كلمة سيد تعنى فى الإسلام من يفوق قومه فى الخير وقيل هو الذى يفزع إليه فى النوائب والشدائد فيقوم بأمرهم ويتحمل منهم مكارههم.
قال صلى الله عليه وسلم (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع).
وعبر صلى الله عليه وسلم بكونه سيد ولد آدم يوم القيامة مع أنه صلى الله عليه وسلم سيدهم فى الدنيا والآخرة ، لأنه فى يوم القيامة يظهر سؤدده لكل أحد ولايبقى معاند بخلاف الدنيا فقد نازعه ذلك فيها ملوك الكفاروزعماء المشركين .
ولايشفع ولايؤذن بالشفاعة لأحد قبله ولامعه .
فقد قال صلى الله عليه وسلم (أنا سيد ولد آدم ) لوجهين :
1)امتثالا لقوله تعالى (وأما بنعمة ربك فحدث )
2)أنه من البيان الذى يجب عليه تبليغه إلى أمته ليعرفوه ويعتقدوه ويعلموا بمقتضاه ويوقروه صلى الله عليه وسلم بما يقتضى مرتبته كما أمرهم الله تعالى . فقد قال صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ).
فحب الشىء يدعوا إلى حب الموصل إليه وإن حب الإيمان وبغض الكفر يستلزم حب المتسبب فيه والداعى إليه فحب الرسول صلى الله عليه وسلم دليل على حب الإيمان وبقدر ارتفاع درجة هذا الحب أو انخفاضها ترتفع درجة الإيمان أو تنخفض ،فإذا وصل المؤمن إلى أن يكون رسوله صلى الله عليه وسلم أحب إليه من أمه وأبيه وصاحبته وبنيه ومن المال والأهل والأقارب والناس أجمعين كان كامل الإيمان وأكمل منه أن يكون رسول الله أحب إليه من نفسه التى بين جنبيه ، يبذلها فداء له فى حياته كما قرأنا عن أبى بكر الصديق وكثير من الصحابة رضى الله عنهم الذين عرضوا أنفسهم للأخطار حماية لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الكفار .
وإذا كنا فى هذه العصور لا نملك الدفاع عن ذات الرسول صلى الله عليه وسلم برهانا على كمال حبه فإننا نملك الذب عن سنته وحماية دينه والدفاع عن شريعته والعمل على طريقته والتمسك بكل ما جاء به وطاعته فإن فعلنا ذلك كنا محبين على الحقيقة فالمحب الذى يخذل حبيبه كاذب فى حبه والمحب الذى يعصى حبيبه كاذب فى حبه مهما بكى أو تباكى ومهما أظهر اللوعة ومهما تحرق شوقا إلى قبره ومهما سعى إلى زيارته هذا هو ميزان الحب ومقياس الإيمان فلينظر كل منا موضعه وليزن نفسه وليصلح المقصر من شأنه حتى يكون جديرا بحبه وبشفاعته صلى الله عليه وسلم .