يعد الانصات فنا وهبه ثمينه لايدرك قيمتها الكثيرون ،فهو الطريق المضمون لأسر قلوب الأخرين بدون بذل أى مجهود ،فقط أن تركز مع متحدثك وتعيره أهتمامك تستقبل كلماته بأذان صاغيه وتشاركه مشاعره وأفكاره ،ولعل الحكمه القائله بأن( الله قد منحنا فم وأذنان لكى نستمع وننصت أكثر مما نتحدث )هى من أعظم ما قيل عن ذلك الفن.
فجميعنا يهوى التحدث ويتسارع لاظهار لباقته وحلاوه كلماته لكن هل فكرت مره أن تنتظر لتنصت؟هل أدركت أن تأثير الانصات أكثر روعه من تأثير الكلمات؟
فبالانصات للأخر تستقى من كلماته تجارب وخبرات تضيفها الى صندوق شخصيتك فتكون لك عونا على حل مشكلاتك وبالتالى تصبح أنت الفائز الأكبر لأن تقييمك لموقف معين وقع فيه غيرك يعد أفضل وأكثر عقلانيه من تصرفك حين تقع أنت فى نفس الموقف.
ولكى تكون منصتا جيدا يجب عليك أتباع تلك النقاط:-
1-وجه عينك لمتحدثك:-
فالنظر لمتحدثك يشعره بأهتمامك به،ولكن اياك أن تحضر عيناك وتغيب أذنك وعقلك فتشرد بعيدا ويقبض عليك متلبسا اما عاجلا أو اجلا،فانصات العين وسيله تدعم وتقوى انصات الأذن لكنها لا تغنى ابدا عنه.
2- لا تقاطع متحدثك:-
فمتحدثك قد حضر اليك حاملا فيضا من الكلمات وربما الهموم التى أثقلت صدره لذا لا تثقله بالمزيد من الكلمات بل أنتظر حتى ينهى فيض كلماته.
3-تواصل مع الأخر:-
أحد الخطوات الهامه للأنصات الجيد أن تظهر قدرا من التواصل مع متحدثك سواء بالكلمات كأن تقول مثلا (نعم، أفهمك ،فعلا وغيره )أو بتعبيرات الوجه فهو يحدث انسان من المفترض أنه يتأثر بما يقول.واذا أختلط عليك الفهم يمكنك أن تقول له هل تقصد كذا وكذا فهذا أفضل بكثير من أن تتركه يكمل حديثه وقد ضاعت من بين يديك خيوط الموضوع والتبس عليك الفهم.
4- أختر الوقت المناسب:-
فمن المهم أن تتخلص من كل العوامل التى يمكن أن تعيق انصاتك أو تشرد ذهنك مثل التليفزيون والموبيل وغيره لأن الأنشغال بها يعطى للطرف الأخر انطباع سيئ بأنك غير مهتم بما يقول وبالتالى غير مهتم به.
5-فكر جيدا قبل أن تصدر أحكامك:-
ابدى قدرا من التعاطف مع متحدثك وأبلغه بحلولك لهذه المشكله وأحرص على أن تكون حلول منطقيه فى حدود الامكانات المتاحه.واذا كان متحدثك هو المخطئ يمكنك أن تقول له بهدوء من الأفضل لو كنت فعلت كذا وكذا فهذا يشعر متحدثك بتأنيب الضمير وفى نفس الوقت لقد أرشدته الى الحل دون أن تخسره.