ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال عبر صفحتها الرسمية بموقع «فيس بوك»، نصه: «ما حكم من أكل أو شرب ناسيًا وهو صائم؟ وهل هناك فرق بين صوم الفرض والنفل؟».
وقالت الدار: المفتى به أن من أكل أو شرب ناسيًا في نهار رمضان أو في صيام التطوع لا يبطل صومه، ولا يجب عليه القضاء ولا الكفارة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ، فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ» أخرجه مسلم في صحيحه، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أيضًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «إِذَا أَكَلَ الصَّائِمُ نَاسِيًا أَوْ شَرِبَ نَاسِيًا فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، وَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ» أخرجه الدارقطني في سننه.
وأشارت إلى أن هذه الأحاديث الشريفة أدلة على أن الصائم إذا أكل أو شرب ناسيًا فعليه أن يتمَّ صومه، ولا قضاء عليه، ويومه الذي أتم صيامه صحيح ويجزئه، ولا فرق في ذلك بين صيام النفل والفريضة، وهذا هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة.
وقالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية إنه إذا أكل الصائم أو شرب ناسيًا فليتم صومه ولا حرج عليه، سواء كان صائمًا صوم فرض أو نفل، قال صلى الله عليه وسلم: «من نسي وهو صائم، فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه».
جاء ذلك خلال إجابتها عن سؤال ورد إلى صفحتها الرسمية يقول: “نويت صيام الأيام القمرية وجاء أول يوم فيها وهو الثالث عشر وشربت في الصباح وتذكرت أني قد نويت صيامها فهل صيامي صحيح أم لا؟”.
وأضافت اللجنة: “أما إن أكلت أو شربت متعمدًا ثم تذكرت أنك تريد الصيام فصيامك باطل لا يصح”.
قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الأسبق، إنَّ مَنْ أَكَلَ أَوْ شَرِبَ ناسيًا وهو صائم فلا قضاء عليه ولا كفارة، وصومُه صحيحٌ، سواءٌ كان فرضًا كَصَوْمِ رمضان، أَوْ كان تطوُّعًا، كيوم عاشوراء أو يوم عرفة او أي يوم آخر، حيث قال تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 5] وقوله تعالى: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} .
وأضاف الشيخ عبد الحميد الأطرش أن رجلا أتى إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: “يا رسول الله، إني أَكَلْتُ وَشَربت ناسيًا وأنا صائمٌ”، فقال له النبي: “أَطْعَمَكَ اللهُ وَسَقَاكَ”، وبناءً على ذلك من شرب أو أكل ناسيا وهو صائم فليكمل صومه ولا يفطر وصيامه صحيح ومأجور عليه.
وأوضح أن من تذكر أنه صائم أثناء شربه أو أكله حتى لو فرضنا أن اللقمة أو الشربة في فمه، وجب عليه لفظها لأن العذر الذي جعله الشارع مانعًا من التفطير قد زال.