الامام الشافعي هو محمد بن إدريس الشافعي ،ولد ب (غزه) عام 150ه ، ثم حمل الي مكه ونشأ في اكنافها ، وبعدها خرج الي مصر عام 199 ه ، وصنف الكثير من الكتب ، وكان ثالث أئمة المذاهب الاربعة ، حيث حفظ القرآن الكريم بأحكامه ،وحفظ الموطأ “كتاب الامام مالك ” ،وروايات الحديث ، فسلك طريق العلم واخذ ينشره في ربوع مصر ،واصبح له مكانه مرموقه بين الناس ثم توفي بعد رحلة علم طويله عام 204ه .
تمهيد بناء المسجد:
بعد وفاته امر (صلاح الدين الايوبي) بعمل تابوت خشبي ، ووضع علي قبر الامام الشافعي ، يتكون من مساحه مربعه طول ضلعها من الداخل “15” متر ، وله جدران سميكه مطليه بالرصاص ، وجدرانها من الداخل بالرخام وفي جدارها الشرقي ثلاثة محاريب تتجه نحو “مكه” عند حائط اتجاه قبلة الصلاة ، وهناك باب في كل من الحائطين الشرقي والشمالي ، وللضريح مدخل واحد ، وجدرانه سميكه تغلق ببابان بكل طرف من اطرافه ، عرض كلا منهما “98” سم ،وارتفاعه “3” امتار .
بناء المسجد :
تم بناء واجهة المسجد من الحجر وحليت اعتاب الشبابيك بكتابات كوفيه ، وله منارة علي شاكلة المنارات المملوكية ، ومنبر مُطعم بالسن والآبنوس ، اما قبة المسجد فهي ضخمه ، وتعد من اجمل قباب القاهرة .
ولم يبقي من المسجد الآن إلا الضريح الخشبي المحفور ذو الرسوم الرائعه ، ويعد هذا الضريح المغطي بقبة خشبية مزدوجه من اعظم مباني العصور الوسطي ، واجملها زخرفه ، وظل موضع زيارة السائحين والمصريين للتبرك به ، كان بجوارها مساحه من الارض قام “صلاح الدين الأيوبي” ببناء (المدرسة الصالحية) بجوار قبر الشافعي لتكون مدرسه ومسجد ، وتم الانتهاء منها في سنة 1179م .
وتم تجديد الضريح بعد ذلك من قبل السلطان “قايتباي” قبل ان يجددها الامير “عبدالرحمن كتخدا” ، الذي أنشأ فيها سبيلاً علي يسار باب القبة كما يومنا هذا ، بالإضافة الي الخديوي “توفيق باشا” الذي قام بتحديد المسجد كله الي وقتنا هذا .
تعرض مسجد الامام الشافعي للسرقه” 3 ” مرات خلال ” 8 “سنوات الاخيرة ، ففي عام “2009” تمت سرقة حشوه خشبية من داخل المسجد ، وفي عام “2014” تمت سرقة حشوات اثرية ، وفي المره الاخيره عام”2017″ سرق الباب الخشبي لمقصورة السلطان الكامل بالمسجد .
وفي 4ديسمبر 2017 كشف هبوط ارضي بمسجد الامام الشافعي عن وجود درج ، من المرجح انه يؤدي الي جبانة وهي إمتداد لما تم الكشف عنه اسفل قبة الامام الشافعي .