أكاديمية تركيةتصرح “: الانتخابات المحلية التي ستشهدها تركيا بعد أشهر هي الأكثر تأثيراً على اللاجئين خاصة أن البلديات تنسق أمور إقامتهم
عاودت تركيا منذ مطلع الشهر ترحيل اللاجئين السوريين من أراضيها بشكلٍ “قسري”، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي كشف أيضاً أن السلطات الأمنية التركية قامت بترحيل 215 لاجئاً على الأقل في غضون يومين منذ بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، فهل تستعد السلطات لترحيل المزيد من اللاجئين قبيل أشهر من الانتخابات المحلية التي ستشهدها تركيا في الربع الأول من العام المقبل؟
ووفق المرصد السوري، فقد قامت السلطات التركية بتوزيع اللاجئين المرحّلين من أراضيها على عدّة مدنٍ وبلداتٍ تقع في شمال سوريا وتخضع لسيطرة الجيش التركي ومجموعات مسلّحة سورية مدعومة منه. كما أنها قامت بإرغام اللاجئين المرحّلين على التوقيع على أوراق ترحيلهم والتعهّد بعدم عودتهم إلى تركيا مجدداً.
وتأتي عمليات الترحيل هذه قبيل أشهر من الانتخابات المحلية التي ستشهدها تركيا والتي يحظى ملف اللاجئين فيها بأهمية كبيرة بعدما تحوّل تواجد اللاجئين السوريين في البلاد إلى موضع جدل بين حزب “العدالة والتنمية” الحاكم والأحزاب التي تعارضه.
وقالت الأكاديمية والأستاذة الجامعية التركية باشاك يافجان التي تجري أبحاثاً بشأن اللاجئين في تركيا إن “كلا المرشحين في آخر انتخاباتٍ رئاسية شهدتها البلاد تعهّدا بترحيل اللاجئين، لكن ملف اللاجئين غاب عن المشهد السياسي بعد الانتخابات التي عقدت على جولتين في شهر مايو/أيار الماضي”.
وأضافت أن “الانتخابات المحلية التي ستشهدها تركيا بعد أشهر هي الأكثر تأثيراً على اللاجئين خاصة أن البلديات تنسق أمور إقامتهم، ولذلك من المتوقع أن نشاهد حملة ضد اللاجئين مماثلة لتلك التي رافقت الانتخابات الرئاسية الأخيرة”.
وتابعت أن “السلطات التركية لا تستطيع إعادة كل اللاجئين، وباعتقادي أن التنافس بين الأحزاب حول إعادتهم إلى بلدهم سوف يتكرر مرة أخرى خلال الحملات الانتخابية المقبلة، حيث سيطرح المرشّحون لرئاسة البلديات وعوداً بترحيل اللاجئين لكسب ولاء ناخبيهم ومن ثم سوف يكتفون بترحيل أعدادٍ قليلة منهم إلى مناطق تقع شمال سوريا”.
كما شددت الأكاديمية التركية على أن “السلطات التركية لا تستطيع إعادة أعدادٍ كبيرة من اللاجئين إلى بلدهم قسراً بسبب التزاماتها باتفاقيات دولية تجبرها على تأمين الحماية للاجئين على أراضيها”.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا أكثر من 3 ملايين يتمركز أغلبهم في المدن الجنوبية الواقعة على الحدود مع سوريا، علاوة على نحو نصف مليون شخص يتواجدون في مدينة اسطنبول.
ويواجه اللاجئون السوريون في بعض المناطق التركية العنف من قبل فئات من المجتمع التركي ترفض تواجدهم في بلادهم، فقبل أشهر حصلت هجمات على ممتلكات السوريين كالبيوت والمحلات في مدينة أورفا الواقعة جنوبي البلاد، الأمر الذي حصل سابقاً في مدنٍ أخرى كالعاصمة أنقرة.
وتنفي تركيا باستمرار التقارير الدولية الصادرة عن منظماتٍ حقوقية والتي تكشف ترحيل اللاجئين السوريين قسراً من أراضيها، حيث تؤكد أنها تعمل على إعادة اللاجئين إلى بلدهم “طوعاً”.