بقلم : د/ حمدي بشير .
لا يختلف الكثير من المحللين ، الغربيين والشرقيين منهم ، على أن الارهاب صناعة أمريكية بامتياز ، وهو فى الواقع جزء من حيل أجهزة المخابرات ووكالات الأمن القومى لضرب الخصوم بطريقة غير مباشرة ، وزعزعة الاستقرار وتنفيذ المؤامرات لقلب نظم الحكم وتقسيم الدول بهدف إعادة رسم الخريطة الإقليمية بشكل يضمن هيمنة حليفها الاقليمى وتصفية اى قوة إقليمية صاعدة، أو فرض أجندة سياسية خاصة أو التأثير على موقف الدولة المستهدفة.
والوقع أن البحث فى نشأة هذا التنظيم تشير إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية أو “داعش”،قد أرتبط من حيث النشأة والتطور بظهور حركات المقاومة ضد الوجود الامريكى فى العراق فخرجت تلك الجماعة من رحم تنظيم القاعدة ، و تدرجت من جماعة التوحيد والجهاد بزعامة أبي مصعب الزرقاوي في عام 2004، حتى إعلانها دولة العراق الإسلامية بزعامة أبي عمر البغدادي، ومقتله فى 19 ابريل2010 ، و خلافة أبي بكر البغداداي له ، ثمإعلان التنظيم في فى 29 يونيو 2014عن الخلافة الإسلامية.
وخلال فترة الوجود الامريكى فى العراق أطلقت واشنطن العنان لتلك الجماعة لتنمو ، حتى أصبح العراق بؤرة خصبة لنمو تلك الجماعات المتطرفة، خاصة بعد انسحاب الجيش الامريكى الأمر الذى هيئ الساحة العراقية والمنطقة لحرب مع الارهاب ، وبالتالى تصدير الأزمة الأمنية لواشنطن مع الارهاب الدولى إلى تلك المنطقة ونقل التهديد الارهابى خارج إقليمها واستدراجه فى معركة إقليمية فى منطقة الخليج، تستهدف احتواء تلك الجماعات من خلال إثارة .