يعد قطاع التعدين من القطاعات الحيوية الهامة، حيث تقوم عليه العديد من الصناعات التي تحتاج إلى المعادن والخامات المختلفة، وعلى الرغم من وفرة الدراسات الجيولوجية، والتي تؤكد على أن مصر غنية بثرواتها المعدنية من ذهب وحديد وفوسفات ونحاس ورمال بيضاء، وغيرها من المعادن,والخامات الهامة، إلا أن معظم هذه الثروات لم تستغل بعد . فمثلاً منجم السكري للذهب والذي يصنف الثامن عالميا من حيث حجم احتياطي الذهب لم يتم استخراج الذهب منه تجاريا إلا عام 2009 و من المتوقع أن إنتاج منجم السكري يبعث التفاؤل لضخ المزيد من الاستثمارات لهذا المنجم. فما هو مستقبل الاستثمار في مجال التعدين في مصر؟ في البداية يؤكد الجيولوجي / طارق خيري كبير مفتشي مناجم مرسي علم والبحر الاحمر سابقآ أن مصر لديها رصيد هائل من المعادن والخامات التي لم يتم استغلالها حتى الآن بالشكل الأمثل، وذكر أن الذهب يعد من المعادن الواعدة في مصر ، خاصة بعد إنتاج ما يزيد عن 36 طن ذهب حتي عام 2014 من منجم السكري، وهو قد يزيد الفرص لضخ استثمارات جديدة في مجال الذهب في مصر، ليؤكد أن هناك دراسات تشير إلى وجود ما يقرب من 95 موقع يمكن استكشافها لاستخراج الذهب منها. ذكر “خيري” أن منجم السكري ليس الوحيد في مصر، فهناك منجم حمش – شركة حمش هي شركة مشتركة بين هيئة الثروة المعدنية ومجموعة من المستثمرين السودانيين – والمؤهل أيضا لإنتاج الذهب بكميات كبيرة ، ولكن ضعف الاستثمار النسبي في هذا المنجم كان عائقا في الفترة الماضية، على مستوى المعادن الأخرى المتوفرة في مصر. وأكمل “خيرى” أن الفوسفات من المعادن البالغة الأهمية في مصر، حيث يستخدم محليا في صناعة الأسمدة كما يصدر بكميات كبيرة إلى الخارج، كما ذكر أن هناك معادن أخرى يمكن استغلالها اقتصادية في مصر كالكوارتز والكاولين والباريت، الفلسبار، الفيرمكوليت والتلك والتي تدخل في العديد الصناعات ، مشيرا إلي أن الرمال البيضاء من العناصر الهامة المتوفرة في مصر والتي يجب استغلالها اقتصاديا من خلال التصنيع ، حيث يبلغ سعر طن الخام منها 40 جنية . كما يشير الجيولوجي/ أحمد حسين صاحب شركة تعدين أن مصر تحتوى على قدرات واعدة في مجال التعدين ولكن هناك الكثير من العقبات والمعوقات التي تقف امام الاستثمار المصري وهذه المعوقات تؤثر سلبيا علي الاقتصاد المصري وخزينة الدولة حيث ان مجال التعدين والمناجم هو قاطرة التنمية الحقيقية للدولة وذلك للاسباب الاتية : 1 ـ قطاع قادر علي علاج وحل مشكلة البطالة لانه جاذب للعمالة 2 ـ قطاع قادر علي توفير كل الخامات والمعادن التي تقوم عليها جميع الصناعات المصرية بلا استثناء 3 ـ قطاع قادر علي زيادة واردات خزينة الدولة من العملة المحلية والعملة الصعبة عند تصدير الفائض ودعا إلى ضرورة توفير مناخ جاذب للاستثمار ، يشجع على دخول المزيد من الاستثمارات المحلية ،والأجنبية في هذا المجال، للعمل على الاستفادة المثلى من الموارد الهائلة المتاحة في مصر من الثروة المعدنية و ذكر الجيولوجي/ أحمد حسين رفضه مبدأ المشاركة الذي تتبعه الحكومة المصرية في المشروعات التعدينية المطروحة، لما تسببه من عطلة لمشروعات التعدين، وتحد من قدرات استخدام المعادن والخامات في مصر، ودعا إلى وجود بديل عن ذلك ، كما دعا إلى ضرورة وجود قوانين حاكمة تمكن من الاستغلال الأمثل للثروة المعدنية في مصر أن مصر تحتل المرتبة 11 عالميا من حيث إنتاج الأسمنت، والمرتبة السابعة من حيث إنتاج الحديد، كما صنفت مصر من ضمن الدول المنتجة لبعض الخامات كالفلسبار والجبس والفوسفات والأمونيا . وتشير بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، أن صادرات الذهب والمعادن النفيسة مدعومة بصادرات منجم السكرى، قد بلغت ما يزيد عن مليار دولار، خلال الفترة من شهر يناير حتى ديسمبر 2010، بينما بلغت صادرات الحديد الصلب ومصنوعات الحديد ما يزيد عن 1.28 مليار دولار، بينما بلغت صادرات النحاس ومصنوعاته 708 مليون دولار، أما صادرات الألومونيوم فقد تجاوزت 497 مليون دولار. أن مصر تمتلك مقومات هائلة من الثروة المعدنية ، وان ارتفاع أسعار المعادن على المستوى الدولي يجعل البحث عن المعادن في مصر ذا جدوى اقتصادية كبيرة، أن مصر تستورد ما يزيد عن 200 ألف طن من النحاس الخام سنويا، رغم أن مصر غنية بخام النحاس الذي يمكن استخراجه محليا بجدوى اقتصادية، ويمكن أن يتجاوز المنتج منه الاحتياجات الاستيرادية سابقة الذكر، وضرورة الاستفادة من التوجهات العالمية في استخدام الخلايا الضوئية لتوليد الطاقة، والتي تستخدم السليكون في تصنيعها، حيث يمكن استغلال الرمال البيضاء المتوفرة في مصر بقدرات كبيرة في تصنيع السليكون، و خامات أخرى كالليثيوم الذي يدخل في صناعة البطاريات الكهربائية المستخدمة في السيارات و الاستثمارات التعدينية في مثل تلك النوعية من الخامات، والمتوفرة في مصر أيضا بكميات كبيرة