كثفت القوات الروسية، على مدار الأسبوع الماضي، من هجومها على جميع محاور القتال في أوكرانيا، حيث أعلنت وزارة الدفاع عن حصيلة ثقيلة من الخسائر في صفوف قوات كييف، إثر تنفيذ 15 ضربة واسعة النطاق بأسلحة عالية الدقة ضد منشآت القوات الأوكرانية والمرتزقة الأجانب.
وأوضحت الوزارة في بيان لها، أنه نتيجة لذلك، تم تدمير ورشات إعداد الطائرات الأوكرانية للإقلاع ومواقع إنتاج الطائرات من دون طيار والقوارب غير المأهولة، كما تضاعفت خسائر كييف، بحسب البيان، في جميع جبهات القتال.
التصعيد الروسي على مدار الأسبوع الماضي، بحسب محللين تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، تزامن مع تصاعد الأحداث في منطقة الشرق الأوسط نتيجة الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة.
فهل بدأ تأثير الأزمة الفلسطينية فعليا على حرب أوكرانيا؟
خسائر فادحة
بحسب بيان وزارة الدفاع الروسية، فقد تكبدت القوات الأوكرانية خسائر فادحة على مدار الأسبوع الماضي، شملت:
مقتل أكثر من 755 عسكريا على محور كوبيانسك، ونحو 1340 عسكريا على محور دونيتسك.
مقتل 760 عسكريا وتدمير 4 دبابات و26 مركبة عسكرية مدرعة و27 سيارة و14 مدفعا ميدانيا على محور زابوروجيا.
مقتل نحو 550 عسكريا، وتدمير 11 مدفعا ميدانيا و35 وسيلة عبور مائية على محور خيرسون، كما تم إحباط إنشاء رأس جسر على الضفة اليسرى لنهر دنيبر.
تدمير 10 طائرات ومروحية واحدة، بما في ذلك، خمس طائرات “ميغ- 29” وثلاث طائرات “سو- 27” وطائرة هجومية من طراز “سو- 25” وطائرة تدريب قتالية “إل- 39” وكذلك مروحية “مي-8”.
اعتراض أربعة صواريخ تكتيكية تشغيلية من طراز “أتاكمز” وثلاث قنابل موجهة من طراز “جدام” وثلاثة صواريخ مضادة للرادارات من طراز “هارم” و51 صاروخا تم إطلاقها من راجمات “هيمارس” و274 طائرة مسيرة في الجبهة الجنوبية.
يرى فوروجتسوف ستاريكوف، الباحث الروسي في مؤسسة “فولسك” العسكرية، أنه بالنظر للحصيلة الأخيرة من خسائر كييف، فإن نقص القذائف والذخيرة الغربية والأميركية، بدأ يظهر تأثيره ميدانيا، مؤكدا أن هناك انسحابات تحدث بالفعل على الجبهات الشرقية بالقرب من باخموت، نتيجة نقص الأسلحة.
ويُضيف ستاريكوف، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الوضع الحالي يزداد صعوبة على أوكرانيا، مما سيدفعها للتفاوض القريب مع موسكو حال استمرار الأزمة الفلسطينية لمدة زمنية أطول، وهذا ما ترجحه المؤشرات على الأرض، على حد قوله.
ويُشير كذلك إلى تراجع قدرات كييف في استهداف العمق الروسي، بعد تدمير معظم مقرات التصنيع والتجميع للمسيرات، وتراجع القوات الأوكرانية على الجبهة الجنوبية.
مأزق أوكراني
حالة من عدم التوازن يعيشها النظام الأوكراني منذ تفجر الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر الماضي، خوفا من تراجع الدعم الأميركي والغربي لها، على وقع انشغال عواصم الغرب وفي مقدمها واشنطن، بما يجري في منطقة الشرق الأوسط.
ويعارض الجمهوريون منح المزيد من المساعدات المالية والعسكرية لأوكرانيا، مطالبين بالتركيز على دعم إسرائيل ورفض طلب الرئيس بايدن حزمة بقيمة 106 مليارات دولار تشمل مساعدات لأوكرانيا ومبالغ مخصصة لأمن الحدود.
النظام الأوكراني لم يخف قلقه، حيث أعلنت وزارة الدفاع أن كييف لن تتمكن من مواصلة الأعمال القتالية إذا توقفت الدول الغربية عن دعمها.
وهنا يقول ألكساندروفيتش يفغيني، المتخصص العسكري بالمعهد الوطني الأوكراني، إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني له أثر سلبي كبير على محاولة أوكرانيا استعادة أراضيها.
ويُضيف يفغيني، في تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن تراجع الدعم وليس منعه، له خطورة كبيرة وتأثير كارثي، نظرا لخطط روسيا التوسعية ولاسيما تجاه دول شرق أوروبا والقريبة من الحدود الروسية والتي تشمل بولندا ومولدوفا وفنلندا والسويد وغيرها.
ويؤكد أن الرابح الأكبر من أزمة الشرق الأوسط حاليا هي روسيا، والتي تتبع سياسة إضعاف الغرب ومنع أي تمويل عسكري لكييف، حتى لا تستطيع أوكرانيا استعادة أراضيها وفرض سياسة الأمر الواقع كما حدث سابقا في القرم.