إخناتون او أمنحوتب الرابع
هو ملك مصرى دعى إلى توحيد الألهه المصريه القديمه فى إله واحد لا شريك له، وكانت حياته عباره عن صراعات مع كهنة أمون من جهه ومن جهه أخرى دعوته
لمعبودة الجديد أتون الذى أنشئ له عاصمه جديده عرفت بإسم “أخت أتون”
وكانت حياة الملك عباره عن لغزا كبير وذلك بسبب ندرة ما وصل إلينا منه، لما قام به كهنة أمون من تدمير للمعابد والعاصمه الجديده للاله اتون.
ويعد الملك أمنحوتب الرابع بن الملك أمنحوتب الثالث من امه الملكه “تى” والتى كانت لها دورا مهما فى التاريخ المصري القديم حيث أنها اعتلت عرش مصر بعد موت الملك أمنحوتب الثالث كوصيه على إبنها الملك اخناتون والذى كان لا يزال صغير لا يتعدى عمره الثلاث عشر عاما لذلك حكمت الملكه تى السنين الاولى من حكم اخناتون،وقد إشتهرت تلك الملكه بأنها شديدة الذكاء والحنكه السياسيه وهذا ما ورثه اخناتون منها.
ولا شك أن الولد هو سر أبيه فهذا اخناتون بن الملك أمنحوتب الثالث قد ورث عن أبيه حبه للنساء وولعه بالاجنبيات منهن من دلفن من الإمبراطوريه المصريه،وقد أفرد لهن جناحا خاصا فى قصره يزوره كلما برح الشوق أو دفعه الهوى..
وقد تلقى الملك الشاب إسمه الملكى الذى حمله بعد تتويجه “نفر خبرورع”ولكنه بعد ستة سنوات من إعتلائه العرش دعا نفسه “اخناتون” وهو الإسم الذى اشتهر به.
حكم اخناتون ما يقرب من عقدين(1379_1362ق.م)،ولكن بدايه حكمه اختلطت بنهاية حكم أبيه الذى بلغت مصر فى عهده ذروة مجدها فى تاريخها القديم،وامتد نفوذها من الجزيره الفراتيه والاناضول وكريت وحوض بحر إيجه إلى النوبه
التعاليم الدينيه فى عهد الملك إخناتون
فى ظل هذه الظروف بدأ أمنحوتب الرابع وهو ولى للعهد،وفى حياة ابيه ممارسه العباده والشعائر الدينية المتوارثه عن أبائه،ولا سيما ما تعلق بآمون-رع الاله الرسمى للدوله. وأخذ فى الوقت نفسه يعلن عن أفكار دينيه جديده تطورت حتى وصلت للهرطقه “البدعه” لخروجها عن التعاليم التقليديه السائده،ولكن توجهاته الدينيه المجدده إزدادت وضوحا بعدما خلف أباه على العرش.وفى السنه السادسه من حكمه (1374ق.م) أعلن الملك مبادئ دينيه جديده تدعوا إلى عبادة اله واحد وهو “أتون”،وقد مثله بقرص الشمس المجنح.
لا تتضمن شعائر العباده فى ديانة اخناتون الجديده اية إجراءات سريه ولم تفرض على الناس شعائر معينه، ولكن لا يعرف كيف تم التحول عن العبادات القديمه إلى العباده الجديده،وتدل الشواهد الأثريه على أن اخناتون أقام عددآ من المنشأت العمرانيه أبرزها معبد الكرنك الشهير(قرب مدينة الأقصر اليوم) ومدينة أخيت اتون،عاصمته الجديده،التى يقوم تل العمارنه فى صعيد مصر فوق أنقاضها القديمه.
وفى الديانه الإخناتونيه أدخلت تعديلات على النظريات المتعلقه بالموت والشعائر الجنائزيه،
وتقاليد الدفن،وقدمت تفسيرات نشوريه جديده التقاليد الوزاريه القديمه المتعلقه بالعالم الأخر،اما امون وهو القوه الخفيه كما يدل على ذلك اسمه، فلم يعد يمثل عند الملك شيئا سوى ما هو عجيب.
بعد ان ظل اخناتون السنين الأولى من حكمه فى طيبه بدأ التفكير فى إنشاء عاصمه جديده فقرر الإنتقال بعد عامه الاربع من توليته الحكم الإنتقال الى مدينة اخت أتون”تل العمارنه”والتى رأى فيها الملك الموحد اخناتون أنها لم تدنس بعبادات الهه متعدده. وقد أختار الموقع الجديد إلى الشرق من النيل فى مكان واسع ورحب وقام بتحديد عاصمته الجديده بحدود ولوحات.
