كتب – هاشم أحمد
اساطير الخرافات كثيرة تترسخ في ذاكرة اهالي مرسي علم عن “جبل العفاريت” وكان لنا أن نذهب إلى هناك حتى نخترق ذلك العالم الخفي الذي أثار جدلاً حوله ، ويشتاق الجميع لمعرفة معالمه.
وأكد أحد الأهالي أن الإسم جاء نظراً لما يصدره من أصواتاً عاليه وفرقعات شديدة تخيف كل من يقترب منه ، كما إنه لا أحد يستطيع أن يظل في ذلك المكان لدقائق معدودة
حيث أكد ، الجيولوجي “طارق محمود خيري ” كبير مفتشي مناجم البحر الأحمر”سابقاً”، إن جبل العفاريت يخفي وراءه كنوز البحر الأحمر ، حيث يوجد فيها خامات الحديد والألمينيت ، مشيراً إلى أن جبل العفاريت حامت حوله الأساطير والخرافات من اهالى المنطقة ، فهو يقع شمال مدينة مرسى علم ب 35 كم ثم الاتجاه غربا بمدق طوله 17 كم وصولاً إلى جبل “أبو دباب”
كما صرح “خيري” أن قبيلة العبابدة هى من أطلقت إسم “جبل العفاريت” وهو جبل يصل ارتفاعه لـ 150 متر من سطح الوادي وبعمق 400 متر طبقا لتقرير “الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية” ، تصدر منه أصوات عالية وفرقعات شديدة تخيف كل من اقترب من هذه المنطقة، لذلك أطلق عليه هذا الإسم
وذكر “كبير مفتشي المناجم البحر الاحمرسابقآ ” أن علماء هيئة المساحة الجيولوجية سبق وأن توجهوا إلى المنطقة عام 1971 لعمل الأبحاث المطلوبة عليه ، وتوصلوا إلى اكتشاف أهم وأندر الخامات المعدنية على وجه الأرض وهى معدني النيوبايوم والتنتالم اللذان يعدان من اندر الخامات المعدنية على الإطلاق ، ويستخدمان فى المعدات الالكترونية فائقة التوصيل والدقة ومعدات الحاسوب الالى واللاب توب وغيرها من المعدات عالية التصويب والدقة
وأشار، إلى أن الأصوات الصادرة من الجبل ترجع إلى ان المنطقة نشطة زلزاليآ ويصدر منها موجات من الزلازل المتتابعة التي تحرك صخور الجبل فتحدث تلك الفرقعات ، كما أن هذة الزلازل متأثرة بعدد من الفوالق المتحركة بالفالق الأعظم للبحر الأحمر والذي يجعل تلك المنطقة غير مستقرة ، موضحاً أنه قد تم تركيب جهاز قياس الزلازل “السيزموجراف” الذى سجل نشاطاً زلزالياً مستمراً يقدر من 3 -4 رخيتر، والذي تشعر به الحيوانات دون الإنسان
وأضاف كبير مفتشي المناجم، في عرضه لنتيجة الأبحاث ، أن الالبيت يمثل 89.% من اجمالى الصخور فى المنطقة، وهذه الكميات متوافرة بكميات تبلغ آلاف الأطنان والتي تمثل لمصر ثروة حقيقية ، فمساحة المنطقة تبلغ 1كم مربع، وارتفاع الجبل 130متر من منسوب الوادى وبعمق 300متر ، والاحتياطي من خام التنتالم هو13.243 ألف طن ،ومن خام النيوبايوم هو5.528 ألف طن ، ومن خام القصدير 5.232 ألف طن ، وما يقرب من 80 مليون طن من خام الالبيت .
وتابع أن اجمالى عمليات الحفر 17 ثقب بعمق 100 متر للثقب ، وباجمالى أطوال 2444.6مترطولى، كما تم حفر عدد 3 أنفاق باجمالى طول 936متر، واخذ العينات على طول عدد 4 مستقيمات بروفيل، مشيراً إلى أن الاستخراج غير مكلف لكونه يتم بنظام المناجم المكشوفة حتى عمق 300 متر.
وكشف”طارق خيري” عن إنه في عام 1989 قامت الهيئة بإسناد تلك المنطقة إلى إحدى الشركات الأجنبية وهى شركة استرالية تسمى “جيبس لاند” لإستخراج تلك الخامات، كما أسندت إليها مناطق أخرى فى منطقة النابع التي تبعد مسافة 20كم جنوب تلك المنطقة والتي لأتقل منها أهمية، وأصدرت لها عقود استغلال مباشرة تيسيرا لها في الإنتاج إلا ان الشركة لم تفعل شئ حتى الان وهناك علامات استفهام كثيرة حول تلك الشركة من حيث غسيل الأموال أو التلاعب في البورصة العالمية أو غير ذلك، مؤكداً أن تلك المنطقة متوقفة عن العمل الان وفى حاجة ماسة الى مستثمر جاد من خلال الحكومة ، منوهاً عن خوفه من أن تضيع وتهمل تلك المنطقة كغيرها من الثروات التى تبحث عن مستغل.