واقعة غريبة تناقلتها وسائل الإعلام الإيطالية والفرنسية قبل أيام وأثارت ضجة واسعة، وهي هبوط اضطراري لطائرة في مطار روما، إثر العثور على ورقة بها عبارة من كلمتين بحوزة راكب مصري.
ومساء يوم الثلاثاء 7 نوفمبر الجاري وفي تمام الساعة الخامسة والنصف، اضطرت رحلة جوية كانت قادمة من العاصمة الفرنسية باريس ومتجهة إلى العاصمة المصرية القاهرة، للهبوط بشكل اضطراري في مطار روما بهدف إنزال راكب مصري.
وبحسب ما ذكرته وسائل الإعلام الفرنسية، فإن طاقم الطائرة اشتبه في راكب مصري كان يهذي ويقوم بتصرفات غريبة وغير مفهومة، وطلب دواءً وكتب على ورقة الدواء عبارة من كلمتين أثارت الشكوك حول نيته القيام بعمل انتحاري. هذا الأمر دفع الطاقم إلى اتخاذ قرار فوري بالتوجه نحو أقرب مطار وهو مطار روما لإنزال الراكب والتحقيق معه.
واتخذ الطاقم قراره بالهبوط عندما كانت الطائرة تحلق فوق جزيرة براتش في كرواتيا حيث قرر التوجه إلى مطار فومتشينو في العاصمة الإيطالية روما.
وبحسب فيديوهات نشرن، فإن الراكب المصري كان يتحدث مع الطاقم وفجأة ارتفع صوته وبدأ في الصراخ، طالباً منهم أن يتركوه وظل يردد “أين المشكلة ؟..أنا مصري وأحتاج للمساعدة”.
وفي مطار روما، وبحسب ما ذكرته وسائل الإعلام الإيطالية، كان القناصة ينتشرون حول المدرج خشية أن يبادر الراكب بأي تصرف إرهابي، وفور هبوطها استجوبته السلطات وسألته عن سر عبارة “أحب الله” التي كتبها ونيته للقيام بعمل إرهابي من عدمه.
وقالت السلطات الإيطالية إن قائد الطائرة طلب الهبوط بدون أن يقدم سبباً، مضيفةً أن شركة الطيران اكتفت بالقول إنه تم تغيير وجهة هذه الرحلة إلى روما لأسباب تتعلق بالسلامة بعد سلوك غير طبيعي من أحد المسافرين، وأنها اتبعت الإجراءات المعمول بها وطلبت تدخل قوات الأمن بدون تقديم أي توضيحات.
من جهتها أكدت السلطات الإيطالية أن القناصة المتواجدين كانوا ينتشرون بشكل طبيعي، وليس بسبب هذه المشكلة، مضيفةً أنه تم إطلاق سراح الراكب المصري بدون اتخاذ أي إجراءات قضائية ضده.
” توصلنا لهوية الراكب المصري وبحثت عن الجانب الآخر للقصة، حيث تبين أن الراكب هو شاب يبلغ من العمر 23 عاماً ويدعى محمود أحمد عبد الستار برهام من قرية عصفور التابعة لمدينة بلقاس محافظة الدقهلية شمال البلاد، وسافر إلى إيطاليا للعمل هناك وبعدها توجه لفرنسا للعمل والإقامة أيضاً.
وحسبما قاله المستشار أحمد إسماعيل الزناتي عضو المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والذي تولى متابعة الواقعة قانونياً مع السلطات الإيطالية والفرنسية والسفارة المصرية بروما فإن الشاب يعاني من اضطرابات نفسية وعصبية منذ أكثر من عام إثر تعرضه لعملية نصب محكمة وضياع أمواله في إيطاليا، وبعدها سافر للعمل في فرنسا لكن تفاقمت حالته النفسية، مضيفاً أن أسرته اقنعته خلال آخر اتصال هاتفي بينهما بالعودة إلى مصر للعلاج، وحجزت تذاكر السفر له.
وتابع أنه في يوم الثلاثاء 7 نوفمبر الجاري استقل الشاب الطائرة من مطار أورلي بفرنسا، وخلال تواجدها في الجو قام بتصرفات غير متزنة أثارت الشكوك فيه، ما دعا الطاقم لاتخاذ القرار بهبوط الطائرة في مطار فوميكينو بإيطاليا، وهناك اعتقل من جانب السلطات الإيطالية. وأشار إلى أن الدكتور أحمد غازي مدير المركز تواصل مع السلطات الإيطالية والسفارة المصرية بروما، وقدم ما يثبت حاجة الشاب للعلاج ولذلك تم الإفراج عنه لكنه تم إعادته لفرنسا التي احتجزته من جديد في مركز شرطة مطار شارل دي غول.
واكد أنهم تقدموا بطلب للسلطات الفرنسية لسرعة إطلاق سراح الشاب “خاصة أنه يعاني من اضطرابات جسيمة وليس له انتماءات سياسية أو دينية أو متطرفة”، مطالبين بإعادته لمصر لتقديم الرعاية الطبية له.