قررت محكمة جنايات الإسكندرية ، أمس الأربعاء، إحالة أوراق المتهم بقتل القمص أرسانيوس وديد رزق الله، كاهن كنيسة السيدة العذراء بكرموز، لمفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي تمهيداً لإعدامه.
وقرّرت محكمة جنايات الإسكندرية الدائرة 22، برئاسة المستشار وحيد صبري، وتحديد جلسة 11 يونيو المقبل للنطق بالحكم.
واستقبل ذوي المجني عليه قرار المحكمة بإطلاق الزغاريد، تعبيراً عن بهجتهم وفرحتهم بالحكم.
وكانت المحكمة استمعت في جلسة أمس إلى مرافعة النيابة العامة التي، أدانت المتهم بالأدلة والمدعين بالحق المدني، الذين طالبوا المحكمة بتعديل قيد ووصف القضية إلى القتل العمد مع سبق الإصرار، استمعت هيئة المحكمة إلى دفاع المتهم.
واستمعت هيئة المحكمة في الجلسة الأولى لشهادة ضباط التحريات وعدد من شهود الإثبات، وأشارت التحريات إلى أن الجريمة فردية غير ممنهجة وأن المتهم متأثر بأفكار متطرفة، وأفادت بأن الجريمة وليدة اللحظة وعدم وجود سبق إصرار وترصد وفق التحريات.
وترجع أحداث القضية إلى يوم 7 أبريل عندما تلقى قسم شرطة المنتزه أول بلاغا يفيد تعدي شخص على أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة العذراء بكرموز، طعنا بسلاح أبيض أمام بوابة شاطئ إسحاق حلمي، ما أدى لوفاته.
وكشفت معاينة النيابة لمسرح الجريمة عن وجود آثار دماء به، والعثورِ على 3 كاميرات مراقبة مثبتة أعلى ثلاث بوابات لشاطئ إسحاق حلمي الذي حدثت الواقعة في محيطه بمنطقة سيدي بشر.
وأكد شهود الواقعة، وعددهم 17 شاهدًا، كانوا في صحبة المجني عليه، إلى جانب مسؤولين وعاملين بالشاطئ، أن المجني عليه وآخرين كانوا في اجتماع أسبوعي عقدته الكنيسة بالشاطئ، وعقب انتهاء اجتماعهم وأثناء استقلالهم الحافلات، كان المجني عليه يتابع انتظامَهم بها مرتديًا الزيّ الديني.
وأضاف الشهود أمام النيابة العامة أنهم فوجئوا بالمتهم اندسّ بينهم مُشهرًا سكينًا بيده وتسلل خلف المجني عليه وطعنه في عنقه قاصدًا قتله، وحاول استكمال التعدي عليه بطعنة أخرى إلا أن الحاضرين قبضوا عليه وتحفظوا على السكين التي كانت بحوزته، وسلموه والسكين المضبوط إلى رجال الأمن.
وأمرت النيابة العامة بفحص عينة دم وبول للمتهم ويدعى “نهرو عبدالفتاح توفيق” بيانًا لمدى تعاطيه أي مواد مخدرة، فأسفر الفحص عن خلوّ العينات مما يشير لذلك.
واعترف المتهم أمام النيابة العامة بارتكابه الواقعة- ثم عاد وعدل عن إقراره- وقرَّر أنه وفد إلى الإسكندرية منذ أيام بحثًا عن عمل بعدما تنقل من محافظة إلى أخرى، ومكث يبيت في الطرق العامة حتى عثر على سكينًا بمجمع للقمامة، فاحتفظ بها دفاعًا عن نفسه، ثم ادعى أنه يوم الواقعة وبعدما رأى المجني عليه أمامه لم يشعر بما ارتكبه قِبَله، حتى ألقى المتواجدون القبض عليه.
وادَّعى المتهم سابقَ إصابته باضطرابات نفسية منذ نحو 10 أعوام دخل على إثرها أحد مستشفيات الصحة النفسية لتلقي العلاج، وأنه يفقد السيطرة على أفعاله أحيانًا.
وأمر النائب العام بحبس المتهم، وإيداعه تحت الملاحظة الطبية بأحد مستشفيات الأمراض النفسية والعصبية، لبيان حقيقة ما ادعاه من سابقة معاناته من أمراض نفسية تُفقده السيطرةَ على أفعاله قبل إحالته للمحاكمة الجنائية.