مع مرور قرابة الشهرين على الاجتياح البري الإسرائيلي لغزة، تستمر الصحف البريطانية والإسرائيلية في تحليل الوضع الراهن للحرب التي تدور رحاها، منذ الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وسلطت صحيفة هآرتس الضوء على دخول الحرب في غزة يومها الاربعين، أي أنها امتدت لأكثر من عدد أيام حرب لبنان عام 2006، التي استمرت لـ34 يوماً.
وقد وُصفت حرب لبنان في ذلك الوقت بأنها “مأزق محبط” لإسرائيل التي واجهت صعوبة في هزيمة عدوها “حزب الله”، لكن الصحيفة الإسرائيلية ترى أن الوضع هذه المرة مع حماس “أشد صعوبة”.
فقد دخلت إسرائيل الحرب وهي تعاني من “عجز رهيب”، نتيجة “فشل مروع” في مجال الاستخبارات والتأهب لهجوم حماس في نهاية الأسبوع الأول من الشهر الماضي. وبحلول الوقت الذي تعافت فيه القوات الإسرائيلية وبدأت فيه القتال بفعالية، كان ما يقرب من 1200 إسرائيلي قد قُتلوا بالفعل واختُطف نحو 240 آخرين.
ووصف التقرير ما يحدث في غزة منذ ذلك الحين وحتى الآن بأنه “أشبه بمحاولة يائسة لملاحقة عدو أشعل النار بالفعل ويتقدم بسرعة”.
فبعد عام 2006، فهم الجيش الإسرائيلي أن الطريقة الأكثر فعالية لترجيح كفة الميزان تتطلب ضرب العدو بشدة خلال فترة زمنية قصيرة، وأن المناورة البرية ضرورة حيوية لتحقيق النصر.
ومع ذلك، انتظرت إسرائيل نحو ثلاثة أسابيع قبل إرسال قوات برية إلى قطاع غزة، بسبب قيود مختلفة، ويتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر عندما تقوم حماس بقنص القوات التي تدخل في وضع ثابت، أو عندما تهاجم منشآت أكثر أهمية لحماس تتمتع بحماية أكثر كثافة، بحسب الصحيفة.
بحسب التقرير، فإن الأهداف الرسمية لإسرائيل المتمثلة ي القضاء على خطر حماس هي مجرد “طموحات”، والقدرة على تحقيقها تعتمد على ثلاثة عوامل: القوة العسكرية الفعالة، وتحديد الوقت الكافي، والقدرة على العمل في جنوب قطاع غزة.
ومن وجهة نظر إسرائيل، فإن عنصر الوقت له أمر بالغ الأهمية؛ ويتحدث قادة الجيش الإسرائيلي في الميدان عن إطار زمني مدته أشهر لتخليص شمال قطاع غزة من القدرات العسكرية.
في المقابل، تشير واشنطن إلى أن الأمر لن يستغرق سوى بضعة أسابيع، بعد التوصل إلى صفقة محدودة لإطلاق سراح الأسرى. وبعد ذلك، تضغط الولايات المتحدة لوضع القتال في صيغة مختلفة كما يرى تقرير الصحيفة.
وقارن التقرير بين الهجوم الأمريكي العراقي ضد تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية في الموصل قبل نحو خمس سنوات، وبين الوقت الحالي، قائلاً إن المشكلة في حرب غزة تتفاقم بسبب عنصرين: شبكة الأنفاق المتشعبة، والعديد من المباني الشاهقة، على الرغم من تدمير جزء كبير منها في الهجمات الإسرائيلية.
ويشير التقرير إلى العديد مما يصفه بالإشارات الإيجابية لتقدم القوات الإسرائيلية؛ حيث انخفض إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل وعلى وسطها بشكل كبير هذا الأسبوع، ما قد يعكس الصعوبات التي تواجه الهيكل القيادي لحماس، لاسيما بعد مقتل 15 من قادة كتائب حماس.
ومع ذلك، يؤكد التقرير الإسرائيلي على أن “النصر في الحرب يتحقق عندما يتوقف أحد الأطراف، سواء بالاستسلام التام أو بانهيار أنظمته”. ومع ذلك، تبدو حماس “بعيدة كل البعد” عن ذلك في الوقت الراهن، بحسب هآرتس، لاسيما في ضوء الحديث عن هدنة وصفقات لإطلاق المحتجزين من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني