ترأس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم، اللجنة الوزارية للعدالة الإجتماعية، التي استعرضت عدداً من الملفات المهمة، منها متابعة تطوير المنطقتين العشوائيتين : القابوطي، والسماكين، وعرض نتائج حصر أعداد أطفال الشوارع في مصر، واستراتيجية وزارة التضامن الإجتماعي لمعالجة هذه الظاهرة، بالإضافة إلى متابعة موقف البرنامج القومي لعلاج مرضى الفيروسات الكبدية، وبرنامج الرعاية الصحية لأصحاب المعاش الضماني، وذلك بحضور وزراء : الاتصالات، التخطيط، التطوير الحضري والعشوائيات، الصحة، الإسكان، القوى العاملة، التموين، التضامن الإجتماعي، والتعاون الدولي، والأمين العام للصندوق الإجتماعي، وعدد من مسئولي الجهات المعنية.
في بداية الإجتماع عرضت وزيرة التطوير الحضري موقف مشروع تطوير منطقة القابوطي بمحافظة بورسعيد، حيث أشارت إلى أن أغلب مباني المنطقة من العشش الصفيح، بالإضافة إلى مباني بالطوب الأحمر والأسقف الخشبية، وأضافت أن المرحلة الأولى للتطوير التي تم تنفيذها شملت تسليم 792 وحدة سكنية لتسكين حوالي 3168 نسمة في أغسطس 2014، وجار حالياً تنفيذ أعمال الانشاءات لعدد 9 عمارات لتسليم 216 وحدة سكنية.
وأشارت الوزيرة إلى أنه تم اعداد المرحلة الثانية من خطة التطوير، وتمت الموافقة على اتاحة التمويل الخاص بها، والاتفاق بين محافظة بورسعيد والقوات المسلحة، على تسليم قطعة الأرض المخصصة لبناء 480 وحدة إعاشة مؤقتة، كما تم إعداد اتفاقية تعاون بين الوزارة ومحافظة بورسعيد وسيتم توقيعها خلال الأسبوع المقبل لتحويل التمويل.
وشدد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، على ضرورة تحديد برنامج زمني لتنفيذ خطة تطوير منطقة القابوطي، وتتم متابعته باليوم، مؤكداً أن التعاقد يجب أن يكون محدد المدة، مع فرض غرامة تأخير على الشركة المنفذة في حالة التقاعس. وأشار محلب إلى ضرورة نقل أهالينا سكان هذه المنطقة بكرامة وإحترام إلى مراكز الإعاشة المؤقتة اللائقة، ثم إزالة العشش، وفي الوقت نفسه تبدأ شركة المقاولات في تنفيذ العمارات الجديدة، مشدداً على ضرورة الإنتهاء من تسليم الوحدات الجديدة قبل نهاية هذا العام.
وفيما يتعلق بمنطقة السماكين بمحافظة سوهاج، فقد تم خلال الإجتماع استعراض مراحل مشروع تطوير المنطقة، والتي يبلغ عدد الوحدات غير الآمنة بها نحو 89 وحدة، كما تمت الإشارة إلى أن مشروع تطوير منطقة السماكين يواجه تحدي يتمثل في عدم إمكانية إتاحة أرض فضاء لإنشاء الوحدات السكنية البديلة في نفس الموقع، ما إستدعى توفير قطعة أرض بديلة ملاصقة للموقع لإعتماد السكان في هذه المنطقة على الصيد، وتم وضع تصور لإنشاء عدد 118 وحدة، مع توفير كافة الخدمات اللازمة لها، ومن بينها إقامة أسواق مفتوحة للصيادين في المساحة الخالية أمام العمارات السكنية.
كما يجري حالياً الإنتهاء من إجراءات نقل أصول مساحة الأرض اللازمة والتي يتم تخصيصها بغرض إنشاء العمارات السكنية الجديدة، من ولاية الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية، إلى محافظة سوهاج. من جانبه، أصدر رئيس مجلس الوزراء توجيهاته لوزير الزراعة بسرعة إنهاء إجراءات نقل ملكية أرض السماكين لمحافظة سوهاج لبدء أعمال التطوير، مع اتخاذ الإجراءات لاستصدار قرار مجلس الوزراء بإسناد أعمال التطوير لشركة مقاولات عامة لسرعة بدء التنفيذ، وأجرى رئيس الوزراء إتصالاً بمحافظ سوهاج حول هذا الشأن.
