بين الأمل واليأس … بين التفاؤل والتشاؤم ..يعيش جموع المصريين .. يترقبون .. ينتظرون تحقيق أهداف ثورتهم .. قلقون من ظهور وجوه ثاروا عليها من قبل في لحظة تاريخية حرجة من تاريخ مصر الحديث .. يرغبون في وجود نقطة تحول حقيقية تشعرهم بتغيير جذري في السياسات وليس الوجوه فحسب … سياسات الفساد والرشوة المستمرة حتى اليوم جعلت البعض يتشاءمون .. يرون وجه الفريق السيسي .. فيتفاءلون ثم يتساءلون عن ما ينتظرهم الفترة القادمة خاصة يوم 25 يناير لم يعد ذكرى فحسب .. بل أصبح يوم يعج بالأحداث التي يتوقعها البعض ويخاف منها البعض الآخر وتستعد له أجهزة الدولة.
ففي الوقت الذي دعي فيه “محمد إبراهيم” وزير الداخلية إلى جعل ذكرى 25 يناير احتفالاً بالثورة وعيد الشرطة وحذر من يقترب من السجون وأكد على أنها مزودة بالأسلحة الثقيلة ومن يريد التجربة فليأتي.وهو الوقت الذي أعلنت فيه القوات المسلحة أنها ستتعاون مع الشرطة لمواجهة المظاهرات التي سوف تندلع للحفاظ على سلامة الشارع ضد أعمال العنف والشغب الذي تقوم به جماعة الإخوان المسلمين .
دعا تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب إلى تواصل التظاهرات الرافضة للنظام الحالي والمطالبة بعودة “الشرعية”.وهو ما تزامن مع دعوة عدد من الحركات الشبابية للتظاهر في هذا اليوم للمطالبة بإسقاط حكم العسكر. وقوى أخرى طالبت بالتظاهر من أجل عودة المعتقلين وآخرون يطالبون بإصلاح بعض مواد من الدستور الجديد خاصة ما بتعلق منها بالمحاكمات العسكرية للمدنيين .وهو ما استنكرته بعض القوى السياسية بمقاطعتها تلك التظاهرات معللة موقفها بأن ذلك يعزز من الانقسام داخل النسيج المصري بالإضافة إلى أن التظاهر في هذا اليوم هو تحالف مع الإخوان .
25 يناير هو اليوم الذي حدده أنصار الفريق السيسي لقيامهم بتظاهرات تدعوه إلى خوض انتخابات الرئاسة.. 25 يناير كيف سيكون . سؤال اختلفت حوله القوى السياسية وينتظره المصريون .. السيناريوهات المتوقعة سنحاول استكشافها من الخبراء والسياسيين لنقدم لكم صورة كاملة لما سوف يحدث.
طمأن اللواء عبد المنعم كاطو- مستشار إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة- الشعب المصري بخصوص أعمال العنف المتوقعة 25 يناير القادم ودعاهم للنزول في هذا اليوم بصفته عيدا لكل المصريين وأكد على عدم احتكار فصيل معين لهذه الثورة التي شارك فيها جميع الطوائف . قفزت عليها فصائل معينة وهو ما تم علاجه في 30 يونيو .واستكمل حديثه بالقول بأن جماعة الإخوان ضعفت كثيراً بعد الحملات الأمنية الموسعة فلا داع للخوف خاصة وأنهم تعودوا ترهيب الناس وإفزاعهم. وفيما يتعلق بالتظاهرات التي سوف تندلع لتأييد الفريق السيسي أكد كاطو أن الفريق السيسي مدرك لرغبة الشعب في ترشيحه ولكنه بالطبع لن يترشح من نفسه وإعلانه لترشيح نفسه سابق للأوان خاصة وأنه لم تحدد بعد توقيتات فتح الترشح للرئاسة ولا موعد الانتخابات الرئاسية.
وعلى الجانب الآخر نرى محاولات الترويع على أشدها حيث أعلنت حركة جديدة تحت اسم سرايا المقاومة الشعبية عن خطتها لمواجهة الجيش والشرطة حال تعرضهما لمظاهراتهم ونشروا على صفحتهم على الفيس بوك أنهم اشتروا البنزين والجاز من الآن وأنهم مجهزون بكميات كبيرة من واق الغاز ودعت بعض صفحات الإخوان إلى قطع الكهرباء عن ماسبيرو ومدينة الإنتاج الإعلامي بدلا من اقتحامهما. وباتت صفحات الفيس بوك منبرا للجماعة الإرهابية ولبعض الحركات الشبابية التي ترغب في إسقاط النظام مثل صفحات : ثورة 25 يناير 2014 و ثورة 25 يناير من جديد و 25 يناير بركان غضب الفقراء والعديد من مثل هذه الصفحات .
