شبه صلى الله عليه وسلم المؤمن فى كثرة أمرضه وابتلائه وهمومه وأحزانه ، بالزرعة الضعيفة فى كثرة تأثيرها بالرياح التى تميلاها يمينا وشمالا وتعدلها أخرى حتى تستوى ويكمل نضجها وتيبس .
فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 مثل المؤمن كمثل الزرع ، لا تزال الريح تميله ، ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء ،ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز ، لا تهتز حتى تستحصد ) .
فما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها ، إلا كفر الله بها من خطاياه ، ورفع له بها من درجاته وقد روى ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وجع ، فجعل يتقلب على فراشه ، ويشتكى ، فقالت له عائشة : لو صنع هذا بعضنا لوجدت عليه ؟ فقال : إن الصالحين يشدد عليهم ، وإنه لا يصيب المؤمن نكبة ، شوكة فما فوقها إلا كتب الله له بها درجة ).
وهكذا نجد الأحاديث الصحيحة صريحة فى ثبوت الأجر ، بمجرد حصول المصيبة ، وأما الصبر والرضا ، فقدر زائد ، يمكن أن يثاب عليه ، زيادة على ثواب المصيبة .
وقد فتح الله للمسلم أبواب تكفير السيئات ورفع الدرجات ، فكان حال المسلم خيرا كله ، إن أصابته نعماء فشكر ، كان خيرا له ، وإن أصابته ضراء ، فصبر كان خيرا له .
فالمؤمن حيث جاءه أمر الله انطاع له ، أما الكافر ، والفاجر والمنافق ، فقد يمدهم الله بالنعم الكثيرة مدا ، لكنه – كما قال جل شانه (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴿١٧٨﴾[أل عمران]
فكثيرا لا يتفقد الله الكافر باختباره ، بل يهيىء له التيسير فى الدنيا ، ليتعسر عليه الحال فى المعاد ، حتى إذا أدركه إهلاكه قمصه ، فيكون موته أشد عذابا عليه .
لذلك عبر عنه الحديث الشريف بشجرة الأرز ، أنها لا تهتز ، حتى تستحصد .
فنحن الأن وفى هذه الأوقات بالأخص نتعرض لفترة تعتبر محنة لكل المصريين بل ولأغلب الوطن العربى فإذا لم نحتذى بحذوه صلى الله عليه وسلم فى الصبر ورباطة الجأش ومزيد من الحكمة ولو على أنفسنا فسوف نضيع أنفسنا ومن نعول .