نشرت «واشنطن بوست» أمس وعلى صفحتها الأولى تقريرًا عن الرئيس السورى وكيف أنه يحاول الاستفادة من المواجهة الجارية الآن بين واشنطن وموسكو فى تجاهل ما كان منتظرًا منه أن يفعله من خلال الوساطة الروسية الأمريكية، وأنه يسعى لبسط نفوذه وتنفيذ خططه للبقاء فى الحكم والقضاء على معارضيه!
وهذا التقرير عكس ما يدور من نقاشات فى واشنطن حول تبعات انشغال الإدارة وتخبطها فى الأزمة الأوكرانية، خصوصا فى ما قد يحدث فى سوريا وأيضا فى المنطقة ودول أخرى فى العالم جراء موقف موسكو الحاسم وتردد واشنطن المعتاد وتلكؤ برلين المحير.
ولم يكن بالأمر الغريب أن يطرح هذا الأمر بشدة وإلحاح من جانب أعضاء فى مجلس الشيوخ فى جلسة عقدتها لجنة العلاقات الدولية، وهم يناقشون معًا تبعات ملفى سوريا وأوكرانيا.
والقضية المثارة كانت ولا تزال هى مصداقية إدارة أوباما، وبالتالى أمريكا.. ومدى استعدادها لمواجهة التحديات الدولية وتحمل مسؤولياتها، لا أن تكون فى موقف المتردد والمتخبط والحيران والمتراجع بحجج لا تقبلها شعوب العالم.
أوكرانيا اليوم مثل سوريا الأمس تعكس اللا موقف الأمريكى.. وترى من سيكون الضحية فى الغد؟! واشنطن فى الأيام الأخيرة تدرس كل الاحتمالات وتناقش كل السيناريوهات.
ويتابع أهل واشنطن تطورات الموقف الأوروبى تجاه الأزمة الأوكرانية، وكيف أن التشدد الواضح فى مواجهة روسيا أصبح يشوبه تردد فى الأيام الأخيرة.
وكيف أن روسيا لا تتراجع إلا أنها يجب أن تعرف أنها لا تستطيع الاستمرار فى نهجها وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة. هذا هو ما تريده واشنطن وأوروبا.. وتسعى إليه، أو هكذا تقول.