كتبت إذاعة مونت كارلو الدولية على موقعها الإليكترونى حول الذكرى الثالثة للثورة، لتوضح النظرة العالمية وعلى وجه أخص الغربية للثورة المصرية- ثورة الخامس والعشرون من يناير- فبدأت بالتسائل. “هل الذكرى الثالثة لثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر، احتفالية وتحرك شعبي ضد الإرهاب ولدعوة السيسي لترشيح نفسه، أم هي مناسبة للاحتجاج ورفض ما يصفه الإخوان المسلمون بالانقلاب، أم أنها الفرصة للتأكيد على أن الثورة مستمرة؟ أسئلة أساسية تكشف عن عمق المأزق الذي تعيشه كافة الأطراف السياسية في مصر”.
وأوضحت أن السلطة المؤقتة التي أقامها السيسي بعد عزل مرسي تمكنت من إنجاز الخطوة الأولى من خارطة المستقبل بالتصويت على الدستور في ظل أوضاع متوترة، مظاهرات الإخوان واعتداءات إرهابية في سيناء والمدن المصرية الرئيسية، وشعبية السيسي كأمل وحيد لقيادة البلاد تتزايد يومياً
إلا أن عملية التصويت كشفت عن عزوف قطاعات من الشباب عن المشاركة، بالإضافة إلى انسحاب شباب الثورة من تحالف الثلاثين من يونيو الذي أسقط مرسي بعد اعتقال ومحاكمة عدد من قادتهم، ومسلسل أحكام البراءة لرموز نظام مبارك وظهور عدد منهم في الحياة العامة مجدداً، وأصبح التيار السياسي الوحيد الذي يدعم السلطة هو ما يسمى بالفلول أو أنصار الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وأتبعت قائله “دولياً، تعاني السلطة المؤقتة من علاقات باردة مع الغرب ومن تدهور صورتها، كما برز في التقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية والذي وجه انتقادات قاسية لانتهاكات حقوق الإنسان في مصر.
الإخوان المسلمون فقدوا عملياً نفوذهم الشعبي ويتقلص وجودهم يومياً في الشارع المصري الذي انقلب عليهم بعد عام من حكم
مرسي وسلسلة الاعتداءات الإرهابية التي تلت عزله، وأمل الجماعة في خلق تيار دولي متعاطف معهم يتلاشى شيئاً فشيئاً مع صمود السلطة الانتقالية، ولا يبدو أن تكتيك المظاهرات المستمرة والاشتباكات مع قوى الأمن قد أتى أي ثمار على المستوى المحلي أو الدولي”.
وأعتبرت أن “الحركات الشبابية الثورية، لم تتمكن بعد ثلاث سنوات من تجاوز دورها كـ”شرارة للثورة”، ولم تتحول إلى أحزاب سياسية. وبالرغم من الدور الهام الذي لعبته في عزل مرسي، إلا أنها تتعرض لحملة تشويه إعلامية واسعة كما أصدر القضاء أحكاماً بالسجن على عدد رموزها”.
وأختتمت “في الذكرى الثالثة للثورة، يتظاهر أنصار السيسي، وهم الأغلبية، لدعوته لترشيح نفسه للرئاسة ولكن هذا الفريق يقتصر سياسياً على من يطلق عليهم “فلول نظام مبارك”، بينما أعلن الإخوان عن نيتهم في مواصلة المظاهرات حتى الحادي عشر من الشهر المقبل، مظاهرات يبدو أن الهدف منها سقوط ضحايا جدد تأمل الجماعة أن تكسبها تعاطفاً دولياً، والحركات الشبابية تتخبط وبعد أن قررت التظاهر بصورة منفصلة، يعود عدد من قادتها لمغازلة الإخوان عبر الدعوة لتوحيد القوى المعارضة في الشارع، وبعد ثلاث سنوات يتفق الجميع على أن الثورة لم تحقق أهدافها، وأن ملامح المستقبل يشوبها الكثير من الغموض”.