كتبت // سماح رضا
دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد إلى الاستعانة بالله ثم الإرادات الواثقة والأيدي الممدودة «من أجل مصالحات رحبة تتخلص فيها الأمة من الخصومات الجوفاء، والأحقاد العمياء، لإيجاد إحسان متبادل، ونصرة دين الله، وحفظ كرامة الأمة، ومصالح الشعوب، في جد ومسؤولية، وقلوب ممتلئة حباً وصدقاً، وصفاءً وشجاعة، لانتشال الأمة من أوحال الفرقة، وإنقاذها من الأزمات المفتعلة». وقال في خطبة (الجمعة) أمس: «إن تحقيق الوحدة يسير – بإذن الله – لتوافر أسباب الاجتماع، وسهولة إزالة الموانع وبخاصة في هذا الظرف الذي تكشّف فيه مكر الأعداء، ووضحت فيهم توجهاتهم، وتوظيفهم لخلافات الأمة، والنفخ فيها، وتوسيعُ الهوة والفرقة والتناحر، حتى أسالوا الدماء، وفرقوا الديار، ومزقوا المجتمعات».
وتابع: «إن الذي يظن أن الأعداء يريدون نصر طرف على طرف من المتقاتلين من المسلمين فعليه مراجعة فقهه في الدين، ورأيه في السياسة، وموقفه من الأعداء، والله الذي لا إله إلا هو إن أهل الإسلام كلَّهم مستهدفون، ولا يستثنى من ذلك أحد، ووالله لن يبقوا على أحد، إنهم يضربون الأمة بعضها ببعض، فلا يظن هذا الذي سكت عنهم، أو سكتوا عنه، أو مدوه ببعض المدد أن الأعداء سيتركونهم، إنهم يوقدون النار والفتن بين أهل الإسلام، ويحرضون بعضهم على بعض من أجل تحقيق مصالحهم وحدهم..
إنهم متفقون على باطلهم، فكيف يتنازع أهل الإسلام على حقهم». وأشار ابن حميد إلى أن «نبينا محمد – صلَّى الله عليه وسلَّم – تركنا على محجة بيضاء ليلها كنهارها، وترك فينا ما إن تمسكنا به لن نضل بعده، كتاب الله، وسنته عليه الصلاة والسلام، ويقول عز من قائل: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً)، نعم لقد قال: (أمة واحدة)، ولم يقل توحيد الأمة، ولا الوحدة الإسلامية مما يدل على أن الأصل في أهل الإسلام أنهم بهذا الدين (أمة واحدة)، ولم يكونوا متفرقين ثم توحدوا قال تعالى: (مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ)».