قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، السبت، إن “تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث، وفي كل الأحوال لن يحدث أبدا على حساب مصر”.
وأضاف السيسي في مستهل أعمال قمة القاهرة للسلام:
- نلتقي اليوم في القاهرة في أوقات صعبة تمتحن إنسانيتنا، تختبر عمق إيماننا بقيمة الإنسان وحقه في الحياة وتضع المبادئ التي ندعي أننا نعتنقها في موضع التساؤل والفحص.
- شعوب العالم كله وليس فقط شعوب المنطقة تترقب مواقفنا في هذه اللحظة الدقيقة، اتصالا بالتصعيد العسكري منذ 7 أكتوبر في إسرائيل والأرض الفلسطينية.
- مصر تدين بوضوح كامل استهداف أو قتل أو ترويع كل المدنيين المسالمين.
- في الوقت ذاته تعبر مصر عن دهشتها البالغة من أن يقف العالم متفرجا على أزمة إنسانية كارثية يتعرض لها مليونا ونصف فلسطيني في قطاع غزة ، يفرض عليهم عقاب جماعي وحصار وتجويع وضغوط عنيفة للتهجير القسري في ممارسات نبذها العالم المتحضر الذي أبرم الاتفاقيات وأسس القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
- نؤكد دعوتنا بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء.
أتساءل بصراحة أين قيم الحضارة الانسانية التي شيدناها على امتداد الألفيات والقرون، أين المساواة بين أرواح البشر دون تمييز أو تفرقة أو معايير مزدوجة. إن مصر منذ اللحظة الأولى انخرطت في جهود لتنسيق وإرسال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في غزة، لم تغلق معبر رفح في أي لحظة إلا أن القصف الإسرائيلي المتكرر لجانبه الفلسطيني حال دون عمله. اتفقت مع الرئيس الأميركي على تشغيل المعبر بشكل مستدام بإشراف وتنسيق كامل مع الامم المتجدة ووكالة الأنروا وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وأن يتم توزيع المساعدات بإشراف الأمم المتحدة.العالم لا يجب أن يقبل استخدام الضغط الإنساني للإجبار على التهجير وقد أكدت مصر على الرفض التام للتهجير القسري للفلسطينيين، ونزوحهم إلى الأراضي المصرية في سيناء. ذلك تصفية نهائية للقضية الفلسطينية وإنهاء لحلم الدولة الفلسطينية المستقلة وإهدارا لكفاح الشعب الفلسطيني أو للشعوب العربية والإسلامية بل وجميع الأحرار في العالم على مدار 75 عاما وهو عمر القضية الفلسطينية. يخطئ في فهم طبيعة الشعب الفلسطيني من يظن أن هذا الشعب الصامد راغب في مغادرة أرضه حتى لو كانت تحت الاحتلال أو القصف. نؤكد للعالم بوضوح ولسان مبين وبتعبير صادق عن إرادة وعزم جميع أبناء الشعب المصري فردا فردا، إن تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث وفي كل الأحوال لن يحدث أبدا على حساب مصر. هل كتب على هذه المنطقة بأن تعيش هذا الصراع للأبد؟ ألم يحن الوقت للتعامل مع مشكلة الشرق الأوسط؟ ألم يحن الوقت لنبذ الأوهام السياسية بأن الوضع الراهن قابل للاستمرار، وضع الاستيطان والإجراءات الأجادية وتدنيس المقدسات وخلع الفلسطييني من بيوتهم وقراهم ومن القدس الشريف؟ مصر دفعت ثمنا هائلا من أجل السلام في هذه المنطقة بادرت عندما كان صوت الحرب هو الأعلى وحافظت عليه وحدها عندما كان صوت المزايدات الجوفاء هو الأوحد وبقيت شامخة الرأس تقود منطقتها نحو التعايش السلمي القائم على العدل. اليوم تقول لكم مصر بكلمات ناصحة أمينة إن حل القضية الفلسطيني ليس التهجير وليس إزاحة شعب بأكمله لمناطق أخرى بل إن الحل هو العدل بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة في تقرير المصير والعيش بأمان في دولة مستقلة مثلهم مثل باقي الشعوب.نحن أمام أزمة غير مسبوقة تتطلب الانتباه الكامل للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع بما يهدد استقرار المنطقة ويهدد السلم والأمن الدوليين، لذلك فقد وجهت لكم دعوة السوم لنناقش ونعمل على التوصل على توافق محدد على خارطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية وإحياء مسار السلام من خلال عدة محاور.