أكدت السفيرة منى عمر أمين عام المجلس القومى للمرأة أن تقدم الدول يُقاس بحسب تقدمها الإقتصادى والعسكرى والعلمى، وكذلك وفقاً لوضع المرأة بها، مشيرة أن قضايا المرأة لاتختلف كثيراً حول العالم، فالمرأة تعانى من العنف والتمييز حتى فى الدول الغربية – وبصورة تفوق فى بعض الأحيان – العنف الممارس ضدها فى بعض البلدان العربية .
جاء ذلك خلال استقبالها وفداً من طلبة المعهد الدبلوماسى أمس الذى قام بزيارة المجلس، للاستفادة من خبرتها الدبلوماسية الواسعة، والوقوف على الدور الذى يقوم به قومى المرأة للنهوض بأوضاع المرأة المصرية، حيث أكدت السفيرة منى عمر أن الدبلوماسيين منوط بهم نقل صورة مصر الحضارية إلى الخارج ومن ثمّ لابد أن يلموا بقضية المرأة من جميع جوانبها كونها لاتنفصل عن قضية الوطن .
واستعرضت السفيرة منى عمر جهود المجلس فى الدستور مشيرة أنه قام باستطلاع رأى جميع شرائح النساء، وعقد حوارات مجتمعية مكثفة وجلسات استماع لمعرفة تطلعات ورغبات المرأة المصرية من الدستور، وهى المطالب التى تبنتها السفيرة مرفت تلاوى – عبر عضويتها فى لجنة الخمسين – ورفعتها إلى جميع أعضاء اللجنة وتم إقرارها فى الدستور الجديد، مؤكدة أن الدستور الجديد تضمن 20 مادة خاصة بالمرأة علاوة على جميع مواد الدستور التى أنصفتها بإعتبارها مواطن فى المقام الأول، منوهة ان المجلس يعكف فى المرحلة الحالية على مراجعة المنظومة التشريعية فى مصر لتحديد مدى اتساقها مع مواد الدستور.
واستعرضت الأمين العام جهود المجلس للنهوض بأوضاع المرأة سياسياً وإقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ،مؤكدة أن النهوض بالمرأة الفقيرة والمهمشة والمعيلة على رأس أولويات المجلس منوهةً أن المجلس يقوم بتنفيذ مشروعات للمرأة المعيلة بجميع المحافظات ،كما قام باستخراج بطاقات الرقم القومى لما يفوق 3 مليون سيدة ، كما يقوم بتنظيم القوافل الطبية التى تجوب جميع المحافظات ،علاوة على جهوده فى مجال محو الأمية وتمكين المرأة إجتماعياً وسياسياً .
وبشأن جهود المجلس للتصدى للعنف ضد المرأة أوضحت السفيرة منى عمر أن المجلس قام بإطلاق مبادرة ” اكسرى حاجز الأمان …من حقك تعيشى فى أمان ” موضحة أن المبادرة تستهدف توفير المعلومات الأساسية حول موضوع العنف ضد المرأة من زوايا وأبعاد متعددة، وما يجب على المرأة المعنفة اتخاذه من خطوات حال تعرضها للعنف ،مضيفة أن المبادرة تستهدف أيضا توفير مناخ ثقافي اجتماعي عام مضاد لهذه الممارسة من خلال اعلام ايجابي ذو توجه اجتماعي، والاستعانة بالخطاب الديني (اسلامي- مسيحي) لرفض كافة أشكال العنف ضد المرأة ،وكذلك تخصيص وقت أثناء طابور الصباح وخلال حصص الدين والتربية القومية لتوعية الطلاب بماينادي به الدين من التحلي بالأخلاق الحميدة،مضيفة أن المجلس قام إعداد قانون حماية المرأة من العنف ،نظراً للنقص التشريعي في معالجة هذه الظاهرة ،علاوة على توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة الداخلية للتصدى للعنف ضد المرأة .
وأكد السفير علاء الحديدى مدير المعهد الدبلوماسى ومساعد وزير الخارجية حرصه على اصطحاب طلبة المعهد الدبلوماسى لزيارة المجلس القومى للمرأة نظراً لدوره الفاعل فى النهوض بالمرأة المصرية ،مشدداً أن العمل الدبلوماسى ليس قاصراً على الإلمام بالشئون السياسية فقط وإنما الإلمام بكافة القضايا ومن بينها قضية المرأة ،مضيفاً أن المرأة تمثل نصف المجتمع ،وبدون اسهامها فى التنمية لن ينهض المجتمع وسيظل يعمل بنصف طاقته فقط .
وفى نهاية اللقاء أعرب طلاب المعهد الدبلوماسى علن تقديرهم للدور الفاعل الذى يقوم به المجلس لتحسين أوضاع المرأة المصرية فى جميع المجالات .