وكإحدى فعاليات 25 يناير أكد لنا عبد النبى عبد الستار -المنسق العام لحملة كمل جميلك- أن هناك تواصلًا مع العديد من الأحزاب والحركات الثورية التي تؤيد الفريق عبدالفتاح السيسي ومن أهمها تيار الاستقلال برئاسة المستشار أحمد الفضالى, مشيرًا إلى أن الحملة بدأت الاستعداد للنزول يومى 24و25ينايرمنذ نحو أسبوعين حيث تم عقد نحو 22مؤتمر بالمحافظات لحشد الجماهير للنزول لميادين التحرير في جميع أنحاء مصر ويكثف المتطوعون في الحملة وعددهم 13ألف متطوع تحركاتهم فى المحافظات لضمان وجود حشود ضخمة فى الشوارع والميادين للاحتفال بثورة 25يناير لوأد محاولات الفتنة بين ثورتى يناير ويونية والضغط على الفريق السيسى لإعلان قبول التكليف الشعبي بخوض انتخابات الرئاسة.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه بعض الأحزاب مظاهر احتفالية في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير أكد لنا الدكتور حسام عبد الغفور -القائم بأعمال الأمين العام لحزب الدستور- أن الثورة لم تحقق أهدافها بعد وأنه يجب استكمال المشوار حتى تتحقق أهداف الثورة من خلال التظاهر للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين وإجراء تعديلات على دستور 2014 . وأضاف أن سبب الأزمة الآن في مصر يرجع إلى سببين هما التمييز وهو أحد أدبيات تيار اليمين الديني ونظرتهم لغير المسلمين ، والاستبداد الذي تمارسه الفاشية العسكرية من خلال قمع الناس ووضع قانون يجرم التظاهر . وللأسف لم يكن هناك سيناريوهات واضحة لما بعد مبارك وهذا ما أدى بنا إلى ما نحن فيه . وعند سؤاله عن المرشح المحتمل للحزب ذكر لنا أنه لم بتم الاتفاق حتى الآن على اسم مرشح معين .
أصبحت مصلحة الوطن محل خلاف بين القوى السياسية المختلفة .. أصبح الشارع لا يعبر عن حبه لمصر بنفس الطريقة هذا ما علق عليه أحمد رفعت –رئيس تحرير موقع آخر لحظة- بقوله أن هذا الاختلاف طبيعي جدا لغياب العدو المشترك..وقد سبق وان حذرنا من ذلك مبكرا وقلنا إن غياب العدو المشترك لابد وان يفكك أي تحالف تكون وتشكل ضده..وهو عينه ما حدث بعد اختفاء الإخوان أيضا..ولذلك كنا نري ترك الحديث عن الانتخابات الرئاسية تماما وتفرغ كتلة 30 يونيو كما هي للانتخابات البرلمانيه خوفا من عودة فلول الإخوان أو السلفيين أو تحالفهما إلي البرلمان القادم..هي علي كل حال نظرية في علم الاجتماع السياسي ولذلك وبعد اختفاء العدو المشترك سيتحرك كل فصيل بما يخدم مشروعه هو وأجندته هو وليس مشروع ولا أجندة المجموع..وليس علي مبدأ ” الحد الأدني المشترك من المطالب ” وإنما علي أرضية مطالب كل فريق.
إننا في أخطر لحظات الوطن بلا شك خاصة وأن هناك ابتزاز سياسي واضح باللعب على وتر الشباب. شرائح الوطن المختلفة في انتظار إعلان معركة البناء واستغلال الطاقات المهدرة في البحث عن أعداء الثورة الغير معروفين بالنسبة للمصريين كلنا ننتظر تطبيق مشروع وطني تحرري قائم على الاستقلال الوطني والعدالة الاجتماعية بمشاركة الجميع.ننتظر ثمار الثورة المخطوفة بعد أن عاد إلينا وطننا في 30 يونيو وهذا هو محل الاتفاق الذي يجب أن ننطلق منه جميعا في معركة البناء.