واصلت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، سلسلة فتاوي فقه النوازل، في ظل الحديث حول الموجة الثالثة لفيروس كورونا وتصاعد أعداد المصابين مرة اخري، حيث أعادت الدار نشر فتوى حول حكم التغيب عن الجمعة خوفا من الإصابة بكورونا، أكدت فيها الدار أنه من غلب على ظنه لحوق الأذى والضرر بفيروس كورونا المستجد جراء الاختلاط بغيره في صلاة الجمعة فيرخص له في عدم حضور صلاة الجمعة؛ ويصليها في البيت ظهرا.
وقالت الدار إنه لا يصح الاعتراض بأن الخوف من وقوع الضرر بالفيروس محتمل؛ فكيف يصح جعله من الأعذار المسقطة للجمعة؛ وذلك لأن سلامة الإنسان في هذه الحالة ليست فقط مرهونة على أخذه وحده بأساليب الوقاية، بل مرتبطة أيضا بمن سيخالطهم ويتعامل معهم، ومع تفاوت طباع البشر والاختلاف في ثقافة التعامل مع الوباء، وفي حرصهم على الالتزام بوسائل الوقاية واستكمال الإجراءات، ومع توقع تهاون البعض فيها، أو حصول التدافع غير المقصود، مع ما قد يستدعيه حضور الصلاة؛ مما قد يصعب معه الحرص على التباعد المطلوب.
وأضافت الدار: «أما من تحققت إيجابية حمله للفيروس فيحرم عليه شرعا حضور صلاة الجمعة؛ لما في ذلك من إلحاق الضرر بالآخرين، لا سيما مع علم الشخص بكون مرضه ذا طابع معد».
وناشد دار الإفتاء وجوب الالتزام بالتعليمات الرسمية وقرارات السلطات، وأن تصبح الإجراءات الوقائية ثقافة سائدة في مزاولة حياتنا في التجمعات؛ حفاظا على نفوس الناس، وحدا من انتشار هذا الوباء
وقالت الدار: «تمتاز الشريعة الإسلامية الغراء بالتوازن بين مقاصدها الشرعية ومصالح الخلق المرعية، وفيها من المرونة ومراعاة الأحوال والتكيف مع الواقع ما يجعل أحكامها صالحةً لكل زمان ومكان، وفي كل الظروف، وهذا يُمَكِّن المسلمَ من التعايش مع الوباء المعاصر مع الأخذ بأسباب الوقاية؛ دون أن يكون آثمًا بترك فريضة، أو مُلامًا على التقصير في حفظ نفسه وسلامتها».