قال وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، إنه لا يزال لدى واشنطن “قضايا مهمة” تتعلق بالاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، بعد محادثات يجريها لأول مرة مع نظيره الإيراني.
لكن تيلرسون قال إن المحادثات كانت “جادة جدا”، وأقر بأن إيران ملتزمة بالاتفاق.
وضمت محادثات الأربعاء التي عقدت في الأمم المتحدة، سبعة شركاء تفاوضوا على الاتفاق، وركزت على تنفيذه بنوده.
وعقدت المحادثات بعد يوم واحد من تنديد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالاتفاق.
فقد وصف ترامب الاتفاق في خطابه أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة بأنه “مخجل”. ثم قال للصحفيين فيما بعد إنه قرر أمرا بالنسبة للاتفاق، لكنه لم يكشف عما قرره.
وقال تيلرسون إن ترامب يرى أن العبارة الختامية في الاتفاق، التي تنص على رفع القيود عن برنامج إيران النووي لتخصيب اليورانيوم بعد 2025، غير مقبولة.
وكانت إيران قد توصلت إلى هذا الاتفاق المهم مع دول العالم الكبرى، الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، وروسيا، وألمانيا في عام 2015.
ماذا يقول كل جانب؟
كان هذا أول اجتماع بين تيلرسون ووزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف.
وقال وزير الخارجية الأمريكي إنها كانت “فرصة جيدة للالتقاء، والتحية. وسادت الجدية المحادثات. ولم يكن هناك صياح، ولم يرشق أحدنا الآخر بالأحذية”.
وأضاف تيلرسون أن الجانبين ينظران إلى الاتفاق بطريقة مختلفة.
وقال “يوجد في الاتفاق نقص مثير للقلق جدا ذكره الرئيس، بالإضافة إلى العبارة الختامية، وهي أمر يراه الرئيس غير مقبول”.
وحذر تيلرسون من تكرار تجربة تطوير كوريا الشمالية لأسلحة نووية قائلا إن ترامب أوضح عدم رغبته في ألا يدع إيران تستأنف برنامجها ثم تأتي إدارة أخرى لتتعامل معه.
وقال إن الولايات المتحدة ستفي بالتزاماتها حتى تحل القضية.
وتقول مراسلة في الأمم المتحدة، باربرا بليت-أشر، إن حلفاء أمريكا الغربيين يشاركونها مخاوفها، لكنهم حذروا من إعادة فتح التفاوض على الاتفاق لمواجهة تلك المخاوف.
وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني “لدينا بالفعل أزمة نووية واحدة محتملة. ولا نريد أن نخوض في أزمة ثانية” مشيرة إلى المواجهة مع كوريا الشمالية.
وكان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قد قال في وقت مبكر الأربعاء في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن بلاده لن تكون هي البادئة بانتهاك الاتفاق، لكنها “سترد بحزم وقوة على انتهاك أي طرف له”.
وقال إنه سيكون “من المؤسف جدا” أن يدمره ترامب، الذي وصفه بأنه “وافد جديد مارق على السياسة الدولية”.
وقد وصف ترامب من المنبر نفسه في اليوم السابق إيران بأنها “ديكتاتورية فاسدة” وبأنها “دولة مارقة منهكة اقتصاديا” تصدر العنف.
هل يمكن أن تتخلى الولايات المتحدة عن الاتفاق؟
لقد رفعت العقوبات الاقتصادية التي شلت قدرات إيران عقب شهادة وكالة الطاقة الذرية بأن إيران قلصت الأنشطة النووية الحساسة.
وتقول إيران إن من حقها الحصول على طاقة نووية، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية فقط.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، قد قالت وقتها إن الاتفاق سيحول دون حصول إيران على أسلحة نووية.
وقالت مندوية الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، إن ملاحظات الرئيس ترامب “لم تكن إشارة واضحة إلى أنه يعتزم الانسحاب من الاتفاق”.
وأضافت في مقابلة مع محطة سي بي إس “الأمر الواضح أنها إشارة إلى أنه غير سعيد بالاتفاق”.
كيف تكبح إيران برنامجها النووي؟
يوجد في إيران منشأتان لتخصيب اليورانيوم، هما ناتانز وفوردو، حيث تغذى أجهزة الطرد المركزي بغاز يعرف بـ”هيكسافلورايد” لفصل نظائر يو-235 وهي أكثر النظائر انشطارا.
ويمكن استخدام اليورانيوم المنخفض التخصيب، والذي لا يزيد تركيزه على 3 أو 4 في المئة من نظائر يو-235، في إنتاج وقود صالح للمفاعلات النووية، لكن يمكن أيضا تخصيبه إلى الدرجة التي يحتاجها إنتاج أسلحة نووية، وهي 90 في المئة.
وكان لدى إيران في يوليو/تموز 2015 حوالي 20.000 جهاز طرد مركزي. وسيقلص هذا العدد – بناء على خطة العمل الشاملة المشتركة، إلى ما لا يزيد على 5060 جهازا من الأجهزة القديمة والأقل كفاءة في ناتانز على مدى 10 سنوات.
كما سيقلص مخزون إيران من اليوارنيوم بنسبة 98 في المئة ليبلغ 300 كيلوغرام لمدة 15 عاما، على أن تحتفظ إيران بمستوى التخصيب عند 3.67 في المئة.