خلال المؤتمر الدولي الثاني للتعهدات من أجل سورية والذي عقد في مدينة الكويت، تلقت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) تبرعا سخيا بقيمة 28,1 مليون دولار من الولايات المتحدة الأمريكية. وسيعمل هذا التبرع الطوعي الأمريكي على تقديم الدعم للجهود الطارئة للوكالة التي تبذلها من أجل لاجئي فلسطين المتضررين جراء النزاع الدائر في سورية في الوقت الذي تبلغ الحاجة أشدها لتلك المساعدة. وباعتبارها أكبر مانح ثنائي للأونروا، ساعدت الولايات المتحدة الأمريكية في ضمان حصول لاجئي فلسطين المتضررين جراء النزاع على مساعدات كفيلة بإنقاذ حياتهم، بما في ذلك سبل الوصول للمياه النظيفة والدواء والغذاء والاحتياجات الماسة الأخرى. وقد تبرعت الولايات المتحدة بأكثر من 100 مليون دولار لمناشدات الأونروا الطارئة من أجل سورية منذ بدء الأزمة، وقدمت أكثر من 294 مليون دولار لدعم الوكالة في عام 2013.
وأعرب المفوض العام للأونروا فيليبو غراندي عن شكره للولايات المتحدة على دعمها، مشيرا إلى أن الوكالة قد قامت مؤخرا بإطلاق خطة الاستجابة الإقليمية للأزمة السورية لعام 2014. وقال غراندي “إن الصراع في سورية يقترب من عامه الثالث، وهو قد كان مدمرا حقا بالنسبة للاجئي فلسطين هناك – حيث أن جميعهم تقريبا قد أصبحوا الآن بحاجة للمساعدة. إن المساعدة الطارئة التي نعمل من أجل تقديمها إليهم ستكون مستحيلة بدون دعم مثل هذا الذي عرضته اليوم الولايات المتحدة”.
بدورها، قالت آن سي. ريتشارد مساعدة وزير الخارجية لمكتب السكان واللاجئين والهجرة بأن “المدنيين البريئين المتضررين جراء الأزمة في سورية يستحقون أن يحصلوا على مساعدات إنسانية تنقذ أرواحهم. إن هذا التبرع المقدم من قبل الولايات المتحدة للأونروا يظهر الالتزام المستمر للشعب الأمريكي تجاه اللاجئين الفلسطينيين والعديدين غيرهم الذين يعانون بسبب النزاع المأساوي في سورية. لقد عملت الولايات المتحدة مع الأونروا للعديد من العقود من أجل دعم اللاجئين الفلسطينيين، وهي ستستمر بفعل ذلك”.
وتجدر الإشارة إلى أن خطة الاستجابة الإقليمية للأزمة السورية التي يبلغ إجمالي ميزانيتها 417,4 مليون دولار تعمل على بيان الأثر المتزايد والواسع الذي تتسبب به الأزمة في مختلف أرجاء المنطقة. ومن أصل 540,000 لاجئ فلسطيني في البلاد، فإن ما يقارب من نصفهم قد نزحوا إلى داخل سورية، فيما هرب حوالي 80,000 شخص إلى البلدان المجاورة. وهنالك أكثر من 50,000 شخص موجودون الآن في لبنان فيما وصل حوالي 11,000 شخص إلى الأردن. إن الأعداد الكبيرة وحجم الحاجة يعملان على الضغط على الخدمات والقدرات، وفي ذات الوقت تقوم الظروف المعيشية الصعبة والصعوبات المتعلقة بالقضايا القانونية – بما في ذلك التأشيرات والتسجيل والوصول للخدمات – بفرض مخاطرها الخاصة.
وسيعمل هذا التبرع الأخير من الولايات المتحدة الأمريكية على ضمان أن تتمكن الأونروا من الاستمرار بدعم لاجئي فلسطين داخل سورية وخارجها. ومن أصل إجمالي التبرع الأمريكي، سيتم تخصيص 20,9 مليون دولار لدعم أنشطة الأونروا الطارئة داخل سورية؛ فيما سيتم إنفاق المبلغ المتبقي لتلبية احتياجات لاجئي فلسطين الذين أجبروا على الفرار من منازلهم في سورية، بمن فيهم أولئك الذين فروا إلى لبنان والأردن.