
يرغب جميع الأشخاص أن يكونوا لطيفين، وربما يتخيل البعض أنهم يحتاجون إلى أن يكونوا أكثر لطفاً مع الآخرين
لكن يجب أن يتوخى الشخص، الذي يستجيب لكل طلبات الآخر ويبذل جهداً إضافياً في سبيل الأصدقاء ويتجنب أي شكل من أشكال الصراع أو الاختلاف في الرأي، حذره بل أن يسعى لتغيير تصرفاته كي لا تتأثر صحته بدنياً ونفسياً ولتجنب التأثير السلبي على مسيرة نجاحه في حياته العملية والاجتماعية .
في هذا السياق حدد تقرير نشره موقع Ideapod، قائمة مكونة من 7 علامات يمكن أن تشير إلى أن الشخص لطيف للغاية وينبغي عليه معرفة كيفية إيجاد توازن عادل لنفسه وللأشخاص من حوله، كما يلي :
1 . مرهق ومتوتر باستمرار

يمكن أن يؤدي التوتر المزمن إلى مجموعة من المشاكل الصحية مثل أمراض القلب والقلق واضطرابات النوم، فإذا كان الشخص يشعر باستمرار بالإرهاق والتوتر، فربما تكون إحدى العلامات على أنه لطيف للغاية من أجل مصلحة الآخرين، حيث إن وضع الآخرين دائمًا في المقام الأول وتوسيع نطاق خدمة الغير قد يؤدي إلى إضعاف النفس أكثر من اللازم.
إن الالتزامات والخدمات والمهام الإضافية التي لا نهاية لها والتي يقوم بها المرء لإرضاء الآخرين يمكن أن تتراكم بسرعة، مما يجعله مرهقاً ومتوتراً. لذا ينصح الخبراء بوضع حدود لخدمة الآخر دونما أدنى اعتقاد بأن الشخص أناني، وإنما يساعد التحديد الواضح لما يمكنه وما لا يمكنه التعامل معه، بمنح النفس مساحة للتنفس والتركيز والتفوق في المجالات التي تهم حقاً.
2 . عدم البوح بالمعارضة
يحرص البعض على عدم البوح برأيهم المعارض لرأي ما أو نشاط ما خشية أن يبدون غرباء أو غير مقبولين بين مجتمعهم المحيط. ويضطر هؤلاء إلى القيام بأشياء لا يستمتعون بها على الإطلاق في كثير من الأحيان.
لذا، يوصي الخبراء بتذكر أنه لا بأس بالاختلاف في بعض الأحيان، حيث إن لكل شخص الحق في إبداء رأيه وتفضيلاته، حتى ولو كان الأمر يبدو غير مريح في البداية.
3 . الشعور بعدم التقدير
عندما يكون الشخص متاحاً دائماً ومتلهفاً على إرضاء الآخرين، يبدأون في اعتباره أمراً مفروغاً منه. يتوقع الآخر تعاون الشخص ومساعدته كأمر مسلم به، بدلاً من تقدير ذلك كخدمة. إضافة لتجنب عبارات الشكر الباهتة، أو الأسوأ من ذلك، اللامبالاة الكاملة.
إذا كان الشخص يجد نفسه في كثير من الأحيان في مواقف لا يتم فيها الاعتراف بجهوده أو تقديرها، فربما يكون السبب هو أنه لطيف للغاية و”أكثر مما يلزم”. بالتالي، يجب على المرء أن يدرك أن قيمته ليست مرتبطة بما يفعله للآخرين، وعليه أن يهتم باحتياجاته وتوقعاته، خاصة وأن من يهتمون به حقاً سيظلون متواجدين معه، وسيحترمونه أكثر بسبب ذلك.
. 4 . اهتزاز الاحترام للذات
إذا شعر الشخص بأن احترامه لذاته قد تضرر بسبب لطفه الشديد، فهي نتيجة طبيعية ومنطقية لحالة تبدأ بالرغبة في إسعاد الآخرين. وقبل أن يدرك الشخص فإن سعادته وقيمته الذاتية تصبح أمراً ثانوياً. بالتالي، يجب أن يتذكر أن كونه لطيفاً لا ينبغي أن يأتي على حساب رفاهيته الشخصية، لأنه سيكون من الصعب أن يحظى بالاحترام من الآخرين عندما لا يحترم نفسه أولاً.
إن مجرد التدرب على قول “لا” والتعبير عن الرفض عندما لا يروق له أمر ما، فإنه سيبدأ في استعادة إحساسه بقيمته الذاتية.
