يشهد يوم 2 فبراير المقبل، أولى جلسات محاكمة 3 رجال أعمال، المتهمين باغتصاب سكرتيرة أحدهم في فيلا بمارينا، في ديسمبر الماضي، وهي القضية المعروفة إعلاميا باغتصاب حسناء مارينا.
وحددت محكمة الاستئناف دائرة المستشار محمود كامل الرشيدي، «قاض محاكمة القرن» لنظر القضية، في الموعد المحدد، حيث من المقرر أن يمثل المتهمون أمامه محبوسين.
وقبل أن تنتهي النيابة العامة من التحقيقات في الدعوى، باشرت تحقيقات مكثفة في الدعوى، بداية من بلاغ الفتاة المجني عليها، التي كانت تعمل سكرتيرة لدى أحد المتهمين، مرورا بشهادة 7 أشخاص أدلوا بأقوالهم في التحقيقات، حتى اكتملت الصورة لدى النيابة حول ما حدث داخل فيلا فاخرة بمارينا.
وبالتزامن مع سماع أقوال المجني عليها، كانت الأجهزة المختصة تفحص كاميرات المراقبة في الأماكن التي ترددت عليها بصحبة المتهمين، حيث رصدتهم إحدى الكاميرات في مطعم شهير بمارينا، وهم يتناولون وجبة أسماك ومأكولات بحرية، ثم انصرفوا بعد انتهاء العشاء، وأثبتت التحقيقات أن المتهم الأول رجل الأعمال أوهم المجني عليها «سكرتيرته الخاصة» بأنهم حضروا للمشاركة في مؤتمر هام.
واستكمالا للحيلة التي رسمها المتهمون للإيقاع بالضحية، فقد أخبروها بأن الفنادق مغلقة في مارينا بسبب موسم الشتاء، واضطرارهم لتأجير «فيلا» للإقامة فيها هذه الليلة، ومع بداية خوفها طمأنها مديرها بأنه خصص لها غرفة لوحدها في الطابق العلوي بـ«الفيلا»، وأن أحدا لن يزعجها، وبالفعل صعدت المجني عليها إلى الطابق العلوي، وأحكمت إغلاق باب الغرفة على نفسها.
ولم تغلق الضحية جفنها داخل غرفتها، إذ كان المكان غريبا عليها مع شعورها بعدم الاطمئنان للمتهمين، حتى صدقت شكوكها واستحالت حقيقة، بسماعها طرقات على باب غرفتها، ليتضح لها أن المتهم الأول «مديرها» هو الطارق، ففتحت الباب لتسأله عن سبب صعوده لغرفتها، فباغتها بالهجوم عليها، وبرفقته المتهمين الآخرين، حيث أحكموا قبضتهم على جسدها، وتمكنوا من تجريدها من ملابسها واغتصابها عنوة ومواقعتها كرها عنها، حتى فقدت الوعي تماما.
واستفاقت المجني عليها واستردت وعيها مجددا، لتجد نفسها عارية من الجزء السفلي، والجناة بجوارها على السرير وأرضية الغرفة وقد غطوا في نوم عميق، فانسحبت من الغرفة بهدوء، وخرجت شاردة لا تعرف ماذا تفعل، حتى تمكنت من الخروج بعيدا عن الفيلا، ولجأت إلى فيلا مجاورة فيها عجوز.
«مالك يا بنتي؟ فيكي إيه؟».. أسئلة سريعة وجهتها العجوز للفتاة المجني عليها، التي كانت صامتة وتنظر إليها بأعين شاردة، وكأنها لا تُصدق ما حدث لها، لتلتقط أنفاسها وتخبر السيدة بالواقعة فأعطتها السيدة ملابس تستر بها جسدها، ثم أخفتها في فيلتها وأجرت اتصالا بالإسعاف، حيث حضرت السيارة بعد دقائق، ونقلت المجني عليها لأحد المستشفيات.
وبالتزامن مع توقيع الكشف الطبي على المجني عليها، حرر الشرطي الموجود في المستشفى ورقة تحت عنوان «إخطار بوليس»، قال فيه وصف الفتاة، واستند لتقرير طبي مبدئي عن حالتها، وبدأت أجهزة الأمن في التحرك لسماع أقوال المجني عليها، ثم القبض على المتهمين الثلاثة «وائل ومصطفى وكمال»، وأمرت النيابة بحبسهم على ذمة القضية، وبإحالة المجني عليها للطب الشرعي، الذي أكد تعرض المجني عليها لواقعة اغتصاب.
«المجني عليها وجارتها وموظف الاسعاف وفرد أمن وطبيب شرعي سمسار الفيلا والضابط مجري التحريات».. هم الـ7 شهود، الذين استندت لهم النيابة العامة في القضية، وأعدت أمر إحالة يشمل الأدلة الفنية ونظيرتها القولية، وبعدها قررت إحالتهم للمحاكمة الجنائية العاجلة التي تبدأ الثلاثاء المقبل، أمام القضاء صاحب القول الفصل، لإصدار حكم بمثابة عنوان لحقيقة ما حدث داخل «فيلا مارينا».