تحتفل اليوم الإثنين، الأول من فبراير الفنانة القديرة “شهيرة”، بعيد ميلادها.
ورغم أن الفنانة المعتزلة، ارتدت الحجاب، وأعلنت اعتزالها الفن بشكل نهائي منذ سنوات طويلة، إلا أنها مستمرة في الظهور الإعلامي في البرامج التلفزيونية، أو في الحفلات والمهرجانات، برفقة زوجها الفنان القدير “محمود ياسين”.
أبرز محطات حياة الفنانة شهيرة
اسمها الحقيقي “عائشة محمد أحمد حمدي”، ولدت في الأول من فبراير عام 1949م، تخرجت من معهد الفنون المسرحية، هي متزوجة من الفنان المصري “محمود ياسين” منذ أكتوبر 1970م، ولديهم من الأبناء “رانيا” و”عمرو” اللذان يعملان بالتمثيل أيضًا.
بدأت علاقة “شهيرة” بالفن عندما كانت تدرس في الصف الأول الإعدادي، حيث تم اختيارها لتشارك في مسرحية “أم جلال”، التي تقدمها فرقة المدرسة بمناسبة انتهاء العام الدراسي، ولكن تعرضت بطلة المسرحية لوعكة صحية شديدة خلال أحداث المسرحية، وبعد إلحاح شديد منها وافق أساتذتها على إسناد الدور لها وإذا بها تتألق وتصبح نجمة العرض المسرحي، مما أهلها أيضا لكي تصبح بطلة العروض المسرحية بالمدرسة.
ومن هنا برزت الموهبة الفنية لديها، وبدأت بالتفكير الجاد في احتراف الفن، فالتحقت عقب حصولها على الثانوية العامة بمعهد الفنون المسرحية بالقاهرة، مع الالتحاق أيضا بكلية الحقوق لإرضاء والدها الذي رغم عشقه للفن إلا أنه رفض أن تتجه ابنته للفن.
اجتازت “شهيرة” اختبارات القبول بالمعهد وحصلت على المركز الأول على مستوى البنات، بينما حصل الفنان الراحل “أحمد زكي” على المركز الأول على مستوى البنين، وفي العام الأول لالتحاقها بمعهد الفنون المسرحية كانت الانطلاقة الأولى لها في عالم الفن، حيث شاركت في الفيلم السينمائي “صور ممنوعة” للمخرج مدكور ثابت، والذي التقت من خلاله مع الفنان “محمود ياسين” وتوطدت علاقتهما وقررا الزواج.
توالت الأعمال الناجحة للفنانة “شهيرة” خاصةً عقب تفرغها للمعهد وتركها لكلية الحقوق، حيث قدمت عددت من الأفلام المتميزة من أبرزها “وضاع العمر يا ولدي” و”سؤال في الحب” و”شقة في وسط البلد” و”الرجل الذي عطس” و”عودة الهارب” و”خبطة العمر”، بينما من أهم مسلسلاتها الدرامية “الكهف والوهم و”الحب” و”الزوجة آخر من يعلم”.
لم تقدم الفنانة شهيرة طوال مشوارها الفني عملًا فنيًا تخجل منه، إلا أن تعرضها لوعكة صحية ومشاهدتها لرؤيا منامية وهي تخضع لمرحلة العلاج، حيث شاهدت كفًا معلقًا في الهواء وقد أمسك بالمصحف الشريف، وعندما ذهبت لتفسير تلك الرؤيا أشاروا عليها بقراءة القرآن في كل أوقاتها، كما انطلقت إلى كتب التفسير والحديث والسنة، مما دفعها على الرغم من عشقها للفن وكونها في أوج شهرتها إلى قرار الاعتزال وارتداء الحجاب عام 1992م، ولكنها عادت مرة أخرى إلى الأضواء عام 1996م من خلال تقديم بعض البرامج والأدعية الدينية على القنوات الفضائية.
الفنانة نفت تماما خلعها للحجاب، وقالت: «من يروجون لخلعي الحجاب أناس تافهون، وليس لديهم ما يفعلونه سوى إطلاق الشائعات، وليس من حقهم أبدا أن يتدخلوا في حياتي الخاصة، ويتحدثون عما ألبسه فهذه حرية شخصية، وأؤكد للجميع أنني لم أخلع الحجاب، لأنني ببساطة ارتدي إيشاربا أو حجابا، وأحيانا قبعة تغطي شعري، المهم أظهر بمظهر محتشم دائما».
