كتب/حسن الجلاد
اختلف كيف شئت أو اتفق الأمر المؤكد أن ثورة يوليو كانت حدثا فارقا فى تاريخ المنطقة العربية والإفريقية بل وامتدت آثاره إلى الكون كله فارتفعت صور عبد الناصر وعلقت فى كل مكان وأصبح فى كل عاصمة عربية ميدان أو على الأقل شارع حيوي يحمل اسم عبد الناصر .. بل وقال البعض أن العرب فى تاريخهم لم يجمعوا على شيئ إلا على ثلاث .. واحدة منهم عبد الناصر .. وتحول عبد الناصر إلى نموذج محرض على الثورة للتحرر من الاستعمار فى إفريقيا وغيرها من بلدان العالم المحتلة وقتها .. استعان بالإخوان وشاركوا فى الثورة ونزلت كوادرهم إلى الشوارع لتأمين المناطق الحيوية وخصص لهم مكان فى مجلس قيادة الثورة .. ولكنهم ولأنهم لا يتغيرون حاولوا أن يفرضوا رؤيتهم على مصر ويحولوا قياد الثورة باتجاه أفكارهم فاصطدموا بعبد الناصر .. وانطلقت أبواقهم تلصق به كل نقيصة برضا ومباركة ممن جاء بعده كان مسكونا بفوبيا عبد الناصر فترك للإخوان الحبل على الغارب فكتبوا وألفوا كتبا فى فظائعه وبلغ الأمر إلى حد القول أن رأس الدولة عبد الناصر ترك مهام دولته وذهب بليل الى احد السجون ليحضر حفلة تعذيب امرأة من قيادات الإخوان النسائية وكتب المرحوم جابر رزق عدة كتب تحت عناوين منها مذابح الإخوان فى سجون عبد الناصر .. مذبحة كرداسة .. امتلأت هذه الكتب بالفظائع .. وتربينا فى أشبالهم على أن قصيدة رسالة فى ليلة التنفيذ كتبها احد شبابهم ليلة إعدامه وتم تسريبها لتنشر بعد إعدام هذا الشاب على يد زبانية عبد الناصر .. واسموه الصنم وهبل القرن العشرين تربينا على هذه المعلومات فى اشبال جماعة الاخوان وصارت يقينا لدينا .. وكان عبد الناصر قد مات ولم نعى للدنيا بعد فتملكت منا هذه المعلومات دعمها نشاط فنى يستهدف فترة حياة هذا الرجل ولعل من ابرزها فيلم الكرنك .. فتاكدت المعلومات وصارت يقينا حتى حدث امر كان له ما بعده .. شاهدت فيديو لجنازة عبد الناصر .. وكلنا شاهدها بعد ذلك .. ما ان شاهدت الجنازة حتى تذكرت قول الامام أحمد بيننا وبينهم الجنائز بعدها انطلقت ابحث عن هذا الرجل فلم اترك ورقة كتب فيها اسمه وصلت اليها الا وقرأتها وتبين حجم الظلم الذى تعرض له عبد الناصر وكيف ذبح بسكين من كلمات الباطل فهاشم الرافعى الشاعر صاحب رسالة فى ليلة التنفيذ لم يقلها فى سجن عبد الناصر ولكن قالها فى مهرجان الشعر العربى الاول بسوريا سنة 1959 م ونال عنها جائزة المهرجان وقتل بعدها فى مشاجرة بمركز شباب قريته فى شجار بين الشباب من اقرأنه كما هو ثابت من شهادة أخوه ، على عكس ما اورد مصطفى مشهور في كتابه “قضية الظلم في ضوء الكتاب والسنة”أنه : [قد حكم عليه – أي هاشم الرفاعي – بالإعدام لتوجهاته الإسلامية، وأنه قد كتب قصيدته “رسالة في ليلة التنفيذ” وهو في زنزانته في الليلة التي سبقت تنفيذ حكم الإعدام فيه] اهـ
فلا القصيدة على لسان شهيد ولا القائل كادر اخونى قتل فى سجون ناصر ومذبحة كرداسة لا هى ملحمة اخوانية فى مواجهة باطل عبد الناصر انما هو صراع عائلى على الزواج من فتاة تحولت الى مشاجرة بين عائلتين .. هالنى حجم التدليس والخرافة فتشككت فى كل ما عرفت وقرأت فى كتبهم فرحت منطلقا اقرأ واقرأ ودعمتنى دراستى الازهرية فى الوقوف على مخالفتهم الشرعية وعدم انضباطهم التشريعى .. واختراعهم لقواعد جديدة فى الفقه الاسلامى ” مصلحة الدعوة ” والتى تجاوزوا بها حتى النصوص قطعية الثبوت قطعية الدلالة واهدروا بها قاعدة انه لا اجتهاد مع النص وقاموا فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى بتسليم شباب الجماعة الاسلامية لقبضة الامن تسليم مفتاح كما يقولون بزعم مصلحة الدعوة .. واستحلوا الدماء المحرمة واسموها الاغتيالات السياسية واستشهدوا باغتيال ابن ابى الحقيق لاحداث الرعب فى صفوف المخالفين وليرجع من شاء الى كتاب المنهج الحركى للسيرة النبوية للغضبان احد منظريهم .. والحديث يطول والشواهد جمة .. ترك له نظام ما بعد عبد الناصر الحبل على الغارب فأنشاؤا الكيانات الطلابية فى الجامعات وركبوا ظهر شباب الجماعة الاسلامية واشتغلوا هم من وراء ستار ثم غدروا بالكل وقتل السادات الذى ترك لهم الحبل على الغارب واذكر انه كنا متوجهين لاحد معسكرات الاخوان التى كانت تنظم تحت سمع الحكومة المصرية وبصرها فقيل لنا ان لاقيتم لجنة شرطة فى الطريق وسألتم الى اين قولوا الى العجمى حيث معسكر الاخوان المسلمين وذهبنا وبتنا ليلتنا الاول فى مسجد عصر الاسلام فى سيدى جابر وبعد صلاة الفجر حملونا فى سيارات وتوجهنا الى منطقة العجمى ليكون فى استقبالنا عمر التلمسانى لنمكث ثلاثة ايام ونعود بسلامة الله دون ان يعترضنا معترض والدرس هنا لم يتعلم الاخوان من اخطاءهم وكرروها فلماذا لا يتعلم النظام من اخطاءه فى التعامل معهم ويعاد نفس السيناريو فى صورة تغاضى عن فاعليتهم وانشطتهم والتصريح لهم فلقد شاهدنا كيف يصنع الان مع السلفيين وكيف يصرح لهم بالمؤتمرات واللقاءات فى اروقة المساجد يستقطبون من خلالها الشباب الى صفوف التشدد .. لا فرق بينهم فالتشدد كله سواء وسوء الفهم واتباع الهوى اما افراطا او تفريطا سواء وسوف يأتى يوم يدفع فيه الوطن فاتورة السماح لهؤلاء او هؤلاء بالرقص على اشلاء الوطن فى ذكرى الثورة علمنا وعلم الكل عبد الناصر بحياته وعلمنى واظنه علم الكثير بوفاته وجنازته رحمه الله لهؤلاء او هؤلاء بالرقص على اشلاء الوطن فى ذكرى الثورة علمنا وعلم الكل عبد الناصر بحياته وعلمنى واظنه علم الكثير بوفاته وجنازته رحمه الله