
يروي «جمعة»، قصته مع نجله الذي أسماه «عبده»، أن نجله اختفى وهو في عمر 3 سنوات في إحدى القرى التابعة لمركز العياط في الجيزة، لم تترك الأسرة وسيلة للبحث إلا وقامت بها، «لفينا بعربيات ومنادي، طبعنا صور، سألنا الناس في الشارع عنه»، في رحلة بحث استمرت لعدة سنوات، لم تنجح في النهاية.
21 عامًا من الألم عاشتها الأسرة لفقدان أحد أبنائها، فوالدته لا تكف عن البكاء، وأشقاؤه المكونون من 3 أولاد وبنت لا يتوقفون عن سؤالهم المتكرر عن أخيهم، «وأنا مش عارف أروح فين ولا أعمل إيه، مفيش مكان مادورتش فيه، وقلبي فضل سنين واجعني»، ووالدته تزداد الأمراض عليها بسبب الحزن لفقدان ابنها.
بعد سنوات من اليأس الذي تملك من قلوب الأسرة، ظهرت بادرة أمل، حين سمع أحد بائعي البط والطيور من الجيزة، الذي يسافر باستمرار إلى بني سويف لبيع الطيور هناك بقصة مشابهة لتلك التي يعاني منها «جمعة» مع فقدان نجله، بقصة مشابهة لتلك التي يعاني منها «سمع نفس القصة إن فيه ولد سنه 3 سنين وحد لاقاه وتولى تربيته».
تلك الرواية التي حكاها بائع الطيور للأب الخمسيني، أشعلت مشاعر الأبوة في قلبه، ليقرر السفر إلى تلك القرية والبحث عن الأسرة، بعد العثور على الأب ومعرفة تفاصيل الواقعة التي كانت مشابهة لما حدث مع نجله، «قالوا نعمل تحليل dna للتأكد، وعملناه مرتين والحمد لله طلع ابني اللي بدور عليه».
سعادة وفرحة كبيرة يعيشها الرجل الخمسيني لعودة نجله له بعد سنوات من الغياب، «أنا مافرحتش في حياتي كده، عايزه جنبي بقى عشان أفرح بيه وأعوض السنين اللي فاتتني».
حديث طويل دار بين الأب ونجله بعد غياب أعوام طويلة، حكى فيه الابن عن حياته التي عاشها، والبيئة المحيطة له، وروى له الأب كيف كانت الأسرة تحاول البحث عنه وعن معاناتهم «قال لي أنا هتجوز من البلد هنا عشان أبقى جنبكم ومعاكم ونعيش اللي فاضل سوا»