للمرة الثانية على التوالي نظّم الهلال الأحمر القطري بالتعاون مع نظيره الأردني في منتصف الشهر الحالي بازار الأمل بعمّان لدعم السيدات المُقيمات بمخيم الزعتري جنوبي الاردن .
يُذكر أنّ الهلال الأحمر القطري تأسس عام ١٩٧٨م وهو منظمة إنسانية عالمية تقدم الخدمة لمحتاجيها دون تحّيز ًأو تمييز.
وما زالَ يُقدم خدماته للسوريين الذين نزحوا وتهجروا من بلادهم نتيجة إجرام الأسد والانتهاكات الجارية في سورية من دعم إغاثي ونفسي وطبيّ ، ومن بين الفئات التي أولاها رعاية وعناية خاصة هي المرأة السورية بما تحملهُ من مسؤولية تجاه أسرتها أو من تبقّى منهم.
ويأتي البازار ضمن برنامج الدعم النفسي والاجتماعي للنساء كي تكون المرأة مُنتجة وفعّالة بالمجتمع وحفظاً لكرامتهنّ ، حيث بدأ بتدريب النساء على الأعمال اليدوية وتوفير مستلزمات العمل ومن ثم تسويقها عبر بازارت خاصة تُقام في عمّان والدوحة ، وريع المنتجات يعود للنساء من أجل تحسين وضعها الاقتصادي ولضمان استمرار المشروع وبما يُسمّى الدعم النفسي عن طريق العمل.
وتقول السيدة عايدة حمود إحدى مدربات الحرف اليدوية :-
” بدأنا بشهر ٣ – ٢٠١٣ بتدريب النساء السوريات على الحرف اليدوية من صوف وتطريز وكروشيه ، وكان الهدف تخفيف الضغط والمعاناة اللواتي يتعرضن إليها وملء وقت الفراغ بتعلّم حرفة مناسبة تعود عليهن بمردود مادي ونفسي من خلال تجاوز أزمتهنّ بالتعارف وتكوين علاقات اجتماعية أثناء العمل “
وتمّ استهداف وتدريب حوالي ٢٠٠ سيدة وإنتاج ما يزيد عن ٤٠٠ قطعة صوف وتطريز إضافة لأطعمة من صنعهنّ بما يُسمّى الدعم النفسي عن طريق العمل .
وقد أُقيمَ بازار الأمل الأول في أيلول ٢٠١٣ وبسبب نجاحه أقيمَ الثاني لما فيه من مردود إيجابي على السيدات المُهجرات ..
وفي تصريح خاص من السيد عاطف الدلقموني ‘رئيس بعثة الهلال الأحمر القطري’ :-
” أنّ البازار هذا جاء في إطار البرنامج الدعم النفسي والاجتماعي المُوجه من الهلال للمهجرات في الزعتري اللواتي يُعانين من ضغوطات وصعوبات تأقلم وظروف إنسانية سيئة في بلدهنّ والمهجر “
وأضافَ الدلقموني :-
“أنّ من أهم الصعوبات التي تواجه المشروع هي الصعوبات المالية وعدم توفر الدعم المستمر والكافي لتغطية هذه المشاريع”
واضاف أنّ بعض النساء المتدربات أصبحنَ مُدربات للأخريات مما أثّر بشكل إيجابي عليهنّ من الناحية النفسية والمادية وتخفيف الضغوطات التي يتعرّضنَ لها بسبب اللجوء ..
وطالبتْ العديد من السيدات المتدربات الاستمرار في مثل هذه البرامج لما لها من دور كبير في إخراجهنّ من الوضع النفسي السيء وتخفيف من ألم ومعاناة النزوح الذي تعشنه وتوفير دخل شريف لهنّ .
والبرنامج جاء ضمن مجموعة برامج يُقدمها الهلال كبرنامج تقديم الدعم النفسي للأطفال والعلاج بالعمل للسيدات وإضافة لبرنامج رياضي للشباب داخل المخيم .
وبرغم الألم والمعاناة والتشرّد ، ألا أن المرأة السورية بقيت فعّالة مُنتِجة معطاءة متجاوزة كل مآسيها