أجاب الدكتور علي جمعة عن سؤال مضمونه: “أؤخر صلاة العشاء فى رمضان فأصليها فى آخر الليل مع القيام فهل هذا صحيح؟”.
قائلا: إن أفضل الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك.
وأضاف علي جمعة أن عندنا شيئا يسمى وقت الاختيار فى الصلاة، والوقت الاختيارى للعشاء يكون إلى منتصف الليل، يعنى حوالى الساعة 11 ونصف.
وأشار إلى طريقة حساب ومعرفة هذا الوقت وهو أن نأتى بالمغرب والفجر وننظر فى مقدار الوقت ونقسمه على 2 ونضيفها للمغرب.
وأوضح علي جمعة أنه لا يجوز للإنسان أن يتأخر عن ذلك الوقت، لأن الوقت الاختيارى للعشاء يكون قد فات وبقى باقى الوقت الاضطرارى الذى يقول لك فيه الملك “قم صل” حتى الفجر، فإذا أذن الفجر عليك وانت لم تصل العشاء يكتب الملك عليك أثما لأنك أخرت الصلاة عن وقتها.
كمت أكد الفقهاء إن تأخير صلاة العشاء قليلا يعد أمرا من السُنة، حتى منتصف الليل، إذا كان الشخص منفردا، والوقت بعد منتصف الليل يعد من أوقات الكراهية التي تؤدى فيها صلاة العشاء، مخافة أن ينام المسلم دون أن يؤدي صلاة العشاء، ويجوز تأخير صلاة العشاء بعد منتصف الليل، إذا كان هذا يساعد على أداء السنة المؤكدة من قيام الليل.
يبدأ وقت صلاة العشاء من خروج وقت المغرب، وهو مغيب الشفق الأحمر عند جمهور العلماء، وأجمع أهل العلم إلا من شذ عنهم على أن أول وقت العشاء الآخرة إذا غاب الشفق، والشفق هو حُمْرة تظهر في الأفق حين تغرب الشمس، وتستمر من الغروب إلى قُبَيْلِ العشاء.
والدليل على ذلك ما روي عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بن العاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهما، أنَّه قال: «سُئِلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن وقتِ الصلواتِ، فقال: «وقتُ صلاةِ الفجرِ ما لم يَطلُعْ قرنُ الشمسِ الأوَّلُ، ووقتُ صلاةِ الظهر إذا زالتِ الشمسُ عن بَطنِ السَّماءِ، ما لم يَحضُرِ العصرُ، ووقتُ صلاةِ العصرِ ما لم تَصفَرَّ الشمسُ، ويَسقُط قرنُها الأوَّلُ، ووقتُ صلاةِ المغربِ إذا غابتِ الشمسُ، ما لم يَسقُطِ الشفقُ، ووقتُ صلاةِ العشاءِ إلى نِصفِ اللَّيلِ».
لا يجوز تأخير صلاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل أو قبل أذان الفجر بقليل كما يفعل البعض من الناس.
وإذا ورد عن سيدنا رسول الله أنه كان يؤخر صلاة العشاء فهذا صحيح لكن هذا ليس معناه أنه كان يؤخرها إلى قرب أذان الفجر ولكن كان يؤخرها إلى الثلث الأول من الليل حتى كان «يسمع رسول الله للصحابة غطيط» أى صوت كأنهم ينامون فى المسجد.
ويتم تحديد منتصف الليل يحسب على عدد الساعات من بعد غروب الشمس إلى أذان الفجر، وليس من الضرورى أن يكون منتصف الليل فى الساعة 12 صباحا ولكن قد تكون فى الحادية عشر والربع مساء.