أصدرت النيابة العامة المصرية، امس الإثنين، بيانا عاجلا بشأن حريق مبنى مديرية أمن الإسماعيلية، الذي أسفر عن إصابة 33 شخصا.
وذكرت النيابة العامة أنها تلقت في الرابعة والنصف فجر الإثنين الموافق 2 أكتوبر عام 2023، إخطارًا بنشوب حريقٍ بمبنى مديرية أمن الإسماعيلية.
ومن فوره انتقل المستشار المحامي العام الأول لنيابة استئناف الإسماعيلية وفريقٌ من نيابته ونيابة الإسماعيلية الكلية، إلى مسرح الحادث بشارع محمد علي بدائرة قسم أول الإسماعيلية، لمعاينتهوأسفرت المعاينة عن تفحمٍ بكامل مبنى مديرية الأمن، وألسنة اللهب تتصاعد من طوابقه العُليا، ورجال الإطفاء والحماية المدنية، مدعومين بطائراتٍ للقوات المسلحة، في سعيٍ حثيث للسيطرة على الحريق وإخماده، إضافة إلى عملياتِ إجلاءِ المصابين عبر سيارات الإسعاف الموجودة بمحل الواقعة.
وتشكل فريقٌ من النيابة العامة للتحقيق في الواقعة؛ فاضطلع 13 عضوًا من أعضاء النيابة بسؤال 33 مصابًا، 29 منهم بالمجمع الطبي بالإسماعيلية، والأربعة الآخرين بمستشفى هيئة قناة السويس، وجارٍ استكمال التحقيقات. .
كشفت وزارة الصحة عن تفاصيل حالة المصابين في حادث حريق مبني مديرية أمن الإسماعيلية، حيث قدمت سيارات الإسعاف خدماتها الإسعافية لـ12 مصابًا وانصرفوا من موقع الحادث، فيما تم نقل 26 حالة إلى المجمع الطبي بالإسماعيلية، منهم 24 حالة اختناق وحالتي حروق، كما تم خروج 7 مصابين بعد تلقي الخدمة وتحسن حالتهم الصحية.
وكانت قد نجحت قوات الحماية المدنية بمحافظة الإسماعيلية بالتعاون مع سيارات الإطفاء بالقوات المسلحة وسيارات الإطفاء بهيئة قناة السويس، من السيطرة علي حريق مبني مديرية أمن الإسماعيلية وبدأت عملية تبريد المبني.
ودفعت القوات المسلحة بطائرتين وسيارات إسعاف لموقع الحادث حسب قناة أكسترا نيوز.
ودفعت وزارة الصحة بـ 50 سيارة إسعاف، لوقع حادث حريق مديرية أمن الإسماعيلية، لنقل المصابين إلي مستشفيات المحافظة.
وأعلنت مديرية الصحة وهيئة الرعاية الصحية بمحافظة الإسماعيلية، ومستشفيات جامعة قناة السويس، حالة الطوارئ في جميع مستشفيات المحافظة، لاستقبال المصابين في حادث حريق مديرية أمن الإسماعيلية
3 ساعات للسيطرة على النيران.. وأهالى يبحثون عن ذويهم .
3 ساعات كاملة استغرقتها عمليات الإطفاء، لمبنى مديرية أمن الإسماعيلية، الذي دُمر بأكمله إثر نشوب حريق هائل داخل المبنى المكون من 9 أدوار، وحوله تنتشر سيارات الإسعاف والمطافئ، ورجال وسيدات بملابس مدنية، يبحثون عن قريب لهم ولا ملاذ لهم سوى الوقوف والانتظار بعد مرورهم على المستشفيات «كعب داير» للعثور على أحدهم، البعض منهم يطمئن والآخر يظل في حيرة وقلق.
وزير الداخلية يتفقد حريق مديرية أمن الإسماعيلية .
المبنى، زاره وزير الداخلية، اللواء محمود توفيق، عقب عمليات الإطفاء، حيث شهد المكان تشديدات أمنية ومنع الوقوف أمامه والاقتراب، حتى سماع الوزير لأقوال شهود عيان وقوات الأمن للوقوف على ملابسات الحادث، ووجه بسرعة إنجاز التحقيقات
شباب في أوائل العشرينيات، حضروا يبكون زملاءهم، هالهم ما رأوا من آثار الدماء، كانوا يباغتون المسعفين بالأسئلة: في حد مات؟!، يجيبون عليهم برفق مطمئنين إياهم: «لحد دلوقتى ولا حالة وفاة واحدة.. اللى تم نقلهم كلهم مصابين».
الحال أمام مبنى مديرية أمن الإسماعيلية، الواقع وسط المحافظة، والمأهول بعناصر الشرطة على مدار الساعة، وسط كتلة سكنية ومحال تجارية بمنطقة السلطان حسين، كان مأساويًا، يصفه أحد المحققين، الذي رفض نشر اسمه، موضحًا أن كتل الخرسانات كانت تتساقط وظهرت الأسياخ الحديدية لشدة النيران، وبمنتهى السهولة يمكنك إمساك الأعمدة وفركها بيدك لتتفتت، وعمليات الترميم ربما تكون صعبة.
وظهرت آثار التفحم على المبنى بأكمله، ومعه احترقت كل المتعلقات التي كانت بداخله، إذ كانت ألسنة اللهب تتصاعد من طوابقه العليا، حيث يغط في النوم عاملون سرعان ما فزعوا مهرولين إلى الشارع فكانت النجاة من موت محقق أشبه بمعجزة إلهية.
مع خروج كل عربة إسعاف من المبنى، شاب عشرينى يوقفها ويستحلف قائدها: «والنبى تشوف أخويا معاكم ولا لأ»، يرفع صورته أمام الأهالى ويدور بها على زملاء شقيقه المتواجدين على الأرصفة المحيطة، ينهار حين يجيبه الجميع بـ«منعرفش حاجة عنه»، يبكى عليه «يارب يكون عايش»
هناك سيدة فزعها منظر المبنى، من بعيد ما إن رأته سقطت مغشيًا عليها، أتت للاطمئنان على ابنها، ولم تهدأ سوى بتأكيد صديقه أنه بخير ويتلقى العلاج في المستشفى، لتهرول إليه
إخلاء العقارات المجاورة
«رجال على قدر المسؤولية».. يصف بها أصحاب المحال التجارية، قوات الحماية المدنية، يقولون إنه لولا تصديهم للنيران ومنع امتدادها للمجاورات لتحولت المنطقة بأكملها إلى كتلة رماد.
سكان العقارات الملاصقة للمبنى لم يقف أي منهم بالشرفات خشية الدخان الذي غطى سماء المنطقة، وقال عاملون بالمكان إن أغلبهم غادر أثناء الحريق خشية على حياتهم، كون النيران كان منظرها يخيف النّاس ولا أحد يضمن عواقبها .
وسط النيران.. لوح بكشاف الهاتف لإنقاذه من حريق الإسماعيلية
في مشهد تقشعر له الأبدان، لجأ أحد الأشخاص العالقين في حريق مبنى مديرية أمن الإسماعيلية إلى “كشاف” هاتفه المحمول لطلب النجدة.
وأظهر مقطع فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، أحدهم وهو يلوح بإضاءة الموبايل من قلب المبنى المشتعل بالنيران . فيما سمع صوت أحد الموجودين خارج المبنى وهو يشير إلى الرجل الذي كان يقف على شرفة مبنى مديرية أمن الإسماعيلية التي غطاها الدخان الأسود .