وقد نقل اخناتون جميع أفراد عائلته الملكيه بما فيهم الملكه الأم تى والتى ظلت فى تل العمارنه ست سنوات قبل أن تموت،وايضا فقد أخذ الملك اخناتون فى مدينته الجديده الحكومات والمنظمات الإداريه والتى كان مقرها فى طيبه إلى جانب صفوة القوم والحاشيه الذين يقفون بجوار الملك فى كل شئ سواء كان خطآ أم صواب،وانتقلوا جميعا إلى المدينه الجديده “اخت أتون”.
والسبب الذى جعل الملك اخناتون يريد الخروج من طيبه هو الحفاظ على نفسه وعلى معتقده الجديد فى أن يموت فى المهد وذلك بسبب صراعات كهنة أمون والذى وصل قمته فى العام السادس من حكم اخناتون.
دور الملكه نفرتيتى مع إخناتون
إن عامة الشعب كانت تحب وتقدر الملك اخناتون وزوجته نفرتيتى والتى لم تفارق الزوج لحظه من حياتها،فعلى الرغم من بهاء وجمال مدينة طيبه الا ان الملكه نفرتيتى ضحت بكل هذا وذهبت مع اخناتون إلى عاصمته الجديده اخت أتون والتى تقع فى الصحراء ولا يعرفها أحد فى بر مصر كلها.
وقد ساعدت الملكه نفرتيتى زوجها الملك اخناتون فى نشر ديانته وعقيدته الجديده،فنجد فى كل رسومات وصور الملك اخناتون الملكه نفرتيتى جنبا إلى جنب مع زوجها الملك اخناتون سواء كان فى الإحتفالات الدينيه أو الإحتفالات الخاصه والتعبد وغيره من مشاهد الحياه الاخرى.
نهاية إخناتون وإنتهاء عقيدته
ذاع صيت اخناتون فى أرجاء العالم القديم كله كما توضح لنا الرسائل التى عثر عليها فى البعثه الانجليزيه والالمانيه،وايضا بدأ الخوف يدب فى قلب كهنة امون بسبب المعبود الجديد الذى اقبل عليه العامه قبل الخاصه،وخاصتا انه لا يلزمهم بنفقات كثيره كما كان يفعل كهنة امون مع العامه.
على اى حال فما ان توفى الملك(اى)حتى خلا الطريق أمام القائد حور محب،ومن ثم قام بحمله رهيبه ضد الاتونيه،وبدأ حور محب فى تأكيد شرعية حكمه لمصر خلفآ للملك (اي).
وقد سادت حالة مصر الاقتصاديه وسادتها الخلافات فى أواخر عصر الملك اخناتون مما جعل الأشوريين فى سوريا يستغلوا الفرصه لصالحهم لكى يستقلوا عن مصر،وهذا الى جانب الصراعات الداخلية بين كهنة امون واخناتون وكهنة أتون من جهه اخرى والتى استمرت الى مده طويله لم تهدئ الا بعد القضاء على العقيده الأتونيه فى ثورة الكهنه.
ويقال ان اخناتون قد ظل عدة سنوات بعد تلك الثوره ولكن ليس فى الحكم إلى أن توفى ولا نعرف أين جثمانه إلى الان حيث اختلف علماء الاثار فى أمر جثمان الملك اخناتون فبعضهم قال ان كهنة أمون قد قاموا بإحراق جثته،والبعض الاخر يرى أن اخناتون كان نبيآ من السماء وحين حدثت تلك الثوره من كهنة أمون رفعه الله الى السماء كما فعل ما سيدنا إدريس عليه السلام وسيدنا عيسى عليه السلام،ولكن هذا الدليل غير مدعم بالادله الاثريه الواضحه الى الان وبعض العلماء قالوا أن اخناتون قد توفى ومقبرته فى مكان ما من مدينته اخت أتون “تل العمارنه”الى الان وبعضهم يرى أن إخناتون قد هرب إلى الصحراء وأقام مقبرته هناك.
ورغم كل ذلك وذاك إلى أن هناك حقيقه واحده هى الظاهره وهى أن جثمان ذلك الملك الفيلسوف الموحد لم يعثر عليها إلى الان ولم يرد ذكر مقبرته ولا مكانها فى آيا من التاريخ المصري عامتآ أو تاريخ العمارنه خاصتآ.