلى الله عليه وسلم لقيس بن محصن الزرقى وأعانه جبير بن إياس الزرقى ولما عثرا على السحر فى البئر صار يقرأ جبريل عليه بالمعوذتين وبعدد من آيات الله على عدد الإبر التى كانت بالتمثال وهى إحدى عشرة إبرة وكلما يقرأ آية كان يشعر الرسول صلى الله عليه وسلم بمكان الإبرة وهى تنزع من جسده فرجع الرسول صلى الله عليه وسلم كما فى سابق عهده أو كطبيعته.
ثم أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بدفن السحر ، وقال : ( قد عافنى الله فكرهت أن أثير على الناس فيه شرا فأمر بها فدفنت ).
ونكمل المقال القادم بقية الحديث عن السحر ونص الأحاديث الصحيحة فى هذا الشأن بإذن الله تعالى……………………………….)