كشف نواب في البرلمان المصري، عزمهم استدعاء وزير الخارجية سامح شكري، لمعرفة “ملابسات وحقيقة” مشاركة وفد من جماعة الإخوان المسلمين في مؤتمر بالسودان، وسط توقعات باشتعال أزمة بين البلدين.
وصرح وكيل لجنة الشؤون العربية في البرلمان المصري، النائب أحمد إمبابي، إن “عددًا كبيرًا من أعضاء اللجنة، أخطروا اللواء سعد الجمال، رئيس اللجنة، بحتمية استدعاء وزير الخارجية، للوقوف على حقيقة مشاركة الوفد الإخواني، في المؤتمر خلال اليومين الماضيين، ومعرفة مدى رعاية السودان له بشكل رسمي، خاصة أن المؤتمر حضره قيادات دولية ورؤساء”.
وأضاف إمبابي أن “العلاقة بين مصر والسودان طيبة وصافية لكن عددًا كبيرًا من أعضاء اللجنة، أعربوا عن غضبهم تجاه هذا الأمر”، مشددًا على “ضرورة اتخاذ موقف حال التأكد من ذلك”.
وتابع “مصر دولة كبيرة، ولا يجب التعامل بشكل رسمي عبر مؤتمرات، مع الذين يتربصون بها ويسعون لتخريبها، ولا بد من النظر في الأمر بشكل رسمي”، داعيًا وزارة الخارجية إلى استدعاء السفير السوداني في القاهرة “لمعرفة تفاصيل المؤتمر”.
أزمة مرتقبة
من جانبه، أكد النائب حاتم باشات، عضو لجنة الشؤون الأفريقية، أن “هذا الأمر سيتم بحثه خلال الساعات المقبلة، على أن يتم التعامل معه بشكل رسمي، خلال الجلسة العامة للبرلمان، الأسبوع المقبل”، مشيرًا إلى أن “هناك أكثر من طلب لمعرفة حقيقة الأمور، عبر استدعاء وزير الخارجية”.
وقال باشات في تصريح له، إن “وزير الخارجية سيبحث الأمر بشكل رسمي لإطلاع نواب البرلمان على حقيقة ما حدث، وموقف السودان من الإخوان، في ظل تصنيف الجماعة كإرهابية في مصر، وتربصها برجال الجيش والشرطة والقضاء ومؤسسات الدولة”.
بدوره، أكد مصدر برلماني أن “اللجان البرلمانية المتخصصة في الشأن العربي والأفريقي، تنتظر وصول قياداتها من زيارات خارج مصر، لاتخاذ موقف بهذا الشأن”.
وقال دبلوماسي سابق إن “أزمة مرتقبة قد تطرأ بين القاهرة والخرطوم، خلال الفترة المقبلة، حال التأكد من مشاركة الوفد الإخواني، ومعرفة الدولة بذلك، وذلك رغم العلاقات الطيبة على مدار الفترات الماضية بين مصر والسودان، وتبادل الزيارات بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي، وعمر البشير”.
وأوضح أن “استضافة وفد إخواني بالشكل الذي تم الترويح له، يعد خطوة ضد النظام الحاكم في مصر، برعاية سودانية، ولا بد من توضيح الموقف، مطالبًا السودان أو السفير السوداني في القاهرة، بـ”توضيح حقيقة الأمور”.
ويذكر أن الخرطوم استضافت وفدًا إخوانيًا، مؤخرًا، يضم عددًا من النواب السابقين للجماعة، للمشاركة في مؤتمر “كوالالمبور للفكر والحضارة”، الذى انعقد لمدة ثلاثة أيام، بحضور مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا السابق، تحت عنوان “الحكم الراشد وأثره في تحقيق النهوض الحضاري”. وشهد المؤتمر هجومًا حادًا على مصر وقيادتها السياسية، وثورة 30 / يونيو.
وضم الوفد الإخواني الذي شارك في المؤتمر، كلًا من أيمن صادق، ومحمود محضية، ومحمد سعد المنجي”، وهم برلمانيون سابقون عن الجماعة.