أظهر استطلاع جديد أن 82 بالمئة من الأميركيين يشعرون بالقلق حيال التدخل الأميركي في الحرب الراهنة بين إسرائيل وحماس، والتي دخلت يومها الـ 19، وخلفت أزمة إنسانية فادحة.
ومع احتدام الحرب والتهديدات باتساعها لتصبح صراع إقليمي أوسع، فإن الأميركيين “إما غير متأكدين أو يرفضون” التدخل العسكري الأميركي في المنطقة، وفقا لاستطلاع أجراه موقع “المونيتور” الأميركي.
وأثار الدعم السياسي والعسكري المقدم من الولايات المتحدة إلى إسرائيل لأسبوعين متواصلين، في خضم حربها ضد حركة حماس، تباينا في ردود الفعل في الداخل الأميركي.
ويعتقد محللون، أن هناك قلقا داخليا على المستويين الرسمي والشعبي إزاء تعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع الصراع بين إسرائيل وحماس، إذ قدّم دعما واسعا لإسرائيل سياسياً وعسكرياً، وهو ما أثار مخاوف من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط و”تورط” واشنطن فيه.
يتسق ذلك مع الانتقادات الداخلية في الإدارة ذاتها، وعبّرت عنها الاستقالة التي تقدم بها مسؤول بارز في الخارجية الأميركية قبل أيام، في الوقت الذي أفادت تقارير إعلامية، عن استياء بعض موظفي وزارة الخارجية احتجاجا على نهج الدعم المطلق لإسرائيل في حربها على قطاع غزة.
ماذا أظهر الاستطلاع؟
أظهر الاستطلاع الجديد أن غالبية الأميركيين يدعمون إسرائيل في الحرب، لكنهم يخشون أيضا من جر واشنطن إلى التدخل العسكري.
معظم المشاركين يرفضون التدخل الأميركي في الصراع الحالي بنسبة 42 بالمئة، في حين يدعم 18 بالمئة تدخل بلادهم في الحرب.
على مستوى دعمهم للفلسطينيين في ظل الحرب المستمرة، قال معظم الذين شملهم الاستطلاع بنسبة 65 بالمئة إن دعمهم ظل كما هو، وقال 11 بالمئة فقط إن دعمهم زاد.
على الرغم من التهديدات الموجهة ضد المصالح الأميركية في المنطقة، قال 40 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع إنهم غير متأكدين من دعمهم للتدخل العسكري الأميركي إذا امتدت الحرب بين إسرائيل وحماس إلى صراع إقليمي، وردّ 33 بالمئة بـ”لا” على دعم التدخل الأميركي، بينما قال 28 بالمئة إنهم سيؤيدونه.
مع تكثيف الغارات الجوية، قال 34 بالمئة إن إسرائيل استخدمت “كمية مناسبة من القوة”، بينما قال 14 بالمئة إنها استخدمت “القليل جدا من القوة”، و15 بالمئة فقط قالوا إن إسرائيل استخدمت “الكثير من القوة”، و38 بالمئة ليس لديهم رأي.
أشار 22 بالمئة إنهم لا يعتقدون أن الجيش الإسرائيلي يستهدف المدنيين في غزة عمدا، بينما أوضح 36 بالمئة إن إسرائيل تقوم بذلك.
يلقي 42 بالمئة من المشاركين باللوم على حماس في الحرب الدائرة في المنطقة، بينما يلقي 5 بالمئة فقط باللوم على إسرائيل، ويلقي 23 بالمئة باللوم على الطرفين.
وفي حين قال 10 بالمئة فقط من المشاركين أن دعمهم لإسرائيل قد انخفض منذ بدء الصراع، أشار 24 بالمئة منهم إلى أن دعمهم للفلسطينيين أقل الآن.
وسبق أن أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة “سي بي إس نيوز” الأميركية، أن قطاعا واسعا من الأميركيين لا يتوافقون مع سياسات الإدارة الأميركية فيما يخص التعامل مع الصراع الراهن بين إسرائيل وحماس، حيث كشف أن 56 بالمئة من المشاركين لا يوافقون مع تعامل بايدن في الأزمة الراهنة، في حين يعتقد 53 بالمئة أنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن ترسل لإسرائيل المزيد من الأسلحة.
ماذا يريد البيت الأبيض؟
وفي رأي مدير مركز التحليل العسكري والسياسي في معهد هدسون، ريتشارد وايتز، فإن البيت الأبيض يريد من بايدن أن تهزم إسرائيل حماس ولكن بأقل عدد من الضحايا المدنيين، وبهدف حل الدولتين.
وبشأن موقف الداخل الأميركي من هذا الصراع، أوضح “وايتز” في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنه على الرغم من التقارير التي تتحدث عن امتعاض داخلي في الإدارة الأميركية، إلا أنه حتى الآن كانت الانتقادات في وزارة الخارجية والكونغرس صغيرة لذا كان لها تأثيرها محدود.
وأشار إلى أنه بشكل عام، فهناك دعما لسياسات بايدن في دعم الحكومة الإسرائيلية، لكنها “هناك معارضة قوية بين الشباب، وخاصة في الجامعات”.
في حين أوضح الباحث في الشؤون الدولية، هاني الجمل، ، أن “هناك انقسام في الشارع الأميركي بشأن سياسة بايدن في تعامله مع الصراع، لكن الأمر اللافت أن نسبة الرافضين للدعم الأميركي لإسرائيل كانوا من الديمقراطيين”. وقال إن “سياسية بايدن الداخلية على المحك، وإن نسبة التصويت قد تتأثر بالسياسة الخارجية التي ينتهجها حالياً، وعدم نجاحه حتى الآن في عودة حاملي الجنسية الأميركية من منطقة الصراع .