5 . شعور مستمر بالاستنزاف
ينتاب الشخص شعور، كما لو أنه بطارية يتم استهلاكها لكن لا يتم إعادة شحنها أبداً، عندما يكون دائماً موجوداً من أجل الآخرين، ويعطي باستمرار ودون حساب. لكن نادراً ما يتلقى أي شيء في المقابل. إنه شعور يؤدي إلى حالة من الإنهاك العاطفي والجسدي.
لذا يجب أن يواجه الشخص نفسه ويصارحها بأنه إنسان – وليس بطلاً خارقًا، ومن ثم فإن هناك حدودا لما يمكنه تقديمه. كما من المهم أن يقوم بإعادة شحن بطارياته الخاصة حتى يتمكن من الاستمرار في تقديم المساعدة واللطف دون التضحية برفاهيته الشخصية. يمكن تخصيص الوقت للقراءة أو المشي لمسافات طويلة أو الرسم أو مجرد الاستلقاء على الأريكة ومشاهدة فيلم أو برنامج مفضل دون الشعور بالذنب.
. 6 . الاعتذار باستمرار
إن الأشخاص، الذين يعتذرون بشكل مفرط، يميلون إلى انخفاض احترام الذات. إنه أمر غير بديهي بعض الشيء، لكن الاعتذار المستمر ليس مجرد علامة على الأدب، بل يمكن أن يقلل من احترام الشخص لذاته. وعلى الرغم من أن البعض ربما يعتقد أن الاعتذار دائماً يحافظ على السلام، إلا أنه يمكن أن يشير في الواقع للآخرين إلى أن الشخص غير واثق من نفسه، أو عرضة للرفض، أو الأسوأ من ذلك – أنه شخص يمكن التلاعب به بسهولة. لذا ينصح الخبراء بعدم الاعتذار عن أي شيء ما لم يقم الشخص بفعل خاطئ. ويمكن
أن يتم استخدام “شكراً لك” بدلاً من “آسف”، عندما يكون ذلك مناسباً. على سبيل المثال، قل “شكراً لك على الانتظار” بدلاً من “آسف لقد تأخرت”.
7 . علاقات من طرف واحد
إذا كان الشخص هو من ينظم اللقاءات دائماً، بينما يكتفي الآخرون بمجرد المشاركة أو الاعتذار عن الحضور حسب ارتباطاتهم. إنها علامة صارخة على أن الشخص لطيف أكثر مما ينبغي. يوضح الخبراء أن العلاقات الصحية تنشأ على أساس من المساواة في الأخذ والعطاء. فالعلاقات من طرف واحد لا تسمح بتكافؤ الفرص ويظلم الشخص نفسه عندما يستمر فيها. إن العمل على الانخراط في علاقات ذات حدود واضحة وتسمح بالرد بالمثل على نفس الجهد الذي بذله الشخص، يمنع التعرض لخيبة الأمل والإنهاك العاطفي.
نصائح عامة للتغيير بتوازن

يقدم الخبراء فيما يلي بعض النصائح السريعة القابلة للتنفيذ لبدء التغيير بشكل متوازن :
• إجراء “تدقيق العلاقة”: يساعد تقييم العلاقات في تحديد أي منها متبادل حقاً وأيها أحادي الجانب
تحديد أهداف الرفض : يمكن أن يساعد القيام بشكل منتظم بتحديد قائمة الأمور، التي يجب أن يرفضها الشخص بشكل دوري لأنها لا تتوافق مع أولوياته أو قيمه على تحقيق التوزان والشعور بالرضا.
• الاستماع الفعال للذات : قبل الالتزام بأي شيء، ينبغي أن يأخذ المرء لحظة لضبط مشاعره وتحديد ما إذا الطلب أو الخدمة المطلوبة تشعره بالقلق أو تمثل عبء نفسياً أو جسدياً، أم أنه يتوافق حقاً مع رغباته ولا يتعارض مع احتياجاته الشخصية.
إذا أحب المرء نفسه أولًا وتأكد من أن كل شيء آخر يقع في مكانه الصحيح، فإنه عندئذ لن يكون أنانياً ولا نرجسياً يركز على حب نفسه، إنما سيكون إنساناً يحترم ذاته ويقدم للآخرين ما يلزم وفقاً لمعايير دقيقة وعادلة. حيث لا يجب أن يكون هناك تعارض بين حب النفس وفهم الفروق الدقيقة العديدة في هوية الشخص، وبين إظهار مستوى من الرعاية والحميمية التي يحتفظ بها عادة للآخرين