بحث أمس العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز،مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما العلاقات الثنائية، والمواقف المتباعدة للبلدين، خاصة فيما يتعلق بالمسألة السورية، والإيرانية، فى الوقت الذى لا تبدى فيه «واشنطن» أى احتمالات لتغير ملموس فى سياساتها.
كما رفض الملك السعودى ذكر اسمه، إنه هو والرئيس الأمريكى سيبحثان تعزيز العلاقات الثنائية فى مختلف المجالات والمسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وقال رئيس مركز الخليج للأبحاث “عبدالعزيز الصقر”، لوكالة أنباء «فرانس برس» الفرنسية، إن العلاقات السعودية الأمريكية يسودها نوع من التوتر بسبب مواقف واشنطن.
وأشار “عبدالعزيز الصقر”، أن إيران ستشكل العنوان الأبرز فى المحادثات، وأضاف: «التقارب بين واشنطن وطهران يجب ألا يكون على حساب العلاقات مع الرياض، على الرغم من أن الملف النووى الإيرانى هو الوحيد تقريباً الذى ربما سينجح فيه أوباما خارجياً».
وأبرزت صحف ووسائل إعلام عالمية زيارة الرئيس الأمريكى إلى السعودية، التى تعد الزيارة الثانية خلال 5 سنوات، ويسعى خلالها الرئيس الأمريكى إلى محاولة تهدئة حدة التوتر الناجم عن تغير سياسات «واشنطن» فى الشرق الأوسط وابتعادها عن الاهتمام بالمنطقة لصالح التقارب من الدول الآسيوية النامية.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إنه على مدار العقود السبعة الماضية، كانت العلاقات الأمريكية السعودية صلبة ولا يمكن أن يصيبها التصدع، نظراً للمصالح المشتركة القائمة على الاستقرار فى الشرق الأوسط، واستمرار ضخ الخليج البترول إلى الولايات المتحدة، وإنه على مدار عقود كاملة، فضلت السعودية استخدام النفط، والأموال التى تتحصل عليها منه فى حصد النفوذ من وراء الكواليس، فى حين تترك حلفاءها الآخرين مثل الولايات المتحدة، ومصر فى تصدر المشهد، وإنه نظراً لسياسات الولايات المتحدة الأخيرة، فإن السعودية قررت أن تتخذ المسار الذى تراه صحيحاً بالنسبة لها، وهو المسار الذى يرى فيه «أوباما» خطراً كبيراً يهدد سياساته فى المنطقة.
وقالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية: «السؤال الحقيقى الذى يجب أن يوجهه الرئيس الأمريكى إلى السعودية خلال زيارته، ما هو نظام الحكم الأفضل للمسلمين البالغ تعدادهم 1.6 مليار؟ حيث إنه بعد 3 سنوات من ثورات الربيع العربى، يظل هذا التساؤل مطروحاً فى الأجواء، وذلك لأنه على الشرق الأوسط أولاً صياغة مفهوم الإسلام السياسى أو مدى تأثير الدين على الحياة المدنية». وتابعت: «قد يلقى الرئيس الأمريكى استقبالاً (خشناً) بسبب حالة الإحباط التى سيطرت على السعودية بسبب سياساته فى المنطقة».
وأشارت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية، إلى أن الرئيس الأمريكى يسعى حالياً إلى إصلاح علاقته بالمملكة السعودية. وقالت وكالة أنباء «بلومبرج» الأمريكية، إن زيادة المخزون الاحتياطى الأمريكى من النفط وتوجه الولايات المتحدة إلى الاكتفاء الذاتى من النفط، دفع الرئيس الأمريكى إلى تغيير سياساته التى ظلت مرتبطة لعقود بالنفط الخليجى الذى يجبر على الالتزام بضمانات للخليج فى مقابله. كما أن السعودية ودول الخليج هى الأخرى بدأت فى تغيير سياساتها نتيجة لذلك، وبدأت فى التوجه إلى دول الشرق، ما يعطى لمحة على الأقل عن كيفية رؤيتها لما تفعله الولايات المتحدة والغرب.