كما تم خلال الإجتماع، عرض نتائج حصر أعداد أطفال الشوارع في مصر، وقدمت العرض مديرة المركز القومي للبحوث الإجتماعية والجنائية، حيث أشار العرض إلى أن هذا المسح هو الأول الذي يتم على مستوى جميع المحافظات، والذي كان هدفه التعرف على الحجم الحقيقي لتلك الظاهرة، لتحقيق التعامل المؤثر والفعال معها. وأضافت أن هذا الحصر كشف عن وجود حوالي 16 ألف طفل شوارع في كافة المحافظات، من بينهم 83% من الذكور، كما يتراوح 78.5% من أطفال الشوارع بين 11 ـ 18 سنة،
من جانبها أكدت وزيرة التضامن الإجتماعي، أن نتائج هذا الحصر تتفق مع بحثين سبق إجراؤهما عن الأطفال بلا مأوى، وأكدا أن أطفال الشوارع في القاهرة الكبرى يصل إلى 5 ـ 8 آلاف على أقصى تقدير. وحول برنامج الوزارة لمعالجة ظاهرة أطفال بلا مأوى، أشارت الوزيرة إلى أن هذا البرنامج يبدأ في يناير 2015 ويستمر لثلاث سنوات، حيث سيتم البدء بالمحافظات الأكثر كثافة بالنسبة لأعداد الأطفال بلا مأوى، ويهدف البرنامج إلى زيادة نسبة الأطفال الذين يحصلون على خدمات الإعاشة، وكذلك الذين يعاد دمجهم في الأسرة ودور الرعاية المجتمعية، والذين يتم إعادتهم لإستكمال مراحل دراستهم المختلفة.
كما أكدت وزيرة التضامن الإجتماعي أنه يتم التنسيق حالياً مع مركز المعلومات ودعم وإتخاذ القرار لوضع خريطة توضح أماكن تجمع أطفال الشوارع، وأضافت أن هناك العديد من المبادرات الإيجابية في هذا الشأن حيث تم الإتفاق على فتح مراكز الشباب في كافة المحافظات للأطفال بلا مأوى، كما أبدى الموسيقار سليم سحاب استعداده لتدريس الموسيقي لأطفال الشوارع بالتوازي مع ما يتم تقديمه لأطفال المؤسسات الإصلاحية.
من جانبه، أكد رئيس مجلس الوزراء على ضرورة إيجاد حلول لظاهرة أطفال الشوارع، ومن ذلك التنسيق مع وزارة الداخلية لحل
كما عرض وزير الصحة تقريراً حول برنامج الرعاية الصحية لأصحاب المعاش الضماني، وماتم تحقيقه في إطار المرحلة الأولى من البرنامج والتي بدأ تطبيقها في محافظتي الأقصر وأسوان في 8 و 9 يناير الجاري، والذي سيقوم بتقديم الخدمة لنحو 200 ألف مستفيد في محافظة الأقصر و أيضاً 200 ألف مستفيد في محافظة أسوان. حيث تم الإعلان في كلا المحافظتين عن أهداف هذا البرنامج، والخدمات الطبية التي يتم تقديمها من خلاله لمن يشملهم البرنامج بالرعاية، مع تحديد الوحدات الصحية والمستشفيات التي يتم من خلالها تقديم تلك الخدمات الطبية. وأضاف الوزير أنه سيتم في الأول من مارس بدء تطبيق برنامج الرعاية الصحية لأصحاب المعاش الضماني في محافظات قنا وسوهاج وأسيوط، وهو ما يعكس إهتماماً من جانب الحكومة بمحافظات الصعيد في تطبيق البرامج الإجتماعية التي من شأنها تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وعلى رأسها الخدمات الصحية.