كتبت: هند الصنعاني
يصفونها دائما بالثرثارة، فهي تهوى الكلام و الاستفسار عن أدق التفاصيل، إنها المرأة، تحب الكلام فهو الطاقة التي تنعشها، لكن لا يوجد أسوأ من المرأة الصامتة، فصمتها يفزع الرجل و يدخله في دائرة الاضطراب.
الصمت الرهيب عند المرأة صفة دخيلة عند الأغلبية، يهابه الرجل و يفقده القدرة على التفكير بالطريقة الصحيحة، فهو يشعر أنها بصدد تحضير قنبلة قابلة للانفجار في اي وقت، لا يستطيع تحليل ما يدور في ذهنها، لم يعتاد عليها المرأة الغامضة، تجعله يعيش مرحلة ارتباك إلى ان تتضح الرؤية.
الصمت من ذهب، شعار ترفعه المرأة الذكية في بعض المواقف، فهو يعلم مدى اتقانها لفن التعامل و إدارة المواقف، فتجعله في موقف دفاعي تضطره للكلام و إخراج كل ما لديه بحنكة و شطارة.
تلجأ المرأة أحيانا للصمت الفعال عند الغضب لاحتواء الموقف و السيطرة عليه لتجنب الدخول في مشاكل أكبر تفقد العلاقة المودة و الحب، فالصمت أحيانا يكون وسيلة ضرورية للعبور الى بر الأمان، لكن هناك صمتا آخرا يدمر العلاقة، صمت تلجأ إليه عندما تصل الى مرحلة فقدان الأمل في الكلام و العتاب، هي مرحلة ممكن ان نسميها ” مراسم دفن العلاقة”.
هذا الصمت السلبي يسبب في الغالب فجوة كبيرة ان لم يتم تداركه في بدايته، فالكلام هو حالة صحية تعكس مدى صلابة العلاقة، في هذه الحالة يجب على الرجل ان يتمتع بالمهارة الكافية لإعادة التواصل المفقود لكي تعود من امرأة صامتة الى امرأة منطلقة تستلذ الكلام معاه، الكلام و العتاب دليل على أنه هناك عشم وود نستحضرهم لانعاش العلاقة قبل موتها.