كتب: هاشم أحمد
تختلف محافظة أسوان عن باقي محافظات جنوب مصر في عدد من المؤشرات ا الاقتصادية و لاجتماعية والتاريخية والثقافية التي تجعلها بوابة الاستثمار في الجنوب .
فهي المحافظة الحدودية الوحيدة المتصلة بمجرى ملاحي نهرى يربطها بنحو 19 دولة يمر بها نهر النيل العطيم.
هي حلقة الاتصال الحضارية لمصر منذ عهد الفراعنة حتى عهد الخديوي إسماعيل . فقد مدت مصر من خلالها الطرق و الخدمات لدول مستعمراتها الإفريقية التي امتدت حتى دول أعالى النيل بدروب تاريخية كدرب الأربعين و وادي قبقبة .
أسوان بوابة إفريقيا لمصر كما هي بوابة مصر لإفريقيا حيث أنها ملاصقة لأسواق تجمعات إقليمية افريقية عدد سكانه يزيد عن 680 الف نسمة و حجم تجارته يبلغ 50 مليار دولار سنوياً .
ومحافظة أسوان هى أول من يستقبل نهر النيل ” شريان الحياة ” منذ دخوله أرض مصر وتظل مصاحبة له وممتدة على ضفافه بمسافة 500 كيلو لتخطى بأطول مسافة منه جميع محافظات مصر ,كما تحتفظ أسوان بمدخرات هذا النيل العظيم ومخزونة من المياه العذبة فى بحيرة ناصر أضخم بحيرة عذبة فى العالم , والتى تمثل رصيدا استراتيجيا لمصر فى مواجهة ما قد يأتى من سنوات عجاف مستقبلا، متعددة و كثيفة الموارد الطبيعية بدرجة لافتة للنظر .فالمحافظة وحدها تستأثر بثلث الاحتياطى المؤكد من الفوسفات و الحديد و نصف الحجر الجيري المستخرج و ربع احتياطي الذهب .
هذا بخلاف الكميات الهائلة من الرخام و الجرانيت التي تتميز بها المحافظة و المعادن الأخرى .
المحافظة تنتج ربع إنتاج مصر من سكر القصب و عشر تمرها و من مياه بحيرة ناصر يصاد أكثر من 50% من إنتاج مصر من اسماك المياة العذبة .
من تحت مياه بحيرتها العظمى تمت أكبر عملية لإنقاذ آثار في العالم . وعلى ضفافها يقبع اضخم معبد جنائزي سليم في العالم . والأمر لا يقتصر على الماضي فأضخم مشروع رى بعد السد العالى و هو مشروع توشكي يبدأ منها .
ومناخ أسوان الجاف الدافىء شتاءاً يؤهلها لتكون رائدة في السياحة الاستشفائية و العلاجية , فأليها يفد كبار السن من شتى بقاع الأرض للاستمتاع بشمسها حيث نسبة الاسطاع الشمسى الأعلى على مستوى محافظات الوادي .
ويقطن أسوان خليط بشرى فريد لم يتغير منذ نشأته, يجمع بين عراقة أبناء النوبة و شرف قبائل الجزيرة العربية . هذا الخليط الفريد كون نسيجاً فريدا من العلاقات الاجتماعية.
يحتفظ المجتمع الإسوانى بخصائص مميزة له من التفاهم و الحلم و طيب الخلق , تحول دون وقوع أى مشكلات عرقية .
لذا احتلت أسوان هذا الثقل من ناحية الأهمية الاستثمارية وفقاً لدراسات التنمية لجنوب مصر . فينظر لأسوان على انها مستقبل الجنوب . فينتظر أن يكون بها أعلى معدل نمو اقتصادي في الجنوب , كما يتوقع أن تستأثر بالنصيب الأكبر من الجذب السكاني في خطة تنمية جنوب مصر , حيث أنها الوحيدة في محافظات جنوب الوادي غير الطاردة للسكان و الواعدة كمورد تنموي بدرجة تسمح باستيعاب نحو أكثر من مليون نسمة إضافية حتى عام 2017 ليرتفع نصيبها من 9.7% من عدد السكان الإقليم عام 1996 الى 13.3% عام 2017.
تحتل المحافظة الترتيب الثامن بين محافظات الجمهورية فى التنمية البشرية والأول بين محافظات الوجه القبلي فى تقرير التنمية البشرية.