فى يناير 1984 أى منذ 30 عاما، أطلقت آبل أول كمبيوتر من فئة ماكنتوش، وبدأت معه شركة آبل بقيادة مؤسسها الراحل ستيف جوبز أسطورتها الخاصة، كواحدة من أكبر وأهم شركات التكنولوجيا فى العالم، وكانت أجهزة كمبيوتر ماكنتوش الأولى فى سلسلة أجهزة أحبها العالم، ليس آخرها تليفونات آى فون وأجهزة آى باد اللوحية، فكيف تطورت أجهزة ماكنتوش تميمة حظ شركة آبل عبر 30 عاما؟
قصة أول ماكنتوش
فى عام 1978 بدأ ستيف جوبز مؤسس آبل وآخرون العمل على مشروع يسمى آبل ليزا، ولكن مع وجود انقسامات وخلافات فى العمل، انفصل جوبز ليكمل العمل على جهاز ماكنتوش، وانتصر جهاز ليزا بنزوله الأسواق أولا فى عام 1983، ليصبح أول كمبيوتر شخصى يباع للعامة فى الأسواق العالمية، ولكن لم يطل انتصاره كثيرا، فقد فشل الجهاز بعد نزوله للأسواق وذلك بسبب ارتفاع سعره الذى بلغ وقتها 10 آلاف دولار، بالإضافة إلى محدودية برامجه.
وفى عام 1984 طرحت شركة آبل أول كمبيوتر ماكنتوش لها، وكان يباع وقتها بمبلغ 2495 دولارا، وحمل معالج موتورولا 68000، وذاكرة وصول عشوائية 128 كيلوبايت، وشاشة 9 بوصة بدقة 342 × 512 بيكسل، مع دعم تشغيل الفأرة، ومشغل لأقراص مرنة 3.5 بوصة.
الكمبيوتر صاحبته حملة إعلانية ضخمة بلغت وقتها 1.5 مليون دولار، وهى التى أثرت كثيرا على نجاح الجهاز فى عامه الأول، فقد بثت الشركة إعلانين ترويجيين للجهاز الجديد، كان أحدهما لمؤسسها الراحل ستيف جوبز، مع الجملة الدعائية «ماكنتوش سيحرر العالم من الأعباء اليومية»، وهى التى أثارت أقاويل كثيرة وقتئذ.
من «ماكنتوش» لـ«إير».. آبل تتطور
تميز أول كمبيوتر ماكنتوش لأبل – والذى يحمل اسم ماك اختصارا – بعدة خيارات كان أهمها تزويد الجهاز بفأرة وواجهة استخدام رسومية، وركزت آبل وقتها على سوق الاستخدام المنزلى، والتعليم.
وبدأت آبل فى عام 1984 الاعتماد على معالجات موتورولا 68K، لتنتقل بعدها إلى معالجات باور بى. سى التى تطورها موتورولا أيضا مع IBM فى عام 1994، أما فى عام 2006 لجأت إلى معالجات شركة إنتل، والتى أصبحت تعتمد عليها بشكل كبير، خاصة وأنها سمحت بتشغيل أنظمة X86 لأجهزة ماك. وفى الوقت الحالى وبعد التطور الكبير الذى شهدته إصدارات ماك المختلفة أصبحت آبل تعتمد على إصدارات مختلفة أيضا لمعالجات إنتل مثل intel i3، وi5، وi7، وintel Xeon.
فى 1985 طرحت آبل كمبيوتر ماكنتوش XL والذى أطلقته فى الأسواق بسعر 3500 دولار، وزودت الشركة سعة الذاكرة العشوائية لأجهزتها بطرحها لماك بلاس عام 1986 والذى بلغت سعة ذاكرته العشوائية 1 ميجا بايت، وزودته بمنفذ SCSI لتسهيل توصيل الأقراص الصلبة الخارجية به.
وفى عام 1989 زودت آبل أجهزة ماك ببطارية، وأطلقت أول ماك مزود ببطارية يحمل اسم ماك بورتابل Macintosh Portable، وزودته بمعالج 16 ميجا هرتز، وهو من أسرع المعالجات التى كانت موجودة وقتئذ.
وفى 1991 أطلقت آبل أول كمبيوتر محمول من ماكنتوش، والذى حمل اسم باور بوك Powerbook، والذى تميز بخفة وزنه وعمله ببطارية، بالإضافة إلى أنه كان مزودا بفتحة إدخال قرص مرن Floppy Disk.
أما جهاز iMac والذى تم إطلاقه عام 1998، فقد ساهم فى طفرة تكنولوجية هائلة بعد استبداله منافذ الأقراص الصلبة بأخرى USB.
وفى 2002 أطلقت آبل iMac G4 وهو الجهاز الذى حاز إعجابا بالغا من قبل المطورين والمستخدمين على حد سواء، وذلك بسبب شكله، ومرونة شاشته وقابليتها للاستدارة يمينا ويسارا.
وفى 2006 تم إطلاق كمبيوتر ماك بوك والذى كان نقطة تحول كبيرة لأجهزة ماكنتوش آبل، خاصة أنه اعتمد على معالجات إنتل لأول مرة، ليصبح الجهاز الأكثر مبيعا ضمن أجهزة كمبيوتر آبل حتى عام 2008 على الأقل.
أما جهاز ماك بوك إير MacBook Air الأحدث لآبل، فقد غير جميع مقاييس أجهزة الكمبيوتر المحمولة فى العالم، ووصف بأنه الكمبيوتر المحمول الأنحف فى العالم. ويزن الكمبيوتر حوالى 1.35 كيلوجرام، وصدر منه نسخ عدة تميزت بمواصفات متباينة إلا أنها اشتركت جميعها فى قدرة البطارية على العمل لقرابة 12 ساعة متواصلة، والسرعة الهائلة فى معالجة البيانات.
وفى العام الماضى أطلقت آبل كمبيوتر ماك بوك برو MacBook Pro بشاشة 13 بوصة بتقنية ريتينا عالية الدقة، وذلك لأول مرة فى كمبيوتراتها، بالإضافة إلى دقة وضوح 1800 × 2880 بيكسل. وفى نفس العام أعلنت آبل عن ماك برو Mac Pro والذى يعد أسرع كمبيوتر أصدرته الشركة حتى الآن، حيث ساعد الكثيرين من مصممى الجرافيك والمعمارين فى أداء أعمالهم.
150 مليون ماكنتوش
أفادت تقارير حديثة بأن آبل استطاعت خلال الثلاثين عاما الماضية أن تبيع أكثر من 150 مليون جهاز ماكنتوش حول العالم تراوحت أسعارهم بين 2495 دولارا لأول ماكنتوش، وقرابة 1299 دولارا لأحدث كمبيوتر ماك بوك إير فى نسخته التى يبلغ قياس شاشتها 13 بوصة، والتى تحمل ذاكرة تخزين داخلية سعتها 256 جيجا بايت، وهو ما يعنى جنى آبل لمليارات الدولارات فقط من أجهزة ماك والتى كان لها الفضل الأول والأكبر فى نمو التقنيات الحديثة وإصدار أجهزة أكثر تطورا فى جميع المجالات مثل أجهزة آى بود وآى باد وتليفونات آي فون