عندما يواجه المجتمع مشكله فى طريقها لان تكون كارثه او قنبله قابله للانفجار و تاثيرها يقوض ويؤثر على اركان الدوله لسنوات وسنوات انها مشكلة اطفال الشوارع فلابد ان نبحث عن جذور المشكله فهؤلاء الاطفال تتشكل شخصيتهم فى الشارع فيكون الطفل اكثر شراسه حتى يتكيف مع قسوة الحياه فى الشارع ويظهر جليا وجود هذه المشكله وانتشارها فى الحضر اكثر من الريف وظهرت منذ فتره طويله فى عهد محمد على والتى كان تعداد مصر وقتها اقل مماهى عليه الان بكثير وكان يقدر عدد اطفال الشوارع فى ذلك الوقت بثلاثمائة الف طفل ذكور واناث وراى محمد على ان هذه المشكله زلزال كفيل باسقاط الدوله المصريه العظمى التى كان يحلم بها فاصدر امرا بالقبض على هذا العدد الكبير وايداعهم جميعا فى معسكر ضخم فى الصحراء باسوان جنوب مصر ولمدة ثلاث سنوات وعلى راس هذا المسكر سليمان باشا الفرنساوى وطوال هذه السنوات الثلاث يتم تعليم وتدريب هؤلاء الاطفال كافة الحرف اليدويه والمهن على يد متخصصين بالاضافه الى تعليم اللغة العربيه واللغه الفرنسيه ليخرجوا بعد هذه المده وهم من افضل الحرفيين والصناع كل فى مجاله وبعد انتهاء المده المحدده سلفا قام محمد على بالاحتفاظ بالنوابغ منهم والابقاء عليهم ليساعدوا فى بناء الدوله العظمى التى يحلم بها وارسل الباقين الى دول البحر المتوسط واوروبا والتى تحتاج الى حرفيين مهره فى هذه التخصصات .
وترجع اسباب التشرد إلى لفقر والوضع الاقتصادى المتردى لاهالى هؤلاء الاطفال وان اغلبهم ينتمون لاسر فقيره واميه وتعانى هذه الاسر من التفكك الاسرى والانفصال بين الابوين وينتج عنه الاهمال وغياب القدوه فى المنزل والقسوه الشديده والعنف الاسرى والنظام التعليمى الطارد للاطفال الذين يعانون صعوبات فى التعلم او لديهم مشكلات نفسيه او اجتماعيه .
ومصطلح اطفال الشوارع يشير الى اى طفل اتخذ من الشارع محلا للاقامه والحياه دون رعايه او حمايه او اشراف من اشخاص راشدين ومسئولين وتم تقسيم هذه النوعيه من الاطفال الى ثلاث فئات الفئه الاولى وهم من يعيشون فى الشارع والفئه الثانيه هم من يعملون فى الشارع والفئه الثالثه هم من يعيشون مع اسرهم فى الشارع
وهذا التصنيف وضعته الامم المتحده يونيسيف والتى اعلنت ان عدد اطفال الشوارع فى مصر يقدر بمليونى طفل وذكر الجهاز المركزى للاحصاء ان عدد الاطفال الذين يعملون بالورش بالاضافه الى عدد المتسولين يقدر عددهم بحوالى مليون وستمائة الف طفل وهى جهه حكوميه رسميه الا ان عدد الاطفال العاملون بالورش والمصانع لاينطبق عليهم هذا الوصف فمنهم من يقيمون مع اسرهم بل ويعولون هذه الاسر ويظهر من وقت لاخر برامج تقوم الحكومه بوضعها لمعالجة هذه الظاهره وتقديم خدمات الاعاشه والتاهيل النفسى والرعايه الصحيه ودمج هؤلاء الاطفال فى دور رعايه اجتماعيه بعيدا عن الشارع.
وهؤلاء الاطفال اما يتامى او لقطاء اوهجروا بيوتهم نتيجة ظروف قاسيه وفى هذه الحاله على الدوله ان تقوم بدور ولى الامر بل والمسئوله عن هؤلاء الاطفال فلابد وان يلقى الطفل النفقه والايواء والتربيه المناسبه كما هو من الام فالدوله لابد ان يجد منها لبن الحياه ودفء المعانى التى تربطه بها ليجد فيها معانى الامومه التى يفتقدها والانتماء للوطن الذى يعيش فيه والذى يتربى من اجل الدفاع عنه وصون كرامته.
ومن الاشارات على خطورة تلك القنبله الموقوته ان تواجدهم بالشارع يعرض الى استخدامهم من قبل عصابات السرقه وتجارة المخدرات او عصابات التسول وتجارة الاعضاء وكل ماهو ممنوع ومخالف للقانون حيث ان الطفل فى هذه الحاله لاقيمة له ولن يبحث عنه احد اذا حدث له مكروه ولاشك ان بقاء هؤلاء على هذه الحاله والذين اعدادهم فى تزايد مستمر هم بذره لمجرمين عتاه اذا استمروا هكذا لا ولاء عندهم لاحد ولااحساس بوطن ولامجتمع ولااخلاق اودين وهذه الاشياء هى التى تحمى الانسان من نوازع الشر ومن الوقوع فى الجريمه فكيف لنا ان ندير ظهورنا لهذا اللغم القابل للانفجارفى اى وقت وليس به ادوات للتحكم وايقاف الانفجار فهى من الصناعات السيئه حيث ان الشعور النفسى الذى يملاء هذا الطفل هو الشعور بالظلم والحرمان بدون ذنب جناه ومن غير المقبول ان نكون من البكائين على اللبن المسكوب او البيض المحطم الذى وضعه صاحبه فى سله واحده فاذا تهشم يشعر بالياس والاحباط.
ان الانتماء قضية من الاهميه بمكان حيث الانسان عندما ينتمى الى عائله او وطن اودين اوفئه يشعر بان جذوره فى هذا المنبع والذى يحدد تحركاته وافكاره بل ومعتقداته ويحد من نوازع الشر لديه اما اذا كان هذا الشخص لاينتمى لاي شىء فهنا يكون مصدر الخطوره على المجتمع باسره.