وعن حكاية الصورة التي ترتدي فيها القبعة قالت:”كنت في الإسكندرية لحضور حفل زفاف جماعي لمجموعة من الأيتام، وانتهى في السادسة مساء، فذهبت إلى الفندق بعدها وارتديت الكاسكيت ونزلت أتنزه على البحر ولكن الهواء كان شديدا فظهر شعري من الجانبين، ولا أعرف من الذي قام بالتقاط هذه الصورة لي، وأحب أن أؤكد ارتدائي الحجاب منذ ما يقرب من 20 عاما، وليس 15 فقط، ولم ولن أفكر في التخلي عنه لأي سبب من الأسباب”.
كشفت الفنانة شهيرة إن الفنان الراحل أحمد زكي طلب منها أن تصطحبه معها فى أداء مناسك العمرة، وذلك قبل وفاته بشهرين.
شهيرة قالت إنها تردّدت في تنفيذ رغبته حرصًا على صحته، فأخبرها أنه سيصطحب معه طبيبه المعالج، إلا أنها عندما سألت الأخير عن موقفه من هذه الخطوة رفض بشكل قاطع فكرة سفر زكى، لكنها لم تبلغ الفنان الراحل برأي الطبيب، وتركته يظن أنها لا ترغب في سفره معها.
شهيرة أضافت في تصريحات صحفية:«عرفت أنه شكانى وقتها لعدد من أصدقائه المقربين»، مؤكدة أنها أدت عمرة له بعد وفاته ووهبت ثوابها له.
وتابعت أنه عندما دخل في غيبوبة قبل وفاته بأيام، كانت تحرص على قراءة القرآن له داخل غرفته، كما قامت بتلقينه الشهادتين أثناء غيبوبته، لعله يكون مستمعاً إليها.
وصفت الفنانة المصرية المعتزل شهيرة والدتها بأنها كانت السند الحقيقي لها في الدنيا، بينما اعتبرت الممثلة المعتزلة شادية أمها الثانية.
شهيرة تحدثت عن دور أمها في حياتها الشخصية والفنية قائلة: «أمي كانت شايلانى أنا وأولادي وزوجي، بل أنها كانت دائما السند الحقيقي لي، فقد كانت تحمل معاني الأمومة والتضحية بكل معانيها، وأتذكر أنه في أثناء فترات عملي التى كنت منهمكة فيها بالتصوير، كانت تتولى فيها تربية أولادي وهم صغار، وكانت أكبر مشجع وداعم لي في عملي بالتمثيل، ولم تقف في طريقي أو تعترض على دخولي في هذا المجال، بل على العكس حتى أنها كانت تقوم بقراءة سيناريوهات الأعمال المعروضة علي قبل أن أشرع في تقديمها”.
الدور الأعظم لوالدة الفنانة المحجبة كان يتجلى خلال خلافات شهيرة مع زوجها الممثل المصري محمود ياسين، وأوضحت شهيرة ذلك قائلة: «أمي لها مواقف كثيرة في حياتي، لكن الدور الأعظم كان يظهر دائماً في خلافاتي مع زوجي الفنان محمود ياسين فكانت دائماً تقف ضدي، وكنت أسأل نفسي دائماً هل أنا المخطئة دوماً؟، لكن الحقيقة مع مرور السنوات تفهمت الأمر واكتشفت أنها كانت حكمة كبيرة من والدتي لأن الأم العاقلة هى التى يفترض أن تفعل ذلك، وإن كان هناك خطأ من الزوج تتحدث معه فيه على انفراد”.
شهيرة بررت لقب «الأم الثانية» الذي منحته لشادية قائلة: «فهي دائمًا داعم لي وكثيرة السؤال عني إضافة إلى أنها كانت من أكثر المتابعين لي باستمرار قبل الاعتزال، وتعطيني رأيها في أعمالي بل أنها كانت تقوم بقراءة السيناريوهات المعروضة علي مثل أمي، أما حاليًا فهي متابعة لأعمال أولادي رانيا وعمرو، ودائماً تبدي إعجابها بهم وتقول لي «ولادك مش واخدين فرصتهم”.
وأضافت قائلة: «سعيدة جداً بقربي من هذه السيدة العظيمة، حتى أنني شعرت بفرحة كبيرة عندما اختارتني في العام الماضي لأتسلم جائزة المركز الكاثوليكى نيابة عنها، وفي وعكتها الصحية الأخيرة طلبتني للذهاب إليها حيث إنها لا تحب من يكون قريب منها سوى أشخاص محددة”.