البهنسا هى قريه فى محافظة المنيا تعتبر كنز من بحر كنوز ارض الكنانه تلك القريه تحمل بين طياتها عصور وتاريخ عظيم فلقد عاصرت كل العصور والازمنه التاريخية فى مصر يقال عنها البهنسا ونسيج الذهب ومدينة الشهداء
موقعها :
تقع بهنسا على بعد 15كم شمال غرب مدينة بنى مزار وعلى بعد حوالى 3كم من الطريق الصحراوي الغربى وهى تتبع قرية “صندفا الشريف ” وتقع على حافة الصحراء الغربيه بعيدا عن مجرى النهر الرئيسى ، وتوجد الصحراء الليبية فى غرب المدينة وكان يوجد بهذه المنطقة قلعة و حامية ترجع لعهد الملك الفارسى “قورش الثالث “
اسماؤها :
عرفت فى النصوص المصريه باسم “بر-مجد” اى (مكان الالتقاء) و ذكرت فى القبطية باسم (بمجى ) ، وفى المصادر الكلاسيكية اليونانية – الرومانيه ذكرت باسم “اوكسيرنخوس ” وهو اسم ” سمك القنومه ” الذى كان يقدسه أهل البلدة ، ولقد عرفت باسمها الحالى منذ العصر الاسلامي وهو تحريف لاسم (( بهاء النساء )) الذى عرفت به بنت حاكم المدينة عند الفتح الإسلامي .
اهميتها التاريخية :
تكمن اهميتها التاريخية فى أنها عاصرت كل العصور من العصور المصرية القديمة إلى الآن مرورا بالقبطى والرومانى و اليونانى والبيزنطى و الاسلامى . ولكن السؤال هنا هو . ما الذى يميز تلك البقعة الصغيره لكى تحوذ بهذه المكانة ؟! الاجابه هى لأنها كانت مركزا تجاريا هاما يقع على الطريق المؤدى للواحات البحريه الذى تسير فيه الجمال لمدة أربعة أيام . مما جعلها تضم اطلالا وبقايا من منشأت مصريه قديمه يونانية ورومانية و كميات هائلة من البرديات . ومن أهم آثارها المسرح الروماني الذى ذكر اسمه كثيرا فى الوثائق اليونانية بالإضافة إلى العملات التى تحمل اسامى العديد من الأباطرة الرومان . ولكن اهميتها وشهرتها الحقيقية ترجع إلى ، ذلك العدد الهائل من البرديات الذى دون فيه الحياة الاجتماعية التى كتبت بالغة الإغريقية و القبطية التى عثرت عليها بعثة حفائر أجنبية بالمنطقة عام 1897 م .
من أهم الآثار المسيحيه الباقيه بالبهنسا:–
تحتوي منطقة”البهنسا”الآن علي شجره عتيقه يعتقد أن العائله المقدسه استظلت بها وشربت من البئر الموجود بجوارها أثناء رحلة الهروب لمصر ويري بعض المفسرون أن هذا المكان هو الذي تشير إليه الآيه القرآنية:-( وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلي ربوة ذات قرار ومعين)سوره المؤمنون.
ويذكر أن”روفينوس” مؤرخ الكنيسة في القرن الرابع الميلادي أن عدد كنائس”البهنسا”زاد عن اثني عشرة كنسيه، وكان بها أديره كثيره وأن في المدينة عشر آلاف قس وبلغ عدد رهبانها عشرون ألف راهب أما أديره الراهبات فوصل عدد الراهبات فيها إلي اثنتي عشرة ألف راهبة ولذلك يفسر ما ذكره المؤرخون أنه في العصر المسيحي كانت البهنسا تعد من أشهر الاسقفيات في الكرازة المرقسية إبان القرن الخامس الميلادي كما تحتوي البهنسا علي عدد كبير من الكنائس حتي دخول الفتح الإسلامي لمصر. وقد تم الإكتشاف حديثاً كنيسه اثريه بالبهنسا وأيضاً توجد مجموعه من المقابر عليها نقوش أثريه ترجع للعصر المسيحي.
وعثر علي برديه كانت عباره عن التقويم الكنسي يرجع إلى القرن السادس الميلادي، اشتمل هذا التقويم علي قائمه بالأعياد الدينيه التي احتفل بها أهل المدينه ورجال الكنسيه فيها.
ويذكر المقريزي أنه كان بالبهنسا إبان القرن الخامس الميلادي 360 كنيسة خربت ولم يبق منها سوي”كنيسه العذراء”
وأيضاً تتمتع البهنسا” بدير السنقوريه” علي بعد 15كم غرب بني مزار (قليلاً باتجاه الشمال) حيث سكن بها ثلاثون ألف راهب وراهبه شاهدهم الأب”بلاديوس” عند زيارته للمنطقه والباقي من مباني الدير هو الكنيسة الأثرية المجددة التي ترجع للقرن الثامن عشر/التاسع عشر الميلادي.
الآثار الإسلامية الباقيه بالبهنسا:-
شهدت البهنسا صفحات مجيده من تاريخ الفتح الإسلامي لمصر، حيث يطلق عليها مدينة الشهداء لكثير من استشهد فيها وقد شرقت بالعديد من الصحابه وزوجاتهم وأبنائهم ممن حضروا مع الرسول غزوة بدر.
وأيضاً بها مسجد الحسن بن صالح بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب أحد علماء المسلمين ومن أحفاد سيدنا علي بن عم رسول الله صلي الله عليه وسلم ويعد هذا المسجد الوحيد في مصر الذي له قبلتان.
ضريح سيدي”فتح الباب” أحد أبطال الفتح الإسلامي لمصر.
ومسجد سيدي”علي الجمام” قاضي القضاه البهنسا وإمام مذهب المالكيه في عصره
ومزار السبع بنات:- الذي يحكي قصته مجموعه من البنات المصريات اللاتي خرجن ذات يوم لإمداد جيش المسلمين بالمؤن والمياه أثناء الحصار فقتلهم الجنود البيزنطيين.
كما تحوي أيضا مجموعه من القباب مثل قبة أبو سمره وهو من احفاد سيدنا”الحسين” ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبة الأمير زياد الفضل بن الحارث بن عبد المطلب بن عم رسول الله.
وان هذا ماهو الا مختصر شديد لبقعه صغيره عظيمه فى مصر فكيف بمصر إذا كانت هذه البنت فكيف الام ، ومازالت مصر تبهر وستظل ارض الكنانه مليئة بالكنوز التى لاحصر لها .