الجامع الأزهر هو أهم مساجد مصر على الإطلاق، وأحد المعاقل التاريخيه لنشر وتعليم الإسلام، كذلك هو واحد من أشهر المساجد الأثريه فى مصر والعالم الإسلامى.
تاريخ بناء الجامع الأزهر :
إلى الجنوب الشرقى داخل مدينة القاهره، وعلى مقربه من القصر الشرقى الكبير، فيما بين حى الديلم فى الشمال، وحى الترك فى الجنوب،أقام ” جوهر الصقلى ” مولى الخليفه الفاطمى “المعز لدين الله الفاطمى” الجامع الأزهر، رابع المساجد الجامعه فى مصر، ليكون المسجد الرسمى لمدينة القاهره.
وقد بدأ فى بنائه فى يوم السبت السادس من جمادى الأولى سنة (359) من العام الهجرى، 4 إبريل سنة (970)من العام الميلادى. وأنتهى العمل منه، وأقيمت أول جمعه فيه فى السابع من رمضان سنة(361)من العام الهجرى (22 يونيو 972) من العام الميلادى.
ويعد هذا الجامع هو أول بناء فاطمى، ولايزال قائما منذ ذلك التاريخ. وقد بنى الجامع الأزهر ليكون الجامع الجديد والاساسى بعاصمة الفاطميين التى أختطها ” جوهر الصقلى ” لتكون مركزآ للدعوه الفاطميه.
وقد أمر فى هذا الجامع أن تقطع الخطبه والدعاء للعباسيين، كما حرم لبس السواد واستبدل بذلك لبس البياض والدعاء لآل البيت،وبذلك إنتهت تمامآ من سيطرة العباسيين ووجودهم فى البلاد
وصف الجامع الأزهر :
كان الجامع الأزهر فى العصر الفاطمى يبلغ نصف مساحته الحاليه، ويتكون الجامع من ساحه واسعه غير مسقوفة الوسط، وله تسعة أبواب أهمها الباب الرئيسى المسمى” باب المزينين” الذى يتكون من بابين لكل منهما مصرعان،وسمى الباب بهذا الإسم لأن المزينين كانوا يجلسون فى الممر ويحلقون رؤوس الطلبه،وقد أنشأ ” عبدالرحمن كتخدا” هذا الباب، لكن الباب الأصلى للجامع هو الباب التالى لمدخل الصحن، وقد جدده السلطان الأشرف ” قايتباى” أحد سلاطين المماليك.
بالإضافه إلى هذين البابين توجد الأبواب التاليه:-
باب المغاربه ، باب الشوام ، باب الصعايده ، باب الشوريه ، باب الجوهريه ، باب الميضأه .
يتكون صحن الجامع من مستطيل تحيط به البوائك من الجهات الأربع، وكانت أرضيته مفروشه ببلاط من الحجر الجيرى المنحوت.كما كان للجامع
ايضا ست مأذن.
ويحتوى الجامع الأزهر على عدة محاريب، منها اثنان بإيوان القبله الجديده التى أضافها ” عبد الرحمن كتخدا” والمحراب الأكبر فيها هو الذى يصلى فيه إمام الجامع، ويعلو المحراب قبه ترتكز على ستة أعمده، أما المحراب الثانى فهو اصغر حجمآ ويوجد شمال المنبر وبه الكثير من النقوش والزخارف ويشتهر بقبلة الشيخ دردير.
أما فى إيوان القبله القديمه فيوجد المحراب الأصلى، ويعلو سقفه عن سقف الأروقه الجانبيه ويعرف بالمحراب القديم، وكان يصلى فيه إمام الجامع على المذهب الشافعي يوازى إمامآ أخر يصلى فى المحراب الكبير بإيوان القبله الجديده على المذهب المالكي.
كما يوجد بالجامع ايضا سهاريج للمياه منها أربعه بالصحن وخامس فى رواق الصعايده، وكان السهريج الخامس بالقرب من باب المغاربه.
كان الجامع يضم عددآ كبيرآ من الأروقه والحارات لم يبق منها الأن إلا 29 رواقآ و14 حاره.
التجديدات التى طرأت على الجامع الأزهر :
جدد الجامع الأزهر مرات عديده عبر التاريخ
ففى العصر الفاطمى أضاف الخليفه الحاكم بأمر الله “تنورين” وسبعه وعشرين قنديلآ من الفضه شرط أن تعلق فى رمضان ثم تحفظ فى مكان معلوم.
وفى سنة 544من العام الهجرى
1194من العام الميلادى قرر الخليفه ” الحافظ لدين الله” زيادة مساحة الأروقه،فأضاف فى الصحن رواقآ من الجهات الأربع وأقام على رأس المجاز قبه لا تزال قائمه حتى الأن،وقد جعلت جوانبها وقبتها بالنقوش والكتابات الكوفيه والمقرنصات.
كما تعطل الجامع الأزهر فى العهد الأيوبى،حيث نسب إليه السلطان “الظاهر بيبرس البندقدارى” الخطبه ولم يتم الإعتناء بالجامع إلا فى عهد الأمير “عز الدين إيدمر” الذى رمم وأصلح ما تصدع منه.
أما فى العصر المملوكى فقد أعيد للأزهر رونقه وبهاؤه،بالإضافه إلى تجديدات بيبرس الموجوده فى المحراب القديم والكسوه الخشبيه بالطاقيه فى المحراب،
وفى سنة 702من العام الهجرة جدد الجامع بسبب زلزال شديد أصاب مصر وأثر فى الجامع، كما أنشأ الأمير ” علاء الدين طيبرس” فى عهد الناصر ابن قلاوون المدرسه الطيبرسيه لتدريس الفقه الشافعى، وقد أبدع فى بنائها وتزيينها.
وفى عهد” الناصر محمد بن قلاوون ” أنشئت المدرسه الاقبغاويه فى سنة 725 من العام الهجرى 1324 من العام الهجرى
وفى عهد السلطان قايتباى هدم الباب الغربى القديم للجامع وبنى أخر مكانه لا يزال موجودآ حتى الان.
كما اضاف السلطان “قنصوة الغورى” مئذنه جديده ذات رأسين.
وفى العصر العثمانى وتحديدآ فى عهد ” عبدالرحمن كتخدآ”
زادت مساحة الجامع، وزيدت الأروقه خلف المحراب،واشتملت على خمسين عمودآ مسقوفه بالخشب،بالإضافه لمحراب من الرخام ومنبر من الخشب وباب ضخم يعرف الان بباب الصعايده،وبنى أعلاه حجره على أعمده رخاميه معقوده، بالإضافه لتجديد واجهة المدرسه الطيبرسيه وإقامة باب المزينين.