
أيام قليلة ويودع المسلمون شهر رمضان الكريم، وهو شهر الصدقات والإحسان، ويتساءل البعض عن كيف نخرج زكاة عيد الفطر المبارك؟ ومن الفئات المستحقة لها؟ وما الوقت الواجب إخراج الزكاة به؟.
يختلط على البعض من يستحق زكاته، خاصة أن هناك متعففين يتوارون وراء أبواب منازلهم.
وعن زياد بن الحارث الصدائي رضي الله عنه قال:أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته -وذكر حديثًا طويلًا- فأتاه رجلٌ فقال:أعطني من الصدقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن الله لم يرضَ بحكمِ نبيٍ ولا غيره في الصدقة حتى حكم هو فيها فجزأها ثمانيةَ أجزاءٍ، فإن كنت في تلك الأجزاء أعطيتك حقك) رواه أبو داود.
ويمكن دفع الزكاة إلى الأفراد أو الجماعات وهم ثمانية أصناف ورد ذكرهم في قول الله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ”.
الفئات المستحقة هى :-
الفقراء: هو المحتاج الذي لا يجد كفايته لمدة نصف سنة، وعلى من تجب الزكاة عليه أن يُعطي الزكاة للفقير؛ لدفع ضرره وحاجته.
المساكين:الأشخاص الذين مالهم قليل، لكنّهم أحسن حالًا من الفقراء.
العاملون عليها: هم الذين يوليهم الإمام أو نائبه العمل جمع مال الزكاة وهم الجباة والحفظة لها والكتبة لِديوانها.
الرقاب: هم الأرقاء والعبيد وقيل أنها تشمل المكاتب الذي اشترى نفسه من سيده مقابل دراهم بقيت في ذمته كما أنها تشمل المسلم الذي وقع في الأسر.
المؤلفة قلوبهم: وهم الجماعة المراد تأليف قلوبهم على الإسلام أو تثبيتها عليه لضعف إسلامهم أو كفِّ شرهم عن المسلمين أو جلب منفعة منهم وعلى من تجب الزكاة عليهم تخصيص حصة لهم من زكاة أموالهم.
الغارمين: هم الذين تحملوا الديون وتعذّر عليهم أداؤها، والغارمين قسمين: غرم لإصلاح ذات البين. غرم لسداد الحاجة.
في سبيل الله: والمراد بهم المجاهدون الذين خرجوا لقتال العدو لإعلاء كلمة الله، أما من خرج حميةً لوطنه أو غيرها من الأمور الدنيوية فلا يستحق أن يُعطى من مال الزكاة، وقيل بأنّها تشمل من تفرغ لطلب العلم الشرعي.
ابن السبيل: هو المسافر الذي انقطع عن بلده ونفذت نفقته، فيُعطى ما يستعين به على تحقيق مقصده، أو عودته إلى بلده، وإن كان غنيًا في بلده.
وبحسب الشريعة الإسلامية فإن الزكاة تستخرج بما يعادل على صاع من القمح، والصاع يساوي نحو ٢.٠٤ كيلو، وبحاصل ضرب مقدار الصاع في سعر الكيلو سيكون الإجمالي ١٢.٢٤ جنيه فقط لا غير، ولهذا حددت دار الإفتاء المصرية سعر زكاة الفطر بالتقريب لنحو 15 جنيها فقط لا غير، كحد أدنى للزكاة، ومن الممكن إخراجها منذ اليوم الأول من شهر رمضان وحتى قبل صلاة العيد طبقًا لمبادئ الشريعة الإسلامية.
فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ على كل ذكَر وأنثى صغيرًا وكبيرًا مِنَ المُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ» ” صحيح البخاري.
ومقدار زكاة الفطر يكون من غالب قوت أهل البلد لما ورد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «كُنَّا نُخْرِجُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ»، وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: «وَكَانَ طَعَامَنَا الشَّعِيرُ وَالزَّبِيبُ… وَالتَّمْرُ» صحيح البخاري، ولفظ (كان) يدل على أن إخراج زكاة الفطر في عهد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قد كان من غالب قوت أهل البلد.