تخيم الأجواء الثأرية على المواجهة المرتقبة، اليوم الأحد، بين الوداد المغربي والترجي التونسي لحساب ذهاب الدور نصف النهائي لدوري السوبر الإفريقي في نسخته الأولى.
وقبل ساعات من المباراة التي سيحتضنها مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، ألقت الأجواء الساخنة والتصريحات النارية بظلالها على المواجهة التي تعد الأولى بين الفريقين منذ مقابلة نهائي دوري أبطال إفريقيا 2019، التي لم يكتب لها أن تشهد نهاية طبيعية وتوقفت من قبل الحكم الغاني باكاري غاساما بعد أن رفض لاعبو الوداد المغربي استكمال اللعب.
وفي الدقيقة 63 من تلك المباراة، كانت النتيجة تشير إلى تقدم الترجي التونسي (1- 0)، وسجل المهاجم وليد الكرتي هدفا ألغاه الحكم المساعد بداعي التسلل ليقرر لاعبو الوداد الانسحاب ومغادرة الملعب احتجاجا على عدم الإقرار بشرعية الهدف.
وباعتبار نتيجة التعادل بهدف لمثله ذهابا في الدار البيضاء، توج الترجي التونسي آنذاك بلقب دوري أبطال إفريقيا لكن ذلك اللقب الذي حسم في أروقة المحكمة الرياضية الدولية بعد تظلم الفريق المغربي، لا يزال يثير الكثير من الجدل والندية بين الترجي والوداد اللذين يلتقيان من جديد في قبل نهائي دوري السوبر الإفريقي بعد أن تخطى كلاهما بنجاح عقبة الدور ربع النهائي.
وحقق الترجي التونسي فوزا صريحا على حساب مازمبي للكونغولي بثلاثة أهداف دون رد ليقلب هزيمته الضئيلة بهدف وحيد في الذهاب وينتزع ورقة التأهل.
أما الوداد المغربي فقد تأهل على حساب إينمبا النيجيري بعد الفوز عليه ذهابا وإيابا (1-0) و (3- 0).
وتعد مباراة اليوم بمثابة الفرصة السانحة أمام الترجي التونسي لتأكيد أحقيته بالمراهنة على لقب السوبر الإفريقي وهو اللقب القاري الوحيد الذي ينقص خزائن تتويجاته بعد أن أحرز سابقا دوري أبطال إفريقيا في أربع مناسبات فضلا عن لقب كأس الكونفدرالية وكأس الكؤوس والكأس الممتازة.
كما يسعى فريق الدم والذهب إلى الخروج من فترة الشك التي لازمته طوال الأشهر الماضية والتي أقال في أعقابها مدربه معين الشعباني ليعين المدير الرياضي طارق ثابت مدربا مؤقتا.
واعتبر طارق ثابت، خلال مؤتمر صحفي عقده قبيل آخر حصة تدريبات للفريق في الدار البيضاء أن لاعبيه سيكونون جاهزين على جميع النواحي لتقديم مباراة ممتازة، تليق بعراقة وتاريخ الترجي وذلك رغم قوة الوداد البيضاوي المغربي.
وقال ثابت قبل ساعات من المواجهة: “نعرف جيدا ملعب محمد الخامس، الفريق المنافس هو الآخر ليس غريبا عن الترجي، نسعى للخروج بنتيجة إيجابية لتأمين أوفر الحظوظ في لقاء العودة برادس الأربعاء”.
وأضاف ثابت أن الترجي قدم عرضا مميزا أمام مازمبي في ربع النهائي و يطمح لمواصلة التألق ويراهن على الفوز ضد منافسه على درب استمرار حملة التتويج بالدوري الإفريقي.
من جهته، أشعل عادل رمزي مدرب الوداد المغربي المواجهة معتبرا أن ان ملاقاة الترجي التونسي ستكون فرصة للفريق المغربي للثأر من خسارة نهائي دوري أبطال إفريقيا 2019، “التي عرفت أحداثا مثيرة للجدل وتوقفت احتجاجا على المظالم التحكيمية” بحق فريقه حسب قوله.
وقال رمزي: “مباراتنا أمام الترجي ستكون من طراز آخر وأمام فريق آخر، سمعت أشياء كانت في الماضي بين الكرة المغربية والتونسية، داخل الكواليس عرفت أكثر عما وقع، والأكيد الماضي سيكون له دور في مواجهة الترجي، نسعى لأن نرد الحساب للترجي في هذه المباراة، هذه فرصتنا للثأر رياضيا”.
وفي المقابل، شدد المدرب المغربي على أهمية التركيز على الأداء والابتعاد عن ضغط الماضي، مؤكدا أن الوداد يمتلك حظوظا كبيرة في التأهل إلى النهائي”.
مضيفا “درسنا الترجي جيدا ونعلم نقاط القوة والضعف لديه”.
هل يستفيد الترجي من أسبقية الماضي؟
سبق للترجي التونسي والوداد المغربي أن التقيا في ثماني مناسبات في المسابقات الإفريقية كانت الأسبقية للترجي واضحة فيها بفوزه في ثلاث مواجهات مقابل هزيمته في مباراة وحيدة في حين انتهت أربع مواجهات بالتعادل.
ونجح الترجي في التتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا في 2011 ثم 2019 بعد الفوز على الوداد في النهائي، كما تأهل لنصف نهائي كأس الكؤوس الإفريقية 1998 بعد الفوز في مجموع مباراتي الذهاب والإياب (4 -3).