دعاء أحمد
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن المواطن المصري لابد أن يشعر بالتغيير الحقيقي في جهاز الشرطة بالرغم من كل ما يقدم من تضحيات للحفاظ على الأمن والاستقرار، متابعا: “مجتمعنا سيظل دائما مجتمعا يقوم على المساواة يحترم الأجيال ويرفض أنواع التمييز، لا يفرق بين مواطن وآخر بسبب الجنس أو الفكر أو العقلية، أو الدين، فنحن مجتمع واحد، والمجتمع المتطور الذي ننشده، لابد أن يحافظ على هذه القيم ويجعل منها منهجا لحياته”.
ونوه السيسى أنه دعا أبناء شهداء الشرطة للوقوف بجانبه أثناء إلقاء الكلمة لكي يساندوه فهم سنده وسند مصر.
وأشار الرئيس خلال كلمته فى احتفالات الشرطة اليوم الثلاثاء 20 يناير أن الاحتفال بعيد الشرطة، مناسبة تستدعي من ذاكرة الوطن أيام خالدة لرجال الشرطة الذين خاضوا أشرف المعارك لكي يأمن كل مصري على حاضره ومستقبله.
وتابع “نحتفل معًا بعيد من أعياد وطننا المجيدة، يوم تتجلى فيه الروح الوطنية المخلصة لرجال من أبناء مصر الأوفياء عهدنا فيهم أن يكونوا دائمًا في طليعة المدافعين عن الوطن، آمنوا برسالتهم وتفانوا في العطاء لوطنهم، وضربوا أروع الأمثلة في التضحية، اليوم ذكرى بطولات رجال الشرطة في الإسماعيلية وبسالتهم في مواجهة قوات الاحتلال، فهذا اليوم سيبقى في تاريخ مصر وذاكرة أبنائها رمزًا لتمسك شعبنا بسيادته وعزته ودليلًا على وطنية الشرطة”.
وأضاف أنه لولا مصر؛ لكان للمنطقة شأن آخر، موضحًا أن مصر تدفع ثمن استقرار المنطقة بالكامل، وليس فقط استقرار المنطقة العربية بل أوروبا أيضًا والعالم أجمع.
ولفت إلى أن مصر حذرت من الإرهاب وكانت أولى الدول التي حاصرته، ونادت المجتمع الدولي لمكافحته، حيث صار يهدد شعوب العالم وتطلعاتها للمستقبل.
وأشار الرئيس السيسي، إلى أن لديه رسالة ثابتة يؤكد عليها في جميع لقاءاته، وهي وجود خطر حقيقي تصدت له الدولة المصرية يتمثل في “مواجهة الإرهاب” الذي ستنتصر عليه.
وأكد السيسي، أن الإرهاب تفاقم وصار يمثل ظاهرة عالمية تبث مخاطرها وتنشر الدعاوى المغلوطة لتكفير المجتمعات والإخلال بالسلام الاجتماعي وترويع الآمنين.
وأضاف، أن ما تشهده سيناء من عمليات عسكرية تستهدف إقرار الأمن والنظام، يعد عملًا من أعمال السيادة وحقا من حقوق الدولة المصرية، وهو الحق المكفول لكل الدول في السيطرة على أراضيها وتأمين حدودها.
وتابع: “أن عدد القتلى خلال العمليات ضد العناصر الإرهابية خلال العام الماضي، ممن رفعوا السلام في مواجهة الشرطة والجيش بلغ 208، وتم القبض على 955، وتم إخلاء سبيل نصفهم بعد التأكد من براءتهم، وهو ما يؤكد حرص الدولة على حماية الأبرياء”.
واستطرد: “الموقف في سيناء تغير تمامًا عن العامين الماضيين، إلا أن تطهيرها تمامًا لن ينتهي سريعًا، لأننا نواجه عمليات مجرمة وفكر بغيض”، لافتًا إلى أن ما يحدث في مصر من مواجهة للإرهاب، ليس حركة أمن فقط؛ وإنما حركة مجتمع يواجه هذا الفكر في سيناء وغيرها من المحافظات.
وأكد الرئيس، أن تثبيت دعائم الدولة المصرية وتعزيز أمنها القومي وما يرتبط بتعظيم لقدرتنا الاقتصادية وتعزيز لمواقفنا السياسية، يعد الأولوية القصوى التي يتعين أن تقود إراداتنا الوطنية وتضبط تحركاتنا السياسية نحو الطريق الصحيح، الذي يحقق طموحات وتطلعات الشعب نحو السلام والتنمية.
وأضاف: “اقتناعنا راسخ أن مصر القوية هي دائما فخر لأبنائها وسند لأمتها”.
وشدد أن سعي الدولة لتحقيق التنمية الاقتصادية؛ لا يمكن أن يحقق الأهداف المنشودة دون أن يتوافر للمجتمع مناخ مستقر يساهم رجال الشرطة في إرساء دعائمه.
وقال -متوجهًا بحديثه لأعضاء هيئة الشرطة: “إن تعميق أسس الديمقراطية في المجتمعات يتطلب نهجًا واضحًا من الدولة والمواطن، والحفاظ على المناخ الديمقراطي الآمن الذي يكفل ممارسة جميع حقوق المواطنة، ويطالب المواطن بأداء ما عليه من واجبات تجاه وطنه”.
وتابع: “تلقيت سؤالًا عن الحريات، وأؤكد أن في مصر 90 مليون مواطن لن يتوقفوا عن ممارسة حياتهم عند قيام تظاهرة معينة”، مؤكدًا أنه لا يرفض التظاهر”، ومشيرًا إلى أن “الـ90 مليون عايزين ياكلوا ويشربوا ويعيشوا ويطمنوا على بكرة، وإحنا دولة مواردها مش كتير علشان نوقف الدنيا، ويبقى عندنا مصدر نصرف منه على الحياة اليومية”.
ووجه السيسي حديثه للمتظاهرين، قائلًا: “عندما توقفت السياحة خلال الأعوام الماضية، فقدت مصر ما يقرب من 40 مليار دولار، وهذا من مصدر واحد، وانت بتطالب بحقوقك؛ إوعى تضيعنا معاك”.
وتابع: “لابد من الوعي الكامل بمعنى الدولة بكافة مؤسساتها وأجهزتها، ولازم نشد على إيد بعض مش نضرب على إيد بعض، في حاجة مقبولة وفي حاجات ممكن تضيع البلد، محدش ضد حقوق الإنسان”.
وأكد الرئيس أن القيادة السياسية والحكومة تعمل على إقرار دولة القانون وأنه لا تهاون مع من يحملون السلاح في وجه مصر، قائلا: “اللي يرفع السلاح على مصر لا”.
ولفت السيسي، إلى أن الشرطة المصرية تقوم بدورها في الحفاظ على الأمن وفقًا للقانون، وفي مناخ يتسم باحترام المواطن وضمان سلامته.
وأوضح الرئيس أن التاريخ سيظل يحفظ لرجال الشرطة دورهم في إرساء الأمن والأمان على الأرض وحفاظ حق المصريين.
كما سيسجل التاريخ ما خاضته الشرطة ورجالها الشرفاء بالتعاون مع مختلف أجهزة الدولة لمواجهة الإرهاب في مصر، وتتحمل مسئوليتها لمكافحة هذه الظاهرة البغيضة.
وقال السيسي، إنه يجب تطوير جهاز الشرطة بشكل كامل بما في ذلك تحديث المناهج وأساليب التدريس، مشيرًا إلى أن الشرطة المصرية لا تقل في ممارساتها وأدائها عن أجهزة شرطة عالمية.