وقفت البنت المراهقة وسط مجموعة من الشباب في الشارع. جميعهم طامعون فيها يريدون اصطحابها معهم. وبينما كان سيد بدر، أحد سكان منطقة منيل شيحة التابعة لمدينة أبو النمرس في الجيزة، عائدًا من عمله رأى المشهد ففرق الشباب وأطاح بجمعهم من حول البنت وأخذها معه، لتخبره بحقيقة وجودها مع والديها وقد قررت الهروب منهما.
يقول سيد بدر: «كنت جاي من الشغل امبارح لقيتها واقفة وسط شباب كتير وكلهم عاوزين ياخدوها البيت وهم من نفس سنها، اتخانقت مع اللي واقفين، واتكلمت معاها عرفت إنها رافضة ترجع لأهلها، أبوها متجوز وأمها متجوزة والاتنين بيرموها لبعض».
بحسب «سيد» بعد ساعات من الحديث مع المراهقة التي تدعى «منة»، 16 عامًا، والتي حكت له أنها ضحية والدين قررا الإنفصال عن بعضهما، وكل منهما اتجه إلى حياة جديدة يريد أن ينسى كل الماضي مع شريك حياة آخر، ويرميها والده لوالدتها والعكس يحدث، لتقرر البنت الخروج للشارع عدة مرات هاربة من معاملة والديها السيئة.
منذ طلاق والديها وزواج كل منهما من آخر، لم يتحمل أي منهما وجود «منة» معه في بيته. كانت تقضي فترة مع والدها في منطقة أرض اللواء بالجيزة، وعندما يمل منها تذهب إلى والدتها والتي تفعل نفس الشئ معها. كل ذلك مع المعاملة السيئة التي تتجرد من كل أنواع الإنسانية، وكانت آخر مرة قررت والدتها أن تتركها إلى بيت خالتها.
وبحسب «سيد»: «البنت بتحكي لي إن أمها وأبوها بيعذبوها لما تكون عندهم عشان يمشوها من البيت، وآخر مرة راحت لأمها وديتها عند خالتها وكالعادة عاملوها وحش جدًا، عشان كدة قررت تهرب برا البيت وتقعد في الشارع».
اعتنى «سيد» بها وأطعمها، لكنه لم يستطع تحمل إقامتها في منزله، لأن بيته لا يوجد فيه سوى ذكور فقط، ليقرر أن يدع البنت تقيم مع أسرة ليس لديها أطفال، مضيفًا: «لما أخدتها أكلتها كويس ووديتها عند ناس طيبين ماعندهمش أولاد ومابيخلفوش، وهي مرتاحة معاهم بس رافضة ترجع لأهلها».