ظهرت على شاشة البرنامج بالمغرب امرأة تحمل آثار رضوض وضرب مزيفة على الوجه، وتضمنت الفقرة نصائح ماكياج للمرأة التي تتعرض للضرب لإخفاء آثار العنف الذي تعرضت له، وأعربت مقدمة البرنامج عن أملها في أن تكون قدمت حلولا للنساء من ضحايا العنف ليتمكن من مواصلة حياتهن والتوجه الى مراكز عملهن.
وفي اليوم التالي لبث البرنامج الذي تم نشره على موقع القناة على الإنترنت، ليكتشفه مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي، ويثير موجة من الغضب والسخرية، حيث اعتبر البعض أن القناة تريد إحياء اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة بمكياج يخفي آثار الضربات،
في فقرة يمكن أن يسبقها وصفة طبخ ويليها فقرة أخرى عن الريجيم، وتساءل آخرون، ساخرين، عما إذا كان معدو البرنامج سيقترحون حلولا في المستقبل لمن فقدت عينا أو كسر أحد أطرافها لإخفاء ذلك، مضيفين وماذا عن المرأة التي تفقد الحياة بسبب عنف الآخرين.
وكانت موجة من الغضب الشديد، اعتبر عدد من المشاركين فيها أن برنامجا من هذا النوع يمنح نوعا من الشرعية لممارسة العنف ضد المرأة، ويكرسه كظاهرة اجتماعية يمكن القبول بها والتعايش معها.
أمام حملة التعليقات الساخرة والغاضبة، صدر بيان اعتبرت فيه إدارة القناة الثانية أن الفقرة “غير ملائمة” وقدمت “اعتذارها الصادق بعد هذا الخطأ في التقدير (..) بالنظر إلى حساسية وأهمية موضوع العنف ضد النساء”.
وتفيد منظمة “هيومن رايتس ووتش” غير الحكومية الدولية أن “العنف المرتكب ضد المرأة عملة سائدة” في المغرب مضيفة أن “دراسة أجرتها الحكومة بين عامي 2009 و2010 أظهرت أن ثلثي النساء تقريبا تعرضن لعنف جسدي، نفسي، جنسي أو اقتصادي. وقد أبلغت 55 % من هؤلاء النساء أنهن تعرضن لعنف أسري”.