يتجرعون مرارة العيش والحصول على قوت يومهم من “فم الأسد”، أزمة تتمثل في طمع أصحاب المليارات والأبراج في “عشش الفقراء” التي باتت على شفا جرف هار ولا تكاد ترى من أبراج الأغنياء التي حاصرتهم نورا ولا شمسا.هذا بإختصار ما يجسد أزمة منطقة “رملة بولاق” خلف أبراج “النايل سيتى”، والتي يعيش أهلها حياة بائسة، في حين لا يفصلها إلا أمتارا قليله عن حياة الرغد والأموال التى لا حصر لها، يعيش أهل الرملة فى “عشش” أقل من أن توصف بالإنسانية، يجاورهم الحيوانات والفئران والثعابين، ويجاورهم أيضا من يتلذذون بـ”الكافيار” من رجال الأعمال أصحاب الشركات التي “تشطح” في الإرتفاع غير مبالية بجيرانها الذين لاتتعدى عششهم أول دور، وأنى لهم.
ولايتوقف المشهد عند ذلك، وإلا فقد فضل الله بعضنا على بعض في الرزق، بل إن المأساة الكبرى في أن يطمع “الباشا” صاحب البرج العالي في عشة جاره “الأرزقي” الذي يجاهد ليكسب قوتاً يكفي حاجته وإطعام أبنائه، إن أستطاع إلى ذلك سبيلا، في حين لا يأتي في أنعكاس نظارة “الباشا” سوى منطقة يجعلها موقعها بالنسبة له كنزا إستراتيجيا لا يجب أن يغفله، فالمنطقة تطل على أمواج النيل ويحتضنا أبراج الأثرياء، فلم لا يوسع ممتلكاته ويوسع شركاته على حساب “الغلابة” المطحونين
كانت هناك “وكـالة الأخبار المصـرية ” تحاور الأهالى الذين يتهمون رجل الأعمال نجيب ساويرس بمحاولة إجبارهم على الرحيل من المنطقة وإستخدامه لوسائل شتى لتحقيق هذا الغرض، منها حريق الرملة وأحداث برج النايل سيتى، التي قتل خلالها عمرو البنا على يد أحد قيادات أمن البرج.
بأصابع حسم يقول الأهالي: “أن يحتضننا تراب المنطقة أمواتًا خير لنا من أن يجبرونا على تركها، أرتضينا بمنطقة خالية من الخدمات لأنها تمثل لنا تاريخ أجدادنا منذ عهد ملك فاروق وحتى الآن” .
أم علي أربعينية تقول: “أنا أتولدت وأتجوزت هنا، ونجيب ساويرس أشترى الأرض من ناس وسابها فاضية كلها ثعابين وزبالة، حمينا أبراج النايل سيتي في 25 يناير، وفى الآخر بيطالبونا نسيبها ونمشي”.
وتروى أم محمد تفاصيل معاناتهم مع رجال الأعمال: “عقب أحداث النايل سيتى والتي راح ضحيتها عمرو البنا أحد شباب الرملة، هجمت الشرطة على المنطقة وألقت القبض على 53 واحدًا من أهالي الرملة منهم 4 ليسوا من المنطقة كانوا مارين بالصدفة من الشارع أثناء الإشتباكات، وفيه واحد مات بأزمة قلبية داخل السجن و22 أخذوا براءة و2 تأبيدة، والباقي من 7 سنين لـ10 من ضمنهم ابني، والضابط اللى قتل عمرو البنا أخد ترقية حسبي الله ونعم الوكيل فى الظالم”. .
وأضافت أم محمد الشهيرة: “نجيب ساويرس بيدفع فلوس للقسم علشان يلفقوا التهم لعيالنا ضغط علينا علشان نمشي، ضابط فى قسم بولاق أبو العلا أنا مينفعشي أقول اسمه، قالنا باللفظ خلى بالكو علشان ساويرس حاطط عليكم حطة سودة أحنا مش طالبين أكتر من إنه يسيبنا فى حالنا حتى بتوع حقوق الإنسان بطلوا يتابعونا زى الأول.. هما اللى كانوا واقفين له”.
وتابعت: “كنت ضمن مؤيدي المشير عبدالفتاح السيسي.. وعلى أيامه عيالنا أتحبست وظلم وإهانات ومحدش بيحمينا، والناس اللى بتموت كل يوم والدم على الطريق، ويا ريت أيام مبارك ترجع تانى كنا بنمشي فى أمان، لو مبارك رجع تانى ونزل الانتخابات هنتخبه، ، اللى إحنا فيه دلوقتى دا أيام سودة”.
واستطردت: “أحنا كسبنا القضية ومش هنمشي إلا لما ناخد حقنا أنا والدى مواليد 27 وهنموت على الأرض دى”.
” نجيب ساويرس عايز يطلعنا بالقوة من أرضنا، القسم تبعه وبيعطيهم فلوس، عايزين نوصل صوتنا، أتكلمنا فى جميع وسائل الإعلام وماحدش عمل حاجة، أنا عارف إن ممكن يحصل لى حاجة، لكن أنا مش بخاف غير من ربنا”، هكذا تحدث أشرف عرابى، والذي كان خائفًا من التصوير، موضحًا أن هناك فتاة كانت الوحيدة التى تقف بالمرصاد لرجال الأعمال نجيب ساويرس راحت دماءها هدر، حيث ذهبت إلى رئيس الحى وأحضرته إلى الرملة قبل إخلاء العشش بالقوة الجبرية، وأوقف رئيس الحي الهدم، بناء على المستندات التي كانت معها، والتي تثبت ملكية الأرض، إلا أنها فى اليوم التالى صدمتها سيارة وقيدت القضية ضد مجهول”.
وتابع عرابي: “أنا عندي أرض قدام النايل سيتى ومعايا حجة الأرض من أيام الملك فاروق،أحنا مش بلطجية، أحنا بندافع عن أرضنا لو ساويرس عايز يشترى أهلاً وسهلاً تعالى ثمّن الأرض واشترى زيك زى أى حد، وبعدين القسم بيعمل لصالح ساويرس البوكس واقفين أمام الرملة ليل نهار، أى حد بيتكلم بتتعمله قضية نفسي حد يشوف اللى ورا أبراج النايل سيتى، وأطالب المسئولين بأنهم يبصوا لنا بعين الرحمة”.