قال مغاوري شحاتة خبير مصادر المياه بالأمم المتحدة ورئيس جامعة المنوفية الأسبق للإعلامى إبراهيم عيسى أن مشروع نهر الكونغو هو الحلم أو الوهم الذي يراوض البعض ، وهو توصيل نهر الكونغو بنهر النيل وإن فكرة نقل جزء من مياه نهر الكونغو لنهر النيل قد تكون مطلوبة في الوقت الحالي خاصة أن هذه المنطقة التي توجد بين ” أوندا وبوروندي والكونغو ” هي عبارة عن سلسلة من أعلاها في وسط أفريقيا تسقط الأمطار عليها وتسير في إتجاهين الأول بالشرق من منابع نهر الكونغو حيث سلسلة الجبال التي تسمي خط تقسيم المياه بين أحواض الأنهار والتي تضم نهر النيل بالإضافة إلي إتجاه في الغرب والخاص بمنطقة بحيرة فكتوريا عبر بعض الأنهار والتي تتدفق للشمال بأوغندا.
وأضاف ” مغاوري ” بأن هناك مجموعة من المعوقات الفنية التي تعترض المشروع حيث إمكانية أن تسير المياه من الكونغو في إتجاه السودان الجنوبى أو هضبة البحيرات الإستوائية ، الأمر الذي يحتاج إلي توسعة مجري النهر كي يستوعب هذه الكميات الإضافية من المياه بالإضافة إلي كون هذه المنطقة منطقة إرتفاعات وقد يكون من الأفضل إستغلال الكميات المهدرة من المياه في جنوب السودان وإستقطاب الفواقد بدلا من نقل مياه الكونغو .
وأشار ” مغاوري ” إلي أن هذا المشروع يمكن قبوله كفكرة ولكن عند التطبيق سيكون الأمر أكثر صعوبة من الناحية السياسية والجيولوجية والطبوغرافية ، فرغم كون هذه الخطوة لتنمية الفاقد من مياه الكونغو في المحيط فإن ذلك ليس مبررا لتحويل المياه بطريقة غير شرعية لارتباطها بأوضاع معقدة .
وأضاف إبراهيم نصر الدين الأستاذ بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة من خلال برنامج ” 25/30 ” بأن يعتبر مشروع نهر الكونغو بمثابة ضربة وصفعة قوية لأثيوبيا والسودان وأيضا الثلاثي المساند لهم وهو تركيا وقطر وإسرائيل ، ذلك المشروع الذى يربط نهر الكونغو بنهر النيل ليوفر لمصر أكثر من 120 مليار متر مكعب سنويا مع توليد طاقة كهربائية قوتها 300 تريليون وات ، وبذلك يغلق الباب أمام كل القوى المعادية لمصر .
وأشار ولاء الشيخ كاتب صحفي ومتخصص في ملف المياه من خلال شاشة ” أون تى فى ” الفضائية إلى أن هذه الفكرة التي روض لها كثيرا عبر شاشات وأوراق وأبحاث كثيرة ، حتى أنه قيل بأن زيارة السيسي لروسيا كانت تتضمن عرض للمشروع على الجانب الروسي ، وذلك للحصول على دعمها في إنشاء المشروع وإقناع الكونغو به ، والقضاء نهائيا على مخطط محاصرة مصر وإهدار مواردها المائية .
وأكد نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية والخبير بفريق مشروع نهر الكونغو من خلال نفس البرنامج على أن هناك فريق بحث برئاسة المهندس إبراهيم الفيومي وفريق عمل متكامل يدرس المشروع الأن ، وإن الوصلة من نهر الكونغو إلى نهر النيل تصل لمسافة 460 كيلومترا ، وتوفر حوالي 100 مليار متر مكعب من المياه على مرحلتين 50 مليارا ، وأن الوصلة تتم عن طريق السودان الجنوبي مما يجعل الأمر ليس في يد مصر وحدها وهناك أطراف أخرى معها في المعادلة ، وأن الأمر يتطلب موافقة السودان الشمالي والجنوبي ، وأن الحجم الإستيعابي لنهر الكونغو 12 مليار متر مكعب من المياه ، بما يلزم إجراء توسعة وتعميق لمجرى النيل ليستطيع أن تحتوى 50 مليارا المقررة ، وبالتالي يمكن توزيع الفائض من المياه على السودان والكونغو كتعويض للموافقة على تنفيذ المشروع .
وتابع ” نور الدين ” – كما يساهم تنفيذ المشروع في توليد طاقة كهربائية للكونغو حيث يتطلب الأمر رفع مياه الكونغو لمسافة 150 مترا ، وأن الكونغو ستستفاد من المشروع خاصة أن نهر الكونغو يهدر حوالي 1284 مليار متر من المياه في المحيط الأطلنطي ، وبالتالي تستفاد الكونغو لإحداث تنمية شاملة بها ، ويعتبر أيضا تعويضا لها عن الجزء الذي ستحصل عليه مصر من مياه الكونغو .