القى رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان السيد محمد شقير كلمة اثناء افتتاح المقر الرئيسي للغرفة بعد تحديثه برعاية وحضور فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، جاء فيها :
فخامة رئيس البلاد ورمز الوحدة والحكمة العماد ميشال سليمان،
دولة الرئيس الاستاذ تمام سلام
أصحاب الدولة والمعالي والسعادة
ان اليوم هو يوم تاريخي لغرفتنا وللاقتصاد الوطني. فللمرة الاولى يزور رئيس البلاد غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان منذ تأسيسها سنة 1887. فوجودكم بيننا في حفل تدشين مركز الغرفة المحدث له مدلولات كبيرة خصوصا في هذه الأيام. لقد مررنا ولا زلنا في ظروف اقتصادية صعبة وفي كل مرة كنا نجد في فخامتكم الدعم والتشجيع على الصمود.
وما وجودكم اليوم بيننا الا تأكيدا لهذا الدعم.
يتعرض اقتصادنا لحملة ممنهجة لأخذه نحو الهاوية. فبالإضافة الى ألظروف والتحديات الإقليمية الضاغطة.
وصل الامر في البعض ان يتجرأ على موقع الرئاسة، رمز وحدة الوطن وكرامته. وكما كُنْتُمْ دائماً الى جانبنا، فان الهيئات الاقتصادية في المقابل تدعم جهودكم وتضع امكانياتها بتصرفكم، خصوصا بعد ان عقدتم العزم على اخراج البلاد من التعطيل والشلل.
فخامة الرئيس،
نحن ندرك مدى حرصكم على البلد واقتصاده وعلى أرزاق الناس. ولا يخفيكم الامر بان اقتصادنا يعاني والأمور ليست على ما يرام. فغرف التجارة التي اتخذت من تنمية الاقتصاد وتشجيع الاستثمار هدفا وواجبا لها، بدأت تتحول يوما بعد يوم الى حائط مبكى لرجال الاعمال. فلا يمر يوم الا ونسمع عن مؤسسات تقفل ابوابها او تقلص من اعمالها.
ان الوضع الاقتصادي اذا ما استمر على ما هو عليه سيؤدي الى مشاكل اجتماعية واضطرابات أمنية أشد خطورة وأوسع نطاقا. ان الحاجة والعوز يصنعان قنابل موقوتة.
ان القطاع الخاص في لبنان عودنا على النهوض السريع فور تأمين الظروف المناسبة والاستقرار.
هذا النزف لن يتوقف الا اذا تم تشكيل حكومة يبادر بعدها فورا المجلس النيابي بمنحها الثقة. وكلنا ثقة بأنكم ستتخذون المواقف الحكيمة في الوقت المناسب.
فخامة الرئيس،
لقد وقفتم سدا منيعا امام بعض المشاريع التي لو قدر لها ان تمر لازداد التشرذم والانقسام في البلاد، وبرهنتم أنكم أمناء على الدستور ووحدة البلاد.
ونحن اقتداء بنهجكم نؤمن بان في الوحدة قوة ً. لذلك فإننا نواجه محاولات البعض تفتيت الغرف التجارية من اجل مصالح ضيقة. ان غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان هي جسم واحد لا يتجزأ.
وهذه الوحدة والمركزية ساهمت في دعم الاقتصاد والدفاع عن مصالح القطاع الخاص والأعضاء المنتسبين. ونقول لهواة القسمة كفى تقطيعا لاوصال الاقتصاد. فأن محاولات تقسيم الغرفة لن تمر لانها ستؤدي الى انقسام الهيئات الاقتصادية برمتها. ان غرفة تجارة وصناعة وزراعة بيروت وجبل لبنان هي ركن أساسي من أركان الاقتصاد. وقد استطاعت هذه الغرفة على مدى 125 سنة ان تفرض وجودها ليس في المنطقة إنما أيضاً في عواصم حوض البحر الأبيض المتوسط وحول العالم.
وهي لا تنفك تبحث عن مشاريع جديدة وخلاقة لإنعاش الاقتصاد.
وفي هذا الإطار قمنا بدعم برامج تدريب وتأهيل ووقعنا اتفاقيات تبادل مع عدد من العواصم لتعزيز التبادل التجاري وجذب المستثمرين. وما كنا لننجح بذلك لولا نفوذنا الاقتصادي في لبنان نتيجة وحدتنا وإيماننا بقدرات الوطن.
لقد تحولت غرفة بيروت وجبل لبنان الى وجهة تقصدها المؤسسات الوطنية والأجنبية من اجل الحصول على النصيحة وتسيير أمورها. وهذا نتيجة النشاط والإنجازات التي تم تحقيقها في السنوات الاخيرة. وعلى سبيل المثال لا الحصر لقد قمنا بمكننة الغرفة وتطوير الهيكلية الإدارية ، وبانشاء مركز لبناني للوساطة و مركز مساندة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
كما تم انشاء مركز فارو لتقديم قروض مدعومة بفوائد رمزية للمشاريع المبتكرة.
اما تحديث وتجديد هذا المبنى فله مكانه خاصة لان انجازه تم بدعم سخي من القطاع الخاص والأعضاء المنتسبين نتيجة ثقة هؤلاء بأهداف الغرفة وألقييمين عليها، وإيمانهم بضرورة ان يكون لبيروت وجبل لبنان واجهة اقتصادية متجددة وحديثة وان تكون غرفتهم مركزا يفتخرون به ومقرا حديثاً يليق بسمعة لبنان واقتصاده. وعلى الرغم من هذا الإنجاز فان طموحنا اكبر ونأمل ان نحقق المزيد اذا توفر لنا الحد الأدنى من الاستقرار الأمني والسياسي.
فخامة الرئيس
ان العام الجديد يحمل الكثير من الاستحقاقات والتحديات، لكن قيادتكم الحكيمة للبلاد تخفف من الهواجس وتقلل من المخاطر.
وفقكم الله وسدد خطاكم وشكرا لكم على وجودكم